صغيرة هي عقول الموريتانيين، و أصغرها و أكثرها سذاجة هي عقول كتابها و ساستها وصحافتها ، حين تصبح كل مانشتاتها العريضة ملطخة بسخافة مهرج: “خليفة ولد عبد العزيز بالصفات لا بالأسماء”
لامراء أن موريتانيا ولجت التغيير قبل الربيع العربي، وأنها كانت البلد الأكثر سطوعا في مجال الحريات العامة والانتخابات، والسلم الأهلي، ومحاربة الإرهاب والغلو، في عشرية كانت معتمة في إفريقيا والعالم العربي،
بادئ ذي بدء وقبل محاولة الإجابة على هذا السؤال المستفزِّ في ظاهره, والمحفِّز والمستنهض للهمم في باطنه, لا بأس لو مهّدنا له بتوطئةٍ تأطيرية أو تنظيرية أو أو.., وأغلب الظنِّ أنكم لستم بمحتاجيها, وبكل تحقيق وتأكيدٍ أنني لست أفضل من يزجيها, ومع هذا كله, فلا بدَّ مما منه بد, وبإمكانكم أنْ تعتبروها تذكرة والذكرى تنفع المؤمنين.
صحيح أن تغيير الدستور حدث مرار وتكرارا؛حسب مقتضيات الحاجة أو حسب الاجتهاد السياسي؛ ولم يصاحب ذلك بما يصاحب اليوم من اللغط والافتعال والتوظيف السياسي، فتارة ترتفع الأصوات بحجة المساس بالدستور نفسه لكونه وثيقة مقدسة مصانة لا ينبغي تعديلها ولا التصرف في مضمونها!.. أو ليس الدستور نفسه اجتهاد بشري!؟؛ ومعروف أن العمل البشري مقترن بالأخطاء والنواقص ومتلازم مع ضرورة المراجعة والتصرف والتعديل.
الإعلام المحترف ـ بعيدا عن الموقف الفرنسي من نظام العصابة ـ مسكون بغواية الغوص في الخرافة. و حين اكتشفوا ولد عبد العزيز و حاصروه و جردوه من كل أسلحته ، كان لا بد أيضا أن يظهروا “هبنقيته” للجميع : كانت بساطة الأسئلة متعمدة لإظهار الحد الأدنى من الشفقة عليه و الحد الأعلى لغبائه من خلال أجوبته الهزيلة و حالته النفسية المهزوزة :
تزامنًا مع اليوم العربيّ للغة العربية (1 مارس 2017م)، واحتفاءً بالمناسبة، قررت الرابطة المغاربية للدفاع عن اللغة العربية عقد لقاء تشاوريّ بانواكشوط لتعميق ما طُرِحَ من أفكار بتونس، في أثناء الإعلان عن تأسيس الرابطة في 18 ديسمبر 2016م.
إذا كانت اللغة العربية تعاني بفعل الناطقين بها ضعفا في النهوض بمسؤولياتها التعليمية و العلمية العصرية بما يَبنِي و يُعد المُواطنَ "الإيجابي" الملتحم قلبا و قالبا بالحداثة في كل أوجهها المدنية و الحضارية ، فإن اللغة الفرنسية التي فرضها الاستعمار و اعتمدت بعد الاستقلال لغة عمل، لم تمنح البلد طاقتها و قدرتها بالقدر الذي يضعه في الوضعية الصحيحة أمام تحديات التخلف، و لا أن الذين اختاروها لغة تعليم و أداء و عمل حققوا بها أيا منجز بناء و لا منحوا البلد فر
قد لا يعرف شباب اليوم أن للغنم على مجتمع الماضي أيادي جليلة لم يكدرها عيثها في البيوت، وإن نغصها عيث الذئب فيها هي، فمنها (أعني الغنم) شراب الصبي والمتعجل، وقرى الضيف، والاستهلاك المجزأ؛ خلافا للبقر والإبل، فلا يمكن استهلاك بعض الدابة منهما، بينما تتجزأ قيمة الرأس الواحد من أحدهما بين عدة رؤوس من الغنم؛ لذا عبروا عنها بأنها لا تقول: "ما انگد".