لا أتمنى أن يظهر كورونا – ولا غيره من الأوبئة- بأي مكان؛ أحرى ببلادي وفي قومي، حيث تبدأ علاقتي بالبلدان وبالبشر، ولعل هذا من نافلة القول، لكن أسبابا خاصة تزيد خوفي على موريتانيا وأهلها، وتصور لي هول الخطب الذي أدعو الله أن لا يقع.
سأحاول من خلال هذا المقال أن أقدم قراءتين للمؤتمر الصحفي لرئيس الجمهورية: القراءة الأولى تربط بين هذا المؤتمر الصحفي الذي شكل أول لقاء للرئيس بالصحافة الوطنية وخطاب إعلان الترشح الذي شكل بدوره أول إطلالة للرئيس على الشعب الموريتاني، ومما يزيد من أهمية هذه القراءة أن المؤتمر الصحفي قد تصادف مع أول ذكرى لخطاب إعلان الترشح.
كلمة الإصلاح - نظرا إلي أنها ولله الحمد مخضرمة أي عاشت ما قبل الاستقلال بقليل – ما كانت عازمة علي أن تكتب حرفا واحدا في قضية ما يروج له في موريتانيا من كلمتي " البيظان " و "لحراطين " لعدم منطقيتها تاريخيا ، فالمسميات الشعبية لا تكون وليدة ظرفها الحالي بل لا بد لها من زمن طويل حتى يصير أصل تسميتها غير معروف عند الجيل الحالي .
تعمد القائمون على تنظيم العشاء تغييب الرئيس إعلاميا فضربوه عن قصدتحت الحزام بتحويل مؤتمرصحفي مبرمج أصلا إلى مجرد عشاء به كلام مسجل ومقطربعناية من اقتراح طارحى الاسئلة إلى طبيعة الأسئلة
* طوال الوقت كان الأمر شبيها باختطاف إعلامي ممنهج للرئيس الذى وجدنفسه أمام اسئلة باردة عائمة لاتلامس هموم الناس ولا الشأن المحلي فبدت أجوبته كلمات متقاطعة مرتبكة يصعب ترتيبها أو الاستفادة منها
يحكى فيما يحكى، أن طباخا حكيما كانت له ابنة واجهت في حياتها العديد من المشاكل، وكانت كلما خرجت من مشكلة وقعت في مشكلة أخرى أشد عمقا وأكثر تعقيدا.
ذات يوم شكت البنت لوالدها، من كثرة المصائب والمشاكل التي تواجهها في حياتها، فما كان من الوالد إلا أن اصطحبها إلى المطبخ، ثم أخذ جزرة وبيضة وملعقة من البن، ووضع كل ذلك في ماء يغلى على نار هادئة.
تصلني من حين لآخر ملاحظات من بعض القراء الكرام يرى أصحابها بأن هناك تغيرا ملحوظا في مضامين ما أكتب، ويرى هؤلاء بأني أصبحتُ أركز على إيجابيات النظام أكثر من سلبياته، وذلك على العكس مما كان في السابق حيث كنتُ أركز على سلبيات النظام أكثر من إيجابياته. بعض القراء الكرام يوجه أسئلة أكثر وضوحا ومباشرة، فيسأل إن كان قد أصابني شيءٌ مما بات يعرف منذ فاتح مارس 2019 بظاهرة "التغزون" !
بما أن اللغة ترتبط ارتباطا قويا بهوية الأمة في جميع أشكالها وأبعادها ومستوياتها النفسية والثقافية والحضارية الشاملة ، بصفتها الوعاء الحافظ لتاريخها وتراثها وحضارتها وشخصيتها المتميزة، فإن كل مجتمع يدين بعقيدة معينة ، ينبغي أن تكون له نظريته التربوية الخاصة به ، لأن التربية لا تستعار ولا تستورد، بل هي ذات صلة وثيقة بعقيدة المجتمع ومبادئه التي يؤمن بها ، ولا يستطيع أي مجتمع أن يتبني النظرية التربوية لمجتمع آخر دون أن يتخلى عن جزء من عقيدته ومبادئه .
يا مجانين هذا البلد الآمن إن شاء الله، ويا عقلاءه انتبهوا واستفيقوا من غفلتكم..
لسنا بحاجة لجبهة أو منظمة أو تنظيم للدفاع عن البيظان، ولا للدفاع عن لحراطين، ولا للدفاع عن الزنوج، ولا للدفاع عن عربنا أو عجمنا..
إن حاجتنا الأكيدة؛ وربما الوحيدة؛ هي لدولة مدنية قوية تدافع عن كل هؤلاء، وتحميهم، وتحتضنهم، وترعاهم، وتعدل بينهم، وتنمي روح المودة والمحبة والتآخي والتآزر بينهم. أجمعين.