النقابة واخواتها والكيل بمكيالين في قضايا الصحفيين

جمعة, 04/08/2016 - 02:45

يأبى الله إلا أن تتكشف سوءات النقابات والروابط الصحفية، يوما بعد آخر، وكأن الله يريد لنا معشر الصحفيين أن نتردى في مهاوي الرذيلة والفساد والنفاق والارتزاق عاما بعد آخر..

من حسن حظ الزميين جدن ولد ديدا وبابكر باي انجاي ان ايداع نجل رئيس الجمهورية لشكايته منهما واحالتهما لاحقا الي السجن المدني جاءت بعد ان تمت كافة التحويلات المالية التي رصدتها الدولة وبعض مؤسساتها للهيئات الصحفية المشاركة في التظاهرة التي اختتمت قبل ايام بإسم "الحريات الإعلامة في العالم العربي وافريقيا" , والتي تزامن انعقاد ورشاتها في غرف التجارة مع حبس صحفي موريتاني علي خلفية نشر مادة اعلامية علي صفحات موقعه الذي يديره , ورغم تطابق حالته مع حالة الزميلين الذين احيلا مساء الخميس الي سجن دار النعيم علي خلفية نشرهما مادة اعلامية تحمل نجل رئيس الجمورية بدر ولد محمد ولد عبد العزيز المسؤولية عن اطلاق النار علي أحد العاملين في منتجع والده بصحراء اينشيري .

فقد تعاملت الهيئات الصحفية مع الواقعتين بطريقتين مختلفتين تمام الإختلاف ففي الأولي التزمت هذه الهيئات الصمت وتجاهلت الحادث , بل حاولت ثني بعض المؤسسات الصحفية الشريفة عن مآزرة الزميل سيد ولد عبيد , وعملت هذه الهيئات بكل وقاحة علي استبعاد كل من وقف الي جانبه من الدعوة الي مؤتمرها المذكور الذي تم توجيهه بنظام الغرفة التي احتضنت انطلاقته المرتبكة .

وفي الحالة الثانية , تعاملت هذه الهيئات مع احالة الزميلين الي السجن المدني جدنا ولد ديدا وبابكر باي انجاي بروح الفريق الواحد وبالسرعة المطلوبة , واصدرت بيانا مشتركا دانت فيه اعتقال الزميلين ودقت فيه ناقوس الخطر الذي يهدد الحرية الإعلامية , وقيم دولة الحريات واحترام القانون , وطالبت السلطات بالإفراج الفوري عن الصحفين المعتقلين , ودعت كافة الصحفيين الي هبة تضامنية مع المعتقلين لفرض اطلاق سراحهما .

ان المتتبع لتعاطي هذه الهيئات مع الهم الصحفي والصحفيين يدرك مدي الوقاحة التي تتبعها النقابة واخواتها والكيل بمكيالين  وانتهاج اساليب المحسوبية والزبونية والولاءات الشخصية في التعامل مع الصحفيين , والتفاعل مع المضايقات التي يتعرضون لها خلال تأديتهم لواجبهم المهني , فبمجرد ان تكون من الذين يمسحون احذية النقيب , أو من المعروفين في دوائر الأمن وصالونات الوزراء , والغرف الخاصة في منازل الجنرالات فما عليك الا ان تقول ان شخصا هددك بالقتل من رقم هاتف حتي ولوكان الرقم مسجلا بإسمك أوغير موجود لايهم  أو تكون محترفا في عمليات ابتزاز المسؤولين فبيان هذه الهيئات الصحفية جاهز لمآزرتك والدفاع عنك .

أما عندما تكون صحفيا نظيف الماضي والحاضر , عفيف اليد واللسان , بعيدا عن الإتهام بالعمل مع الدوائر الأمنية , تترفع عن كل الممارسات التي يمارسها الصنف الأول , فالنقابة واخواتها يقفون منك موقف المتفرج في كل الحوادث التي قد تعترض طريقك , لأنك ببساطة جسم غريب عليهم .

والي ان تنتج الأيام والحوادث نقابة وزميلاتها تدافع عن الصحفي لأنه صحفي فقط , نعلن في موقع الغد تضامننا مع كل المنتمين لهذا الحقل , بغض النظر عن الإنتماءات السياسية أواللون أو الجهة , ونطالب بالمزيد من الحريات , ومواجهة القوي الظلامية التي تريد ارهاب الصحفيين .

الغد

مواضيع ذات صلة