لا حدود لجشع أنسان هذا البلد !!

ثلاثاء, 02/25/2025 - 16:14

ثمة أمر خطير ، يتخبط الكثيرون اليوم في معالجته بوطنية عالية و صدق كامل ، لكن بطريقة خاطئة لأنها تتجاوز الأهم و تُبدي ضعفا في العَرْض لا يُحدد أبطال الجريمة !!

لقد أصبح الآن من الواضح أن ملف الهجرة السرية ، جريمة منظمة كاملة العناصر ..

و كل جريمة لا تبدأ معالجتها بتحقيق ، تظل ناقصة الأدلة لصالح مرتكبيها ..

# أول ما نطلبه من الشعب اليوم هو التنكر لهذه الاتفاقية لعدم شرعيتها و تسميتها بالجريمة بدل الاتفاقية ..

لقد أصبح من الواضح  ، بالأدلة المنطقية الأقوى من كل الحقائق ، أن وراء ملف هذا التدفق العارم ، عمولات ضخمة و مبالغ فلكية يتم اقتطاع أكثرها لصالح عصابة متحكمة و محمية ، أدخلت البلد في ورطة سيحتاج إلى عشرات أضعاف ما أكسبته للخروج من مأزقها !!

كل ما يمكن أن نقوله الآن ، يؤكده قطعا و يُلخصه بصدق و تألق (كعادته) ، يمين د / حماه الله ولد السالم و هو مثقف كبير و صادق و جريء و متطلع ، يتفجر غضبا  و يحترق ألما ، بنيران ما يراه بوضوح من فساد ممنهج في هذا البلد ، في قوله : "أحلف بالله الواحد الأحد ، أن في قلب الأجهزة السرية لهذه الدولة ، أشخاصا يعملون لصالح الأجنبي و ضد مصلحة موريتانيا"..

و تأتي صرخة د / محمد سالم ولد جدو  ، في مقال متداول بكثرة على المواقع الاجتماعية ، تحت عنوان "السيناريو القادم .. انقلاب الأجانب" ، بتفاصيل مهوِّلَة ، تتقفَّى بدقة كل ما يمكن التفكير فيه في مستقبل يراه قريبا ، إذا لم تُتخذ إجراءات سريعة و صارمة في هذا الخصوص ..
و من المعروف المخيف - لمن يغوصون أبعد - أن شعور الصادقين نبوءات ، من النادر أن يخذلها الزمن !

كل مخاطر اجتياح أفواج الهجرة السرية من أفارقة و باكستانيين و هنود و سودانيين و هلم جرا و "دفعا" و عبورا في الظلام و تعويضا لوكلاء الحالة المدنية ، أصبحت واضحة للجميع بما يدعو إلى أشد درجات الفزع ..!

لم يبق أمامنا اليوم ، سوى مطالبة المؤسسة العسكرية و إدارة الأمن بفرض فتح تحقيق جاد و سريع ، لا يتجاوز أي فاصلة ، لكشف كل حقائق هذه الجريمة ..

و حين يدرك الشعب الموريتاني كل ما حدث ، بكل أسبابه و مآربه السخيفة ، سيكون حتما قادرا و مستعدا  لمواجهته بكل ما يحتاج من شجاعة ..

# إذا كان من أبرموا هذه الاتفاقية ، كانوا ينشدون المصالح الوطنية ، لماذا يخفون حقيقتها عن الشعب !؟

# إذا كان من أبرموا هذه الاتفاقية ، كانوا يجهلون مخاطرها ، فلماذا لا يساهمون اليوم بصدق في مراجعتها !؟

# إذا كان من أبرموا هذه الاتفاقية ، كانوا يدركون مخاطرها ، فلماذا لا تتم محاسبتهم اليوم !؟

إذا لم تفتح السلطات اليوم تحقيقا موسعا و نزيها في هذه الجريمة ، لن يكون أمامنا سوى أن نسميها جريمة دولة . و حينها سنتوجه إلى شعب مكلوم ، نعرف جيدا كيف نؤجج غضبه و هو ما لا يخدم مصلحة السلطات و لا مصالح البلد !؟

لا يمكن للنظام اليوم ، أن يرد على هذا الاتهام إلا بتأكيده أو بفتح تحقيق لمعاقبة مرتكبيه !؟

لم يعد أمامنا سوى أن نصرخ عاليا بهذه الحقائق . و ليس من عادتي ابتزاز النظام و لا التلاعب بمصلحة الوطن ..

إن مناشدتي للجيش و الأمن تستند إلى مهمة المؤسستين الرسمية المُحددة بوضوح في القانون ، المتمثلة في إجبارية تدخلهما حين يصبح الوطن مهددا . و لا علم لي بتهديد للوطن أكبر و لا أخطر و لا ألح مما نعيشه اليوم بسبب هذا الاحتلال غير المسبوق في تاريخ البشرية ، المحمي ببنود أغرب اتفاقية في تاريخ العالم ، لا يمكن فهم أهداف موقعيها ، خارج سياق ما عهدناه في العقود الأخيرة من تهافت أعمى على المادة ، يضرب عرض الحائط بكل القوانين و الأعراف و الأخلاق ..

يكفي لتأكيد بشاعة هذا الاتفاق و خيانة من وقعوه ، أن أي بلد في العالم لم يقدم على مثله قط ..

من ناقشوا هذا الاتفاق و فاوضوا الأوروبيين و وقعوا مَتنه و
 ذَيَّلوه بملحقات سرية و غطوا على ما تبع ذلك من تجاوزات ، هم المسؤولون الحصريون عنه ..

و مخطئ حد البلاهة من يعتقد أننا لا ندرك ، من خلال ألف واقعة على رأسها اتفاقية تازيازت و بولي هوندونغ ، أن الأوروبيين يعرفون أن المسؤولين في بعض البلدان ، على رأسهم بلدنا مع الأسف ، لا يكترثون لمصالح بلدانهم و لا يوقعون أي اتفاقية لا يستفيدون من عمولاتها ، لكننا لم نكن نتصور أن جشع هذه النخبة المزورة ، الخائنة ، كان يمكن أن يصل يوما إلى هذا الحد !؟

من حق هذا الشعب أن يعرف كل تفاصيل هذه الاتفاقية (الجريمة) و الغريبة في كل تاريخ البشرية (الأقرب إلى عمليات تأجير الأرحام) و ما رافقها من ملحقات سرية  هي عادة مربط فرس ما تحويه من جرائم و ما تم فيها من تجاوزات مسكوت عنها و ما حوته من مغالطات و استخفاف بعقول هذا الشعب..

علينا اليوم ، مهما كانت الحقيقة ، أن نواجه هذا الخطر القاتل بكل ما لدينا و بحل واحد لا ثاني له ؛ منع دخول أي أجنبي لأي سبب و ترحيل كل أجنبي يتم القبض عليه ، تماما مثل ما فعل ترامب ، رئيس الامبراطورية الحامية للديمقراطية التي تتذرع بها متى شاءت و تبصق عليها متى شاءت ..

و في المرحلة الثانية من الحل ، تحديد عقوبات و غرامات لا ترحم على كل مواطن يأوي أجنبيا أو يؤجر له بيتا أو يعمل عنده أو يتستر عليه ..

ستدركون الخطر الحقيقي الذي لا يتكلم عنه أحد اليوم ، حين تبدؤون تنفيذ هذه الخطة ، باكتشاف أن هذا الطوفان العارم أصبحت له حاضنة محلية ، ستكشر فجأة عن أنيابها ، بما يؤكد أكثر صدق و عمق يمين د / حماه الله ..

و على من يُحضِّر لنا اليوم كذبة و سفالة أنه لم يقم بسوى تنفيذ الأوامر ، أن يفهم أنه عذر أقبح من كل ذنب ، لن يجد اليوم من يقبله منه ؛ فما أفسد هذا البلد مثل التذرع بتنفيذ الأوامر ؟
ما أفسد هذا البلد غير المستعدين لتنفيذ أي أوامر ؟

الأخطر من هذا كله أن خجل من قبلوا هذه الاتفاقية ، سيجعلهم يتسترون عليها حتى تنفجر على حين غرة منا ، أي أن هذه الأمواج البشرية المنتحرة هي من ستستفيد من عنصر المباغتة و هو أمر تفهم الجهات العسكرية و الأمنيه معناه أكثر !!

حفظ الله موريتانيا و جنبها مخاطر جشع خونتها المُقَنَّعين !!

من صفحة الكاتب سيدي علي بلعمش