لقدْ تابعت باهتمام بالغ كغيري من سكان ولاية لعصابة المهرجان المنظم السبت الفارط بقصر المؤتمرات تحت عنوان: بشائر لعصابه الذي تمَّ تنظيمه من طرف بعض أطر ووجهاء لعصابة دعما للتعديلات الدستورية الناجمة عن الحوار الأخير,
يشكل الاختلاف في المواقف والرؤى والطرح سمة بارزة محمودة اتسمت بها
الساحة السياسية الوطنية منذ سنين خلت ومثّلت دفعا إيجابيا طرأ على
الحياة العامة للمواطن في الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
نطالع اليوم أصواتا توهم الرأي العام بأن الحرب علي الإرهاب وملاحقة الإرهابيين ليست حربنا وهي أصوات واهمة وتفتقر للمنطق لكونها تكبح الرأي العام والمواطن عن مؤازرة أمن دولته في قيامه بمهامه النبيلة المتمثلة في الدفاع عنا جميعا معارضة وموالاة وحفظ أمننا واستقرارنا وشعورنا بالطمأنينة وراحة البال ......
لم يخفِ قادة المنتدى رفضهم الشديد ووقوفهم ضد مضامين مقترح التعديلات
الدستورية؛ خاصة تلك المتعلقة بإضافة شريطين بلون أحمر كرمز واعتراف
وتثمين لتضحيات الشهداء في سبيل الوطن؛ حسب المقدمين لمشروع التعديلات
الدستورية ومن يدور في فلك مناصرتهم.
شغل الصراع العقاري الدائر بين مجموعتي "الوسرة" و"اجمان" في الحوض الشرقي حيزا لا بأس به من وقت ومجهود الإعلام المحلي وخاصة في المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي.
كلما تأملت فيما نأكل من مشتقات الحبوب (قمحا و شعيرا و ذرة و غيرها كالأرز حتى) و من زيوت النباتات على اختلافها (زيتونا و فستقا و عباد شمس و غيرها) و كل الفواكه (موزا و تفاحا و برتقالا و رمانا و عنبا و غيرها) أيقنت أننا بلا استقلالية عن إنتاج غيرنا التي هي من أسباب قوته و علو مكانته و استتباب أمنه و رغد عيشه و سر منعته...
من غير أدنى شك وذلك ما أكدته وتؤكده لنا العقود والتجربة، كان سقوط الدولة المدنية الأولى في موريتانيا بواسطة الانقلاب العسكري 10 يوليو 1978م ضربة في الصميم، وربما كان ضربة في مقتل، للبلد الحديث العهد بالدولة، كمعنى ومبنى، وكانتماء حتى، البلد الفسيفساء في تشكلته وتلاوينه أعراقا وجذورا ومشارب وربما ولاء (المغرب، الجزائر كل من جهته في الشمال، والسينغال جنوبا وعبر النهر، ومالي في الجنوب الشرقي) وليس من قبيل المبالغة القول أن الإطاحة بالنظام المدني كان
لم تزل بلادنا، وهي على عتبة الذكرى السابعة والخمسين لحصولها على الاستقلال الوطني، تعاني بشكل مخيف وسط متلازمة من الأزمات المتعددة الأبعاد التي تعجز عن فك طلاسمها على ما يبدو.
عادة ما تصبح الدول راشدة في هذه السن؛ و لكن دولتنا دخلت هذه المرحلة العمرية في جو خيّمَ فيه الشك على القلوب والعقول كما أن أحلام الأمة في الاستقرار و السكينة ،في العدل و المساواة ،في الوحدة و الوئام الوطنيين ،ما فتئت كلها تخبو و تتقلص و تذبل يوما بعد يوم.