في موريتانيا ، ينطوي نظام الحكم على نواة صلبة هي سلطة العسكر، التي تولت دور عرَّاب يقود سياسة فائقة، فوق الأحزاب ومؤسسات الدولة، يكتفي فقط بتحريك خيوط اللعبة السياسية وتنتهي دائما إلى «تفريخه» جنرالات يمثلون دولة العسكر.
إن المتغيرات التي شهدتها البلاد خلال مايقارب العام تقطع في الجواب أن شيئا ما لم يكن عفويا منذ رحلة الرئيس السابق وما كانت هذه الأحداث لتقع لو لم يسافر يوم التنصيب .. كما يقطع هذا العام بأن سياقًا لاهثا من الزمن يعتمد على جناحين هما ازدواجية الوجه والقناع ، .. في هذا السياق يبدو انقلاب ولد القزواني نقيضًا لتجربة الفعل ورد الفعل ، حيث العمل يسبق التخطيط .. والانقلاب في حد ذاته امتداد طبيعي للنقيض الذي كان ينموا داخل هذا البناء !
لا جدال في أهمية التظاهر والاحتجاج ومقارعة الأنظمة الحاكمة، ولا خلاف على أن سنام النضال هو ذلك النضال الذي يتسبب لصاحبه في الإقصاء والتهميش والتعذيب والسجن. لا خلاف على ذلك، ولكن ذلك لا يعني بأن النضال يقتصر فقط على الاحتجاجات والتظاهرات ومقارعة الأنظمة الحاكمة ومخاطبتها بكلام لاذع وجارح.
كنت قد أوضحت سابقا أن الحلقة الأولى من هذه السلسلة ستعنى بالناحية المنهجية التي توضح أسس الفهم والاختيارات المعتمدة في التعامل مع النصوص الشرعية بعيدا عن الظاهرية الحرفية والتأويل المتعسف، وتبتعد عما أسماه الأخ د.محمد المختار الشنقيطي جعل التاريخ وحيا أو اعتبار الوحي تاريخا.
حكم الجنرال افرين توريخوس هاريرا دولة البنما بعد أن قاد، سنة 1968، انقلابا ضد الرئيس آرنيلفو آرياس مدريد.
كان الجنرال توريخوس وراء مفاوضات 1977 التي منحت بنما السيادة الكاملة على المنطقة المحيطة بـ"قناة بنما" وأدت بنودُ معاهدتها إلى استكمال تأميم القناة سنة 1999.
لست أعتقد أن كاتبا أو ناقدا باحثا من هذا الجيل أوذاك إلتفت إلى قضية ولد عبد العزيز وغزواني فى أعمق أبعادها ، كما ألتفت إليها محاولا تفسير ها بطريقة منهجية ومحايدة و إن بدت للبعض غير ذلك .. فتلك ليست مشكلتي ، وإنما المنهج الفكري في التحقيق الجاد عادة ما يلتقط جزئيات الواقع دون التورط فى مبالغات تعتمد على الصدفة .. كتلك التى كان غارقا فيها الاعلام الأجير !
وهل الإعلام من الناحية النظرية إلا عين وعقل، وضمير المواطن وبصيرة الوطن. أو ليس من المفروض انه أداة الشعب لمراقبة جميع السلط والمؤسسات في الدولة، وفضح الفساد أنى وجد؟
أوليس من المفروض ان يلقي الضوء على الحسنات والسيئات في ممارسة الحجم وأداء التسيير ونهج التخطيط، وأن يسلط الضوء على مواضع الضعف، ومكامن القوة، ومشاهد القبح ومناطق الجمال؟