صقور العلياء !

خميس, 01/30/2025 - 21:12

• كانت تتسرّب الأخبار بأنّكم قد ارتقيتم، لكنّ جلادة جندكم صرفت عنّا أوهام الظن بمغيب شمسكم، وكان الأوغاد يتحدثون أنهم نالوا من أعضاء المجلس الكبار في مراحل مبكرة ومتأخرة من الطوفان لكن المَسِيرة لم تتخلّف، والتحدّي لم ينكسر، والحديد لم يصدأ، والإصرار لم يكن يلِين، وبقيت المسطرة مستقيمة.
• لقد حرمتم الأوغاد من بهجة إعلان الفرح الموثوق بوصولهم إلى محلّكم، والتشفّي بالانتقام منكم، ونلتم شرف الإعلان الذاتيّ عن ميلاد حياتكم الجديدة في ذاكرة الرموز التاريخية المجيدة التي تعظّمها القلوب العابرة عبر الأجيال، فأنتم الصقور الجوّالة التي لم تغرّد للصيّاد يوماً، ولم تتح له فرصة النظر في عينيها العميقتين.
• يبكيكم الفؤاد الذي يكاد يذوب من الحزن على رحيلكم فأنتم ورود صحرائنا الظامئة، وماؤها العذب الدافق من بريق النجوم، وزيتها المضيء من جوهر الشمس التي لا تهدأ ولا تنام.
• ولقد كنّا على يقين العلم بأنّ للرجولة ثمنها المدفوع، وضريبتها المستحَقّة، وصدَقتَها المقبوضة، وأن لكل أجلٍ كتاباً.
• أيها الكبار! إن غيومكم تمطر الآن، وتنفتح مجاريها في أقطار القلوب على امتداد الأرض، وإن أرضكم تخصّبها ثورة طوفانكم، وإن خناجر بذرتكم المباركة التي تحدثتم عنها في آخر ظهور لكم تنبت ألفَ سيفٍ وألف حربة وألف مسيّرة وألف نبيلٍ وألفاً وألفاً وألفاً...، وإن جذوركم القويّة ترى في غياهب العتمة أشدّ مما كانت تبصر كلما حفرت في الأعماق حيث الماس والياقوت.
• فارتقوا باطمئنان إلى العلياء، فإنّ جسوركم قد انتصبت فوق كل وادٍ، ونوافذكم قد انفتحت في كل اتجاه، وقد تتابعت صفوف متقدّمة وراءكم، وما تزال الأجناد تسمع صوت ندائكم أوّل الطوفان، وقد ركبوا خيلهم، ولم ينزلوا عن متونها حتى يلقوكم جميعاً على الحوض الريّان مع السيد العظيم رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه.
د. أسامة الأشقر