من جامبيا إلى كوت ديفوار، مرورا بغينيا كوناكري، وصولا لبوركينا فاسو، تختلف الأماكن لتجتمع عند محطات فاصلة وفارقة في التاريخ المعاصر لغرب أفريقيا، تشمل الأزمات التي شهدتها بسبب تشبث رؤسائها بالحكم.
ومع أن التشبث بالحكم يعد من المسائل المألوفة بأفريقيا، إلا أن أزمة جامبيا أخيرا برفض رئيسها السابق يحيى جامع التخلي عن الحكم، ونظيرتها التي هزت كوت ديفوار عامي 2010 و2011، يمكن أن تصنع وضعية مقارنة بأبعاد متعددة ومختلفة.
إصرار على البقاء
ففي جامبيا، أجبرت الضغوط الدولية والأفريقية رئيسها السابق يحيى جامع على التنحي عن السلطة بعد 22 عاما من توليها، والرضوخ لنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر الماضي، وأفرزت فوز المعارض آدامو بارو.
إصراره على البقاء في الحكم دفع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس» لقيادة وساطة لحل الأزمة.
مشهد لا يختلف في بداياته على الأقل مع ما حدث في كوت ديفوار (ساحل العاج)، في 2010 و2011، خلال ما عرف إعلاميا بأزمة ما بعد الانتخابات، حين رفض الرئيس حينها لوران جباجبو (2000 - 2011)، الاعتراف بهزيمته أمام الحسن واتارا.
تشابه الوضعيات
تشابه في الوضعيات يقف عند البدايات، ليفسح المجال لاختلاف عميق كان لا بد وأن يقود إلى نتائج مختلفة بذات الدرجة من العمق.
ففي جامبيا، تجاوزت جهود «إيكواس» مرحلة التهديد باللجوء للقوة، واجتازت قواتها بالفعل الحدود الجامبية باتجاه العاصمة بانجول.
أما في كوت ديفوار، فتوقف الأمر عند التهديد دون أن يتعداه لتدخل عسكري.
صنع النهايات
اختلاف صنع نهايات مختلفة للحالتين، فجامع غادر على طائرة خاصة، بعد أن حظي بمراسم وداع رسمية، وهي
إحداثيات تبدو بعيدة عن نهاية جباجبو الذي اعتقلته وزوجته سيمون، القوات الإيفوارية التابعة لواتارا، في 11 أبريل 2011، في مقر إقامته بأبيدجان، العاصمة الاقتصادية للبلاد.
جامع، غادر متوجها لغينيا كوناكري ومنها لغينيا الاستوائية، منفاه الاختياري. أما جباجبو، فغادر منزله للسجن، قبل تسليمه في 29 نوفمبر2011 للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.