"مهربان علييفا".. السيدة التي كرًست حياتها لأذربيجان

سبت, 08/29/2020 - 08:22

‎النائب الأول لرئيس جمهورية أذربيجان، سفيرة النوايا الحسنة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)... الإنسان الذي يقوم بعمل خيري قياسي والذي يبادر الى حملات وخطوات خيرية متباينة ترمي الى مساعدة ودعم البشر...
 السيدة الأولى ورئيسة مؤسسة حيدر علييف ورئيسة المؤسسة الثقافية الأذربيجانية ورئيسة اتحاد الجمباز الأذربيجاني...، المرأة التي كرست حياتها بأكملها لخدمة أذربيجان والشعب الأذربيجاني وتنمية جمهوريتنا وترويجها عالميا وحماية مصالحها.
 
‎النائب الأول لرئيس جمهورية أذربيجان
 
‎قبل أكثر من عامين ونصف وبالتحديد في فبراير عام 2017، باتت "مهربان علييفا" النائب الأول لرئيس جمهورية أذربيجان، ولا غرو إن تبوأت علييفا بالذات هذا المنصب الرفيع بحكم امتلاكها للخبرة الكبيرة والمعارف وسعة الإطلاع وحب العمل وكونها تقدم أفكارا جديدة وتساهم بفاعلية في تنفيذها.
 
‎حينما قدم فخامة الرئيس: إلهام علييف، مهربان علييفا، لمنصب النائب الأول له، أشار الى خدمات مهربان علييفا في الحياة الاجتماعية و السياسية للبلاد، مؤكدا على أن الشعب الأذربيجاني يثمن عاليا ما تقوم به مؤسسة "حيدر علييف" وتابع قائلا : "تتمتع مهربان علييفا بالمهنية وتُعد شخصية مثقفة ذات خبرة ومبادئ وهي لطيفة للغاية. وليس صدفة أن الشعب الأذربيجاني يتعامل معها بكل مودة ومعزة ومحبة. كما تحظى بالسمعة الواسعة في الساحة الدولية وقد حصلت على أسمى المكافآت الحكومية في العديد من الدول بفضل أنشطتها المتعددة".
 
‎لقد حظيت مهربان بمعرفة القمة السياسية للعهد ألا وهو حيدر علييف الزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني. واستلهمت من التقاليد الإدارية للزعيم الوطني، وتمازج بصورة ناجحة بينها وبين موهبتها الإدارية الهائلة بصفتها نائبا أول لرئيس الجمهورية من أجل تطوير أذربيجان ومعالجة المشاكل الاجتماعية للمواطنين. 
وباعتبارها حليفا مخلصا لرئيس الجمهورية، تقلدت مهربان علييفا الوظائف الهامة بناءً على مصالح البلد والشعب الأذربيجاني. ووعيا منها بالمسؤولية الجسيمة تعمل السيدة جاهدة على تحقيق ثقة المواطنين وآمالهم. وتخصص كامل اهتمامها للفئات الاجتماعية الضعيفة مثل اللاجئين والمشردين وذوي الإعاقة وأسر الشهداء وقدامى المحاربين. 
وتشارك مع فخامة الرئيس في زيارة وافتتاح المنشآت والمرافق المختلفة والتجمعات السكنية للمشردين والعسكريين ومشاريع البنى التحتية سواء في باكو أو في بقية المحافظات، والتي كان آخرها افتتاح تجمع سكني لأسر شهداء حرب "قرا باغ" يوم 21 يوليو الماضي.
‎وليس من باب الصدفة أن الإنسانية ورحابة الصدر الخاصة بالسيدة: مهربان علييفا، ستساعدها في تحقيق عمل كبير ومتميز في دعم المحتاجين وتنفيذ المشاريع الخيرية ورعاية الثقافة في أذربيجان، أن تلتقي بنزلاء دور الأيتام والمدارس الداخلية وذوي الإعاقة وتساعدهم على وجه الدوام.
 
‎لقد كانت السيدة مهربان علييفا مرارا وتكرارا تقدم المبادرات الرامية الى توفير سكن لائق للأيتام والمدارس الداخلية، إلى جانب بناء وإعادة ترميم مئات رياض الأطفال ودور الأيتام والحدائق والمدارس والمجمعات الرياضية والآثار الدينية بدعم مالي من مؤسسة حيدر علييف التي ترأسها. 
كما اهتمت بتلبية احتياجات قدامى حرب قرا باغ. وهنا لا بد أن نشدد على الدعم المعنوي الذي كانت تخص به أمهات وزوجات وأطفال العسكريين وكبار الضباط أثناء العدوان المسلح المباغت فيما بين 12-16 يوليو عام 2020، من قبل أرمينيا المعتدية في اتجاه محافظة توفوز على الحدود الدولية مع أذربيجان خارج منطقة قره باغ التي تستمر أرمينيا المعتدية في احتلالها لأزيد من 30 عاما.
 
‎و بنفس القدر من الدعم المعنوي والإهتمام البالغ تجاه الشعب برمته في ضوء وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حيث تدعو السيدة/ النائب الأول دون ملل وكلل جميع طبقات المجتمع دون استثناء، لتوخي الحيطة والحظر ومراعاة وإتباع جميع الإجراءات التي من شأنها أن تساعد في الحد من الاصابات. 
كما شاركت رفقة فخامة الرئيس في مراسم افتتاح مستشفيات ميدانية كان آخرها يوم 6 يوليو من العام الجاري بمدينة باكو، حيث تم إفتتاح المستشفى الميداني الجديد التابع للمركز الطبي لوزارة الطوارئ الذي يحتوي على 800 سرير.  
وبعبارة أخرى، السيدة مهربان علييفا، تساعد الشعب دوما بأعمالها وتشاطره سراءه وضراءه وتتحمل مسؤولياتها الجسام.
 
‎في المجال الرياضي والتراث الوطني
 
‎ما تقدمه السيدة مهربان في المجال الرياضي، لا يقل شأنا عن أعملها ومجهوداتها الهائلة في مختلف المجالات، وقد كان من ثمرتها استضافت أذربيجان لفعاليات الألعاب الأوروبية الأولى وألعاب التضامن الإسلامي التي تم تنظيمهما على مستوى متميز، وهو ما ساهم في إبراز النجاحات الرياضية لبلادنا في الساحة الدولية، وأظهر قدرتها على استضافة الفعاليات الرياضية المرموقة ذات الطابع الدولي بكل جدارة. وهي مؤشرات زادت من سمعة أذربيجان لكونها بلدا رياضيا بامتياز.
 
‎أما إن نظرنا الى مستوى النجاحات التي حققها اتحاد الجمباز برئاسة مهربان علييفا في غضون فترة وجيزة، فقد تحول الحلم الى حقيقة، وتمكن الجمباز الأذربيجاني قبل جائحة كورونا في فبراير عام 2020 من احتلال المرتبة الثالثة بمدينة بودابست، وتوجت أذربيجان بالميدالية لبرونزية، في البطولة الدولية للجمباز الإيقاعي، رغم المنافسة القوية.  
 
‎تتميز "مهربان علييفا" بكونها شخصية سياسية وانسانة في نفس الوقت، تتأثر بالقضايا ذات البعد الاجتماعي و الإقتصادي، وينصب أهتمامها دوما على المحافظة على التراث التاريخي والثقافي للبلد، وكل ما من شأنه أن يحمل القيًم الانسانية النبيلة والقيمة المميزة على غرار المحميًة المعمارية الدولية "إيتشاري شاهار" (المدينة الداخلية). 
لقد سعت السيدة مهربان علييفا لإبراز القيمة التاريخية لتك المعلمة وما تتمتع به من جمال، مع التأكيد أن الدولة ستستمر في حمايتها لصالح الاجيال القادمة، على اعتبار أن "التراث المعماري والتاريخي لأذربيجان وعاصمتها باكو، يدخل ضمن أولوياتنا جميعا". 
وبتلك الأمثلة الحيًة يتأكد أن السيدة الأولى هي شخصية عامة تقدم من منصبها الحالي إسهامات جسيمة من أجل تنمية أذربيجان والعريف بها عالميا.
 
على الصعيد دولي
 
‎لاحظ الجميع الخدمات الجليلة التي تقدمها السيدة مهربان علييفا، فيما يتعلق بتجسين صورة بلدنا في الخارج وهو مجهود لا يقدر بثمن. إذ أنها استطاعت أن تظهر للعالم أذربيجان التي تتطور بشكل متواصل وممنهج، رغم كونها ضمن منطقة القوقاز التي تعتبر من بين المناطق الجيوستراتيجية المعقدة، حيث تلعب عوامل الأمن و الاستقرار السياسي والاجتماعي دورا حاسما في جذب الاستثمارات الخارجية وتطوير السياحة والتبادل التجاري، لكن السيدة عليفيا ابرزت لدول العالم تاريخ أذربيحان وثقافتها وإنجازاتها وتنميتها الحديثة. 
وتجدر الإشارة هنا إلى أن زيارة السيدة مهربان علييفا الى فرنسا في شهر مارس من العام الماضي، قد أسهمت بدرجة كبيرة في تكوين سمعة إيجابية عن أذربيجان لدى المجتمع الأوروبي والفرنسي بشكل خاص. وأسفرت جهودها الكريمة في فرنسا التي تعد من البلدان الرائدة في الإتحاد الأوروبي، ودولة ذات نشاط واسع في منطقة القوقاز وتربطها علاقات طيبة مع أذربيجان في مجال الطاقة والإقتصاد والفضاء، عن سعي فرنسا الى توسيع رقعة علاقاتها مع بلادنا. وذلك ليس بمعزل عن الدور الضخم الذي تضطلع به مؤسسة حيدر علييف التي ترأسها في الحياة الثقافية لفرنسا. 
وإذا ضربنا الأمثلة، فنرى حجم أنشطة المؤسسة على الأراضي الفرنسية.إذ أنها قامت بترميم 20 كنيسة في مختلف المحافظات الفرنسية، وترميم النوافذ الزجاجية الملونة الخمس لكاتدرائية ستراسبورغ التي يعود تاريخ تشييدها الى القرن الرابع عشر.
وترميم الآثار في حديقة قصر فرساي، بالإضافة الى إنشاء قسم الفن الإسلامي في متحف اللوفر وإقامة أيام الثقافة الأذربيجانية في مدينة "كان" وإنشاء مركز الثقافة الأذربيجانية في باريس وافتتاح كلية اللغة الأذربيجانية في المعهد الحكومي الفرنسي للغات والثقافات الشرقية وغيرها.
 
‎إن كافة تلك الفعاليات، قد زرعت الخير في فرنسا وأعطت ثمارها ولا تزال. وبخلاصة القول ودون مبالغة، فإن زيارة السيدة مهربان علييفا لفرنسا، شكلت نموضجا في العلاقات بين البلدين. ولاقت تثمينا كبيرا من سيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون، وهو ما عبرت عنه بالقول إن "مهربان علييفا" ساهمت في نشر الثقافة الأذربيجانية .
 
‎هذه الزيارة والزيارات الأخرى الى العواصم الأوربية، بينت أن النخبة السياسية العالمية تنظر الى السيدة مهربان علييفا على أنها من بين الشخصيات السياسية البارزة في العصر الحديث وامثال يحتذى للمرأة السياسية الناجحة في البلدان المسلمة في أوروبا، التي باتت تسير في ركب التقدم والتطور .
كما تعد من ابرز الشخصيات السياسية في الدولة المسلمة التي تسعى لحماية المقدسات المسيحية ، وهو ما بيًن للعالم أجمع النموذج الأذربيجاني في التعددية الثقافية منحها تقديرا عاليا من قبل المجتمع الدولي ووسائل الإعلام العالمية.
 
‎الى جانب المشاريع الخيرية في القارة الأوروبية، خظيت نظيرتها الآسيوية بنفس الإهتمام. إذ أن مؤسسة حييدر علييف، قد شاركت بفعالية عام 2007 في بناء مدرسة للبنات في بلدة "رارا" بمدينة مظفر آباد الباكستانية التي هدمت جراء الزلزال القوي بعد ذلك، لكنه تم إعادة بناءها وتجهيزها بالكامل، بالإضافة الى توزيع منح دراسية على البنات المتميزات.
 
‎لقد أدى التقدير الدولي لما تقوم به السيدة مهربان علييفا الى منحها العديد من الأوسمة والتكريمات من دول مختلفة ومنظمات عالمية من بينها وسام الشرف الفرنسي وفرسان الصليب الأكبر لوسام إستحقاق الجمهورية الإيطالية ، وسام الهلال الباكستاني، وسام الصداقة الروسي ، جائزة منظمة الصحة العالمية، وسام الاستحقاق من اللجنة الاولومبية الاوروبية، وجائزة القلب الذهبي الدولية وغيرها...
 
 
‎الحياة الأسرية
 
‎رغم حجم إنشغالها الجسيمة، ظلت مهربان علييفا تجسدة بحق القيم الأسرية وربة بيت حقيقية. زواجها من إلهام علييف ليس إقترانا سعيدا لقلبين وروحين، بل لشخصين يجتمعان على المصالح المشتركة وغايتهما الرئيسية هي خدمة أذربيجان وشعبها. وبنفس الطموح، قامت مهربان علييفا بتربية أطفالها  - ليلى، أرزو وإبنهما حيدر الذين بدورهم يخدمان بلدهم بكل جدارة ويؤدون رسالتهم بشرف. إن مهربان علييفا هي أم رائعة وإبنة بارة لوالديها – عائدة إيمان قولييفا وعارف باشاييف.
 
‎اللافت للغاية أن مهربان علييفا ظلت شخصا بسيطا متواضعا يتواصل مع الناس حتى بعد صعودها الى القمة وهو ما اكسبها حب واحترام شعبها. 
‎السيدة مهربان علييفا تطهو بشكل متميز وهي تسعد أهلها بأطباقها الشهية، وتحتفل معهم بأعياد الميلاد في جو أسري ملؤه المحبة والمودة، وهو ذات الأسلوب الذي تتعامل به مع الفئة البسيطة من الشعب.
 
‎الخاتمة
 
‎لقد قدمت السيدة مهربان علييفا خلال السنوات الأخيرة الكثير من أجل أذربيجان والشعب الأذربيجاني، ما أكسبها الاحترام وحب الناس، حتى باتت رمزا وطنيا، يجسيد معاني الطيبة ومثالا حسنا للسيدات الأذربيجانيات ،  ومما لا شط فيه أنها لن تألو جهدا لتقديم المزيد للساهمة في الارتقاء ببلدها وتحسين صورته في الخارج، ومن هنا يمكنها أن نفخر بحق بنائب رئيسنا الأول السيدة مهربان علييفا، وندعوا لها الله بأن يوفقها ويسدد خطاها مع تمنياتنا لها بموفور الصحة والعافية والسعادة.