رئيس معهد عموم افريقيا : أتمنى ان لاينتخب الافارقة إلا من يؤمنون بالمصير المشترك

سبت, 08/29/2020 - 14:16

«أتمنى أن لا ينتخب الأفارقة من الآن فصاعدا غير قادة مؤمنين بوحدة مصير إفريقيا وتكاملها، وبمؤهلاتها البشرية والاقتصادية الهائلة، حيث تزخر أرضها بثلث الثروة الطبيعية على وجه الكرة الأرضية من جهة، وبفضل الله تزداد شعوبها شبابا بينما تزداد أوروبا وأمريكا وآسيا شيخوخة، من جهة أخرى.. يجب العمل على إقامة كيانات إقليمية بأنظمة حكم فيدرالية لأن هدف تحقيق الولايات المتحدة الإفريقية الذي حمل لواءه الزعيم الإفريقي المتنور كوامي نكروما قبل نصف قرن، وحمله بعده قادة آخرون مثل الرئيس عبد الله واد والزعيم التحرري معمر القذافي، ليس بالأمر المستحيل لكن ذلك يتطلب مراحل تدريجية.. لماذا لا نرى غينيا بيساو  وغامبيا والسينغال تشكل كيانا موحدا تقوده سلطة فيدرالية مشتركة ثم يتوسع ليشمل موريتانيا ومالي وغينيا كوناكري مثلا؟ وتحذو دول مجموعة إفريقيا الوسطى وتجمع دول إفريقيا الشرقية نفس الحذو.. كذلك الأمر في شمال إفريقيا؛ خاصة وأن قيام اتحاد فيدرالي بين الجزائر والمغرب لن يكون أقل شأنا من الشراكة القائمة بين فرنسا وألمانيا.. التجربة بينت عدم جدوائية البدء باتحاد قاري جامع لعوامل عديدة أبرزها تجزئة القارة إلى 54 دولة وإصرار القوى الكبرى التي تسببت أصلا في هذا التقسيم على استمرار الوضع كما هو.. الاتحاد الإفريقي عاجز عن حل أي مشكلة في إفريقيا، والمضحك المبكي أنه عندما تندلع أزمة في اي مكان من هذه القارة يسارع مسؤولو الاتحاد بالتوجه إلى بروكسيل لاستجداء مساعدات مالية من الأوروبيين بهدف حل مشكلة إفريقية.. هؤلاء لا يريدون لإفريقيا أن تنعم بالسلام ولا بثرواتها الطبيعية، فكيف نطلب منهم المال لحل مشاكلنا؟ القضية باتت قضية مستقبل أجيال وقضية بقاء.. كيف لبلد مثل مالي أن ينهض ويتقدم بينما تحاصره سبع دول تحول بينه وبين اي منفذ بحري تحت ذريعة السيادة الوطنية والحوزة الترابية؟ مالي اليوم تحاصره كل من غينيا وكوت ديفوار والسنيغال وبوركينا فاسو والنيجر والجزائر وموريتانيا.. سبع دول فرضت القوى الاستعمارية حدودا بينها وبين مالي.. هذه القوى بالذات لن ترضى بغير المزيد من تجزئة القارة الإفريقية.. تم تقسيم السودان إلى دولتين، ولا تستبعدوا أن يتم فصل أزواد عن مالي وفصل كازامانس عن السينغال.. حين نادى نكروما بوحدة وتكامل إفريقيا عملوا على التخلص منه، وعندما حمل القذافي المشعل وأطلق مشروع العملة الإفريقية الموحدة والبنك المركزي الإفريقي قاموا بتصفيته..».

الشيخ تيجان غاديو / رئيس معهد عموم إفريقيا للإستراتيجيات بدكار (السينغال)

من صفحة الصحفي السالك بن عبد الله