إخواني، وأخواتي في تونس الحبيبة، بوابة الفتح الإسلامي في إفريقيا الغربية؛ حيث أصبحت مهد الإسلام والعروبة، منذ أن وصلها القائد الإسلامي العظيم: عقبة بن نافع الفهري، حيث انتشر عن طريقها الإسلام في إفريقيا، والمغرب العربي.
لقد قررت أن أكتب لكم هذه الرسالة المفتوحة، وذلك لثقتي بأن هناك رئيسا قادما لموريتانيا في منتصف العام 2019، وذلك على الرغم مما نشاهده في أيامنا هذه من مبادرات التطبيل والتزلف التي تُطالب الرئيس الحالي بالبقاء في السلطة من خلال تعديل الدستور والترشح لمأمورية ثالثة.
سيدي الرئيس،
أكتب لكم هذه الرسالة المفتوحة قبل أشهر من وصولكم إلى السلطة، وذلك لأتعهد لكم ـ إن كان في العمر بقية ـ بما يلي :
و تماما مثل مهرجان "المدن القديمة" و كـ"مهرجان الأدب" و إرهاصات "المقاومة الوطنية"، ها هي ذي "جائزة شنقيط" تقرع الطبول، تنفخ الأبواق و توزع بطاقات الحضور لحفل توزيعها على الأعمال الفائزة.. "الصرخة كبيرة و الميت فأر".
وأخيرا أطلق "إطارات وعجلات" ولاية اترارزة مبادرتهم التزلفية التطبيلية، والتي من المؤكد بأنها ستشكل شرارة لموجة عارمة من التزلف والتطبيل قد تعم كل ولايات الوطن في الأيام والأسابيع القادمة، وخاصة الولايات الشمالية والجنوبية، مع احتمال قوي أن تصل رياح هذه الموجة التزلفية التطبيلية إلى الولايات الشرقية.
قبل أقل من ستة أشهر من انتخابات رئاسية حاسمة بالنسبة لمستقبل البلاد، فإن الوضع أبعد ما يكون من الوضوح. ما فتئ ولد عبد العزيز، الذي يكمل مأموريته الثانية والأخيرة، يتخبط في تصريحات متناقضة أحيانا. يصرح اليوم بأنه يحترم الدستور وسينسحب عند نهاية مأموريته؛ ويعود غدا، بمجرد أن يسمح له الدستور بذلك. وفي الآونة الأخيرة، اكتشف الصيغة السحرية التالية: "لن أغادر البلد، وسأواصل لعب دور سياسي، ولا مانع من أتولى قيادة حزبي وتنظيم أغلبيتي".
لقد تواصل في هذا العام تراجع مستوى الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، فعلى الصعيد الرسمي لم يتم تنظيم أي نشاط حتى ولو كان تحتإشراف أمين عام أو مدير قطاع بإحدى الوزارات، وعلى مستوى الفعاليات الشعبية التي تطلقها منظمات أو جمعيات مدافعة عن اللغة العربية، فقد لوحظ تراجعا كبيرا لاحتفالات هذا العام إذا ما قورنت باحتفالات العام الماضي، والتي كانت بدورها احتفالات متواضعة جدا.
مفارقة عجيبة في بلد التناقضات الكبرى. أفراد يجوبون العالم العربي من دون توقف، لا يحملون إلا كلاما يمجد و لا يبني داخل روتين التحجر و قالب الماضي، في الوقت الذي لا يجد فيه أساتذة الرياضيات و العلوم و الهندسة و الفيزياء و الكيمياء فرصة للسفر إلى ورش تكوينية أو مؤتمرات علمية أو معارض صناعية لتحسين خبراتهم و مهاراتهم و مضاعفة حقول أدائهم.
.. لا يستحسن الدعاء بمثل هذا الدعاء في حالتنا، فقد كان سلفنا الأوائل يبتعدون عن الأضواء والشهرة، ويكرهون أن يكونوا على الأفواه أو محلا للقيل والقال، ورعا وزهدا.