ملاحظات عابرة على بيان منسوب للرئيس السابق

سبت, 08/15/2020 - 23:09

قرأت، مثل كثيرين، البيان المنسوب للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز فلصقت بذهني علامة استفهام كبرى: هل الرئيس السابق هو من كتب البيان، أم كُتب باسمه؟ وإذا كان الاحتمال الأخير هو الأرجح، فهل قرأه واستوعب كل ما جاء فيه؟ J'en doute

1. جاء في نص البيان: « وفي سنة 2005 ونظرا للصعوبات الجمة التي هددت بقاء البلاد، شاركنا إلى جانب مجموعة من الضباط السامين في تغيير أدى إلى إصلاحات ديمقراطية جوهرية ختمت بمسلسل انتخابي كان آخر حلقاته انتخابات رئاسية حرة وشفافة  سنة 2007». 
تعليق: يقر البيان هنا بأن الرئيس الذي أطاح به ولد عبد العزيز في أغسطس 2008 جاء للسلطة في «انتخابات رئاسية حرة وشفافة سنة 2007»
2. جاء في نص البيان: لقد قدت الحركة التصحيحية سنة 2008، بعد تدهور أوضاع البلاد من جديد بعد دخول "الإخوان" في الحكومة».
تعليق: بديهي أن اختيار وزراء الحكومة من صلاحيات رئيس الجمهورية الذي جاء للسلطة في «انتخابات رئاسية حرة وشفافة سنة 2007»، خاصة وأن وزراء "الإخوان" ينتمون -حينها- لحزب سياسي وطني تم الاعتراف به رسميا بموجب نفس الــ«تغيير» الذي «أدى إلى إصلاحات ديمقراطية جوهرية» وفق وصف البيان.
3. جاء في نص البيان: « وبعد  أن عين الرئيس وقتها قائدا جديدا للأركان العامة، خلفا للرئيس الحالي الذي كان يشغل المنصب وكان موجودا خارج البلاد وقتها».
تعليق: الرئيس وقتها عين - أيضا -  قائدا جديدا لــ«الأركان الخاصة» خلفا للرئيس السابق الذي كان يشغل المنصب فأطاح به في انقلاب عسكري؛ ولم يكن «قائد الأركان العامة» (الرئيس الحالي) خارج البلاد يومها كما ورد في البيان، وإنما في زيارة تفقدية للقيادات والوحدات العسكرية الخاضعة لإمرته  في شرق البلاد..
4. جاء في نص البيان: «في وقت قررت فيه هذه السلطات إعادة الأسطول التركي إلى مياهنا الإقليمية، هذا الأسطول الذي كنت قد قررت إيقاف الترخيص له بالصيد لاستعماله لأنواع غير مرخصة من شبكات الصيد التي تسبب أضرارا بيئية جسيمة لثروة البلاد السمكية».
تعليق: يؤكد الخبراء والمختصون أن أسطول «بولي هوندونغ» الصيني يستعمل أنواعا محرمة دوليا من «شبكات الصيد» التي تسبب أضرارا بيئية جسيمة لثروة البلاد السمكية، قد تفوق أضرار أساطيل الصيد الأجنبية مجتمعة؛  ولم تتعرض لأي إزعاج (فعلي ولا افتراضي)؛ مع العلم بأن وجهة الرئيس السابق حين أراد «طمأنة الرئيس الحالي» كانت إلى تركيا التي يحكمها رئيس من «الإخوان» !  
5- جاء في نص البيان: «كما أصبحت تضايق وترهب أي شخص يحاول مساعدتي أو حتى التعامل معي»
تعليق: رغم كل التهم الموجهة للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، فإن البراءة تبقى هي الأصل ما لم تثبت إدانته بحكم قضائي... {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔانُ قَوْمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعْدِلُواْ ۚ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم

من صفحة الصحفى الشهير السالك بن عبد الله