بيان فاتح مايو من الكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية

جمعة, 05/01/2020 - 12:09

     يأتي العيد العالمي للعمال الموافق لفاتح مايو هذه السنة وبلادنا تعاني من وضعية اجتماعية بالغة التردي؛ بسبب آثار الإجراءات المتبعة لمواجهة كورونا؛ والتي تسببت في زيادة هائلة في أعداد العاطلين عن العمل، تجعل الحياة العادية لكثير من العمال الموريتانيين قاسية، فاقمت الوضعية الاجتماعية المتردية أصلا؛ حيث تعمق تغييب الحوار الاجتماعي الجاد، وتناست الحكومة المقتضيات المتعلقة بالطابع التمثيلي للمنظمات النقابية العمالية؛ ولم تزل حالة التشرذم النقابي في ازدياد، فضلا عن ضعف الحماية الاجتماعية بكافة أصنافها.. وجمدت أعمال المجلس الوطني للحوار الاجتماعي، وكافة الهيئات الاستشارية التي لم يسمح لها أصلا –في ظروف طبيعية- بالقيام بدورها بصورة مقبولة.

  لقد أعلن رئيس الجمهورية – منذ ظهور هذا الوباء- حزمة من الإجراءات لم تخضع لتشاور اجتماعي، ولم يكن فيها ما يخص العمال، رغم حاجتهم إلى ذلك، وبعد مضي أكثر من شهر لم يلحظ المتابع تدخلات مناسبة من هذا الصندوق، رغم تلقيه مبالغ معتبرة، فما زالت حالات التدخل محدودة رغم تعطيل عشرات بل مئات الآلاف من الوظائف، بسبب إجراءات السلامة المتبعة، وهو الأمر الذي -إن لم يتدارك وبسرعة- قد تنجم عنه كارثة، فليس الموت بسبب الجوع بأقل خطرا من الموت بسبب كورونا، تعددت الأسباب والموت واحد!!

  إن الكونفدرالية الوطنية للشغيلة الوطنية CNTM التي اعتادت منذ نشأتها على تخليد هذا اليوم المجيد بتجمهر، ثم مسيرة، ثم مهرجان عمالي حاشد، مراعاة منها للظروف العامة تكتفي هذه السنة بتسليم العريضة المطلبية لمعالي وزيرة الوظيفة العمومية 

إننا ندعو الحكومة وأرباب العمل وكل الفاعلين إلى تضافر الجهود للخروج بالبلاد من هذا المأزق العظيم؛ وذلك من خلال:

1- مواصلة إجراءات السلامة خاصة ما يتعلق بحماية الحدود ومنع التجمعات الكبرى.

2- مزامنة ذلك بتدخلات عاجلة وفاعلة لتخفيف آثار تلك الإجراءات ودعم كافة الفئات التي تحتاج الدعم بما يمكنها من تعويض وظائفها.

3- إشراك الفاعلين كل في ميدانه إشراكا حقيقيا لا مجرد دعاية ديماغوجية لا أثر لها في الواقع

4- مراقبة أي مراجعة لأجور وعلاوات العمال أو أي تقليص قد تقوم به بعض المؤسسات في هذه الفترة.

ولا يفوت الكونفدرالية وهي تحيي بهذه المناسبة الشعب الموريتاني عموما؛ والشغيلة الوطنية خصوصا، أن تخص عمال أسلاك الصحة وقوات الأمن والجيش الوطني بتحية خاصة، على ما يبذلون من جهد وطني شريف في هذا الوقت العصيب.

ولا يمكن أن ننسى في هذه الظروف معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي البشع وحصاره الظالم. 

حفظ الله الجمهورية الإسلامية الموريتانية

عاشت الشغيلة الوطنية عاش الشعب الفلسطيني وكل الأحرار في العالم.