من سخرية القدر أن تنظم نقابة الصحفيين الموريتانيين مؤتمرا "دوليا" حول الحرية الإعلامية في موريتانيا والعالم، ومن سخريته أيضا أن تضع رابطة الصحفيين برنامجا شاملا لتأسيس رابطة دولية للصحفيين في الدول الإسلامية، يُجهد القائمون عليها اليوم أنفسهم في البحث لها عن تمويل في الرياض، والقاهرة وأبوظبي والكويت...
نحن بصراحة أمة لا يعرف الخجل إليها سبيلا، فالنقابة التي ولدت خديجة وقد مر على تأسيسها حتى الآن العديد من السنوات لم تسجل في تاريخها أي مكسب ولم تنتصر لصحفي ولم تعد لآخر حقا مغتصبا.. هي عبارة عن تجمع للمنتفعين بالمهنة، من الفاشلين في مساراتهم المهنية والعلمية وحتى الاجتماعية، تجمعهم الزبونية والحرباوية والنفاق الذي لايقف عند حد.
ولك أن تقيس واقع النقابة على حال الرابطة وتضيف ماشاء الله لك أن تضيف من معاني الفشل والمحسوبية والأرزقية.
. قبل أشهر قليلة تسابقت الهيئات في التنديد بشركة اسنيم لرفعها دعوى قضائية ضد عدد من الصحفيين، في الوقت الذي تخلت عن صحفيين زج بهم في السجون في رابعة النهار "حالة مدير السبق نموذجا"
. وإذا عرفت أن دوافع التنديد الأول ابتزاز عملاق الحديد والصلب، فهمت سر الردة والنكوص في الحالة الثانية
. وقبل اسنيم فعلت الهيئات نفس الفعل القبيح والهجين مع بيجل ولد هميد رئيس الوئام رغم تعرضه للقذف والتشهير والاتهام بالرشوة من قبل رئيس رابطة الصحفيين الموريتانيين في موقعه سيئ الصيت "السفير". وليست قصة "بيجل" إلا طبعة غير منقحة من قصة الهيئتين الصحفيتين مع مسعود ولد بلخير رئيس الجمعية الوطنية سابقا.
ذالك غيض من فيض هذه الهيئات التي تسمى زورا روابط ونقابات الصحفيين، وهم منها برءاء، هيئات أدمنت النفاق والشقاق ومحاباة السلطة، والتمسح بأحذية مستشاري الرئيس، وأعضاء الحكومة ومديري المؤسسات العامة والخاصة.
إن ضيوف مؤتمر "النقابة" على قلتهم سيذهبون وفي جعبتهم الكثير مما يقولونه عن واقع الصحافة السيئ في هذا البلد، الذي تعمد حكوماته المتعاقبة على تمييع الحقل الصحفي و"تعيين" رؤساء الروابط والهيئات الصحفية بعد انتقائهم بعناية حين تتوفر فيهم الأهلية لتولى هذه "المناصب" وأولى شروطها أن يكون المعني مسلوب الإرادة بلا رأي ولا ضمير ولا حتى خلق أو دين
.. الغد