جاء في الأثر أن الخليفة عمر بن عبد العزيز، قد اتخذ أحد العلماء مستشاراً ، وقال له: " راقبني فإذا رأيتني ضللت فأمسكني من تلابيبي وهزني هزاً شديداً ، وقل لي: اتق الله يا عمر، فإنك ستموت " .
في الوقت الذي يفتقد الميدان الشعبي لحراك الأحزاب و فعاليتها تضج مسامع أفراد الأمة و متابعو الأوساط المهتمة و الإعلامية ببيانات و إعلانات و خطابات زعامات و قيادات هذه الأحزاب و غيرها من التنظيمات في المجتمع المدني نقابات و منظمات حقوقية و المستقلين؛ أصوات غاضبة، مستنكرة و مفندة، و أخرى راضية، ممتنة و مثمنة.
سئل القائد الفرنسي نابليون بونابارت عن كيفية مواجهة المصاعب فقال "إن أفضل وسيلة للتغلب على الصعاب هي اختراقها".. قد يكون الرئيس محمد ولد عبد العزيز أعجب بهذه الفكرة، التي تمثلها حرفيا في أكثر من موقعة بدءا بتصحيح المسار صبيحة الـ6 أغسطس 2008 مرورا بطرد سفير
كُنِ ابْنَ مَنْ شِئْتَ وَاكْتَسِبْ أَدَبًا * يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ
إِنَّ الْفَتَى مَنْ يَقُولُ هَا أَنَا ذَا * لَيْسَ الْفَتَى مَنْ يَقُولُ كَانَ أَبِي.
أرى أنّ المقصود، هو حثّ الإنسان على العِلم والعمل والتحلّي بالفضائل والاتِّصاف بالأخلاق الحميدة، حتى تكون له مكانة بين الناس، وبذلك يستحق أنْ يوصَف بالفتوَّة.
في خضم الحديث عن الحوار المرتقب و حمى التطلع إلى لائحة المشاركين يغيب الشعب جملة و تفصيلا فلا يطفو على السطح إلا مواقف أفراد انغلقت الأسماع و انعقدت الألسن عن ذكر غيرهم يستبشر بحضورهم و يتطير بغيابهم في معترك سياسي يتمحور الصراع فيه حول ذواتهم و رغباتهم الأحادية في الحكم صفحا في الواقع عن أهمية الحوار و أخلاقياته و شروطه المعرفية التي كان من المفروض أن تدركها و تعمل بمقتضاها كل النخب السياسية و المعرفية.
طالعت الوثيقة الأخيرة التي أصدرها حزب تكتل القوى الديمقراطية واالتي يشي عنوانها بمضمونها: "التسيير الكارثي لنظام محمد ولد عبد العزيز" وخلاصتها هي : "نحن الآن أمام وضعية متفجرة يمكن أن تؤدي إلى حالة من الفوضى ...... وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى أزمات في السيولة النقدية وتعطل جهاز الدولة وفي هذه الحالة سيتوقف النشاط الاقتصادي ".
من خلال المقال التالي أبدي في هذه الوثيقة جملة من الملاحظات أرجو أن تتسع لها صدور من يتبنون مضمونها :
مع أني لست من الذين سبق لهم أي انتماء حزبي لا في الموالاة ولا في المعارضة ، ولأني لست على نية ذلك في المسقبل؛ أجدني مضطرا على الرد بطريقة ما على ماورد في مقال *إلى متى تكذبون؟* ، إحثقاقا للحق وإنصافا للواقع؛
في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، في دورتها الواحدة والسبعين، انتصب الرئيس الأمريكي في هيأة قديس رحيم، ليوجه "وابلا" من المواعظ إلى أعضاء الجمعية، ومن خلالهم إلى شعوب العالم. ولقد ظهر أوباما ، في تبتلاته، نظير ذلك السنور ، في قصة الأطفال، الذي جاء ، يوما، إلى رئيس الفئران ، وزعم له أنه قادم من حجه إلى بيت الله في مكة، وأنه قد تاب مما فعل من سيئات في حق الفئران ، وحق كل من لحق به أذى منه.