بدا الرئيس محمد ولد عبد العزيز شجاعا البارحة ووضع نقاطا كانت مهملة على حروف كانت حائرة بشان مستقبل البلاد السياسي.
الرجل تحدث كالكبار الذين يريدون ترك بصمة على تاريخ بلدانهم فمن الرائع حقا انه لايفكر فى مامورية ثالثة ومن الاروع انه ايضا لايريد تغيير الدستور الذى اعترف بشجاعة انه غيره مرات عبر انقلابات متتالية لكنه راى اليوم ان ذلك لم ولن يكون فى صالح البلاد.
ثمة يقينا درجة من المسؤولية فى كلام الرئيس وشيئ من الاحساس بانه صاحب المبادرة وعليه ان ياخذها بشجاعة غير ناظر الى قاعة تضج بالمصفقين والمنافقين من كل الاعمار والاجيال والالوان والثقافات منهم من اراده ملكا ومنهم من يبكى على ركبتيه للبقاء لمامورية ثالثة.
نعم كان الرجل وربما للمرة الاولى جريئا حيال الحديث عن امر شغل بال كل الموريتانيين وهو مستقبل رئيسهم وماموريته الثالثة.
بالتاكيد ليس ماقاله الرئيس كلاما معصوما لارجعة فيه وليس نقطة نهاية فقد علمنا مرات سابقة انه فى الحين الذى يتحدث عن اشياء جميلة ورومانسية تحدث تحت قدميه وعلى الارض اشياء سيئة.
الرئيس عبر عن حسن النية ولكن لم يغلق الباب نهائيا أمام البقاء فى الحكم فللكرسي مسارب عديدة وللقصر دهاليز واقبية وانفاق بعضها يوصلك للسفارة الامريكية اوالفرنسية ثم يعيدك للكرسي وكانك تثبت كروية الارض وسحر البقاء على كرسي الرئاسة.
كان على الرئيس ان يقول شيئا جميلا فعلا كهذا للراي العام الوطني لكن ليس الراي العام الوطني بتلك الاهمية بالنسبة له ولذلك فللرسالة من ينتظر استلامها فى باريس او واشنطن.
اغلبية الرئيس ليست معنية به فمادام قويا فى قصره فهي معه وان ضعف فسوف تجهز عليها كما اجهز هو نفسه على اخ له من قبل ومن راى خيمة الاجتماع ولاحظ حرارة تصفيق شيخ تعانق لحيته ركبتيه عندكل فقرة من خطاب الرئيس ولاحظ انزياح الوقارعن وجوه عشرات الرجال فى تلك الخيمة وهم يصفقون بجنون يؤمن ببساطة انه لا احديعول على منافقين منهم من شابت نواصيه فى النفاق ومنهم من وضعت له الحفاظة حديثا داخل مقرات حزب الاتحاد حتى وان كانت من النوع غير الماص بشكل جيد.
تحدثنى حموضتى المعروفة ان لدى الرئيس ورقة لم يلعبها ولن يلعبها قبل اشهر على نهاية ماموريته.
اتصور حموضيا ان عزيز سيتمسك بمامورية ثالثة فخطابه البارحة كان نوعا من مسح العرق السياسي بمنديل عسكري لا ادرى هل فهمتم العبارة انا نفسي لم افهمها لكن ما اريد الوصول اليه ان الرئيس يخطط للتعويل على السفارات الغربية للبقاء لمامورية قادمة.
هل يمكنه ذلك
اتصور الآتى
يجتمع بالسفراء الغربيين خاصة الامريكي والفرنسي يقول لهم ايها السادة انا رجل اقف عند تعهداتى وتعرفون كلامى بشان عدم رغبتى فى مامورية ثالثة ورفضى لمراجعة الدستور لذلك انا ساغادر الى لبن النوق وحياة البادية وتجميع بعض الامور المالية والعائلية الخاصة بى لكن من سيجلس هنا فى القصر بعدى,
تذكروا أيها السادة اننى ولمدة ست سنوات نجحت بطريقة تعرفونها اولاتعرفونها فى حماية مصالحكم قبل بلادى من القاعدة وداعش والجماعات المسلحة.
أصحاب السعادة أنا حميتكم وحميت مصالحكم هنا اقولها ليس تجبرا ولكن تقريرا لحقيقة تصوروا رئيسا ضعيفا يخلفنى تحاصره الجماعات المسلحة فى مالى والاحتقان فى الكركرات والهجرة السرية والمخدرات والاحتقان الاجتماعي والعرقي المحلي هل بمقدوره مواجهة كل ذلك.
حسنا فكروا فى الذهب فى النحاس فى النفط فى السمك كل هذه تذهب اليكم ولايبقى لنا سوى الجوع هل تودون ان يحرمكم ارهاب اعمى من نهب ثرواتنا لا لستم بكل ذلك الغباء انا حميتكم فهل حان الوقت لرد الجميل شكرا لكم انتهت الجلسة.
وعندنهاية الاجتماع تتلقى السلطات الامريكية من سفيرها كلمات هن ام السياسة الامريكية وطوق النجاة الذى سيوصل عزيز للمامورية الثالثة دون ان يطلبها ظاهريا ودون ان يمس الدستور ظاهريا
" فى موريتانيا الرئيس عزيز ليس محبوبا فى بلده لديه معارضون ثر لكن كلامه جميل يمكن النفاذ منه للاحتفاظ به فالرجل حمى مصالحنا من الجماعات المسلحة وبلده امن من تلك الناحية يمكننا التعويل عليه والوقت فى صالحنا لابقائه رئيسا للبلاددون مشكلة ثرواتهم تهمنا وليس من العقل ان ننتظر ان تستقيم سياساتهم الداخلية العرجاء دعونا نواصل عبر هذا الرئيس الاستفادة من ثروات البلاد وترك عيننا مفتوحة على كل المنطقة".
أما فى باريس فالكلمات قليلة لكنها دسمة
" لعنايتكم نقول أنه لابديل حتى الان عن عزيز نعم هوفاسد وبلاشعبية ويصنع الكثير من المشاكل المحلية يوميا ويتعامل بصلف مع الاوضاع المحلية لكن ماعلينا المهم انه الوحيد القادر على حماية مصالحنا فى بلاده والمنطقة وناخذ علما بتفاهماته تحت الطاولة وفوقها مع الارهابيين فى مالى وهي تفاهمات منحته ست سنوات من الامن على الحدود والناي ببلده وبمصالحنا عن النار المشتعلة خارج بلاده الرجل يجب ان يبقى انه احسن الخيارات السيئة على أية حال".
تقول حموضتى ان عزيز سيركب تلك الموجة ويقفز من بين السفارات الغربية ليعود لكرسيه برسم مامورية أخرى.
أما ما يقوله المنطق فهو أن هذا الأمر ليس مستبعدا فللغرب مصالح دائمة وليست له عدوات دائمة وهو من يختار رجاله فى افريقيا وفق رؤيته لاستمرار مصالحه لا أقل ولا اكثر.
اتمنى أن تتذكروا دائما أن هذه حموضة وليست تحليلا سياسيا اواستقراء لما وراء كلمات الرئيس التى اختتم بها افشل حوار عرفته البلاد طيلة تاريخها المعاصر,