لا يَخفَى على أحد أنّ الصّراع على جزيرتيْ "تيران وصنافير" والتحكم في مضيق تيران ظلّ لسنوات طوال في قلب الصراع بين مصر وإسرائيل. ففي 1949، انتَهَت أوّل الحروب بين العَرَب وإسرائيل.
إنهم كثر الذين يعلو شأنهم بعدما يكتبون أسوأ ما تستطيع أن تجود به، كتابا و شعراء و غيرهم، أقلامُهم الحانقة اللاذعة و تنفث أنفاسهم الغاضبة الكارهة من الكلام الأقصى بذاءة الألفاظ، و تم تعيينهم فورا في مناصب عالية قبل أن يجف مداد كلماتهم الحارقة و ينفد حبر تعاويذهم الشيطانية كما يرفعون إلى أعلى درجات التقدير و يحاطون بالعناية و الحضور الإعلامي البارز في كل القطاعات.
نتحدث في هذه الخواطر عن تداعيات هذه الأزمة على الوحدة العربية، و مواقف مؤسسات العمل العربي المشترك منها، و البيانات الصادرة عن بعض الحكومات العربية، و تناول بعض وسائل الإعلام العربية لها بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي.
التداعيات:
مزيد من الانشقاق و التمزق في الصف العربي، الأمر الذي يصب في مصلحة أعداء العرب.
رحل إلى جنة الخلد بإذن الله علمنا وعالمنا أحمد بن باباه المعروف "بأحمد ولد بتار" ثمرة أعلام العلماء والأدباء، شيخنا وابن عمنا الكبير العالم الجليل والشاعر الشهيرصاحب المحامد والمأثر الجمة وحامي حمى الديار والأب الحنون :
أخ وأب لي ثم أمّ شفيقة ... تفرّق في الأحباب ما هو جامعه
سلوت به عن كلّ من كان قبله ... وأذهلني عن كائن هو تابعه
من سوء حظنا في هذه البلاد أن الله قد جمع لنا في عهد واحد فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ومعالي الوزير المختار ولد أجاي. إنهما رجلان يحبان المال حبا جما، ويمتلكان مواهب خارقة في التحصيل، ولا تأخذهما بالمواطن المسكين رأفة عندما يتعلق الأمر بتحصيل المال.
لقد تحولت بلادنا في عهد الرجلين إلى "جمهورية وانطير"، حيث يتم عرض كل شيء للبيع،
ما إن قطعت موريتانيا علاقاتها الدبلوماسية مع قطر حتى سال حبر كثير وانثالت الرؤى من كل الاتجاهات.
لقد تباينت المواقف حول الأزمة القطرية من رافض لقطع العلاقات بشكل عادي ورافض باستماتة ومن مؤيد للخطوة ومبارك لهاحد اعتبارها واجبا شرعيا وخلاصا اخلاقيا وتجليا وطنيا.
بصرف النظر عن خلفيات الأزمة القائمة بين دولة قطر وبعض الدول العربية، فإنّ إغلاق الحدود البرية والجوية والبحرية بين قطر والدول التي قطعت علاقاتها بها،لا يساعد على حل المشكلات العالقة عن طريق الحوار والتفاهم (وهو الوضع الطبيعي)، وليس من مصلحة أيّ طرف، بل إنّ ضررَه يُعَد أكبرَ من نفعه...
يجب منح الوقت الكافي للوساطة الكويتية الرامية إلى إعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية بين قطر و الدول العربية التي قطعت علاقاتها بها.
في حالة إخفاق هذه الوساطة – لا قدر الله – يجب أن تتحرك الدول العربية مجتمعةً– تحت مظلة جامعة الدول العربية – من أجل الوصول إلى الحلول المناسبة التي تراعي مصلحة الأمة العربية و ضمان أمن المنطقة و استقرارها، من جهة، و سيادة قطر على أراضيها، من جهة ثانية.