دعوة العالم الإسلامي إلى مزيد من التكتل والاتحاد في وجه جائحة كورونا

ثلاثاء, 04/28/2020 - 12:40

انطلاقا من الظرفية الصعبة التي تمر بها الإنسانية جمعاء بسبب الخطر المحدق بها جراء تهديد فيروس كورونا الذي ما زال يحصد آلاف الأرواح كل يوم، ويتسبب في خسائر تستنزف مقدرات الدول والمؤسسات والأفراد في ظل غياب لقاح فعال له حتى الساعة،أو إمكانية التكهن بأجل لانقشاع محنته.
وإيمانا منا بالدور المحوري الذي باتت تلعبه منظمات المجتمع المدني في حياة الدول والشعوب لما لديها من إمكانات وخبرات تساهم بها بفعالية في مواجهة الأزمات والكوارث والأوبئة.
ومع ملاحظة غياب التنسيق بين الدول الإسلامية كوحدة متضامنة ضد تهديد هذا الوباء بشكل يعزز من مقاومة الفيروس ويقلل من خسائرها البشرية والمادية جراءه، وهو التنسيق الذي يحث عليه ديننا الحنيف وتدعو له قيمنا الإسلامية بالعمل كبنيان مرصوص.
ورغبة من منتدانا في القيام بما يمليه عليه الواجب لتقديم ما يلزم من نصح لتعزيز موقف الدول الإسلامية تجاه الوباء وتخفيف غلوائه ومخاطره على الإنسانية، فقد قررت الأمانة الدائمة لمنظمات المجتمع المدني بالعالم الإسلامي (المنبثقة عن منتدى داكار لمنظمات المجتمع المدني المنظم بتاريخ: 5-6 مارس 2020) في اجتماع عقدته يوم 26 إبريل 2020 عبر تقنية الفيديو إصدار التوصيات التالية:
- الدعوة إلى الإنابة إلى الله عز وجل والتبتل إليه لرفع بلاء كورونا المستشري وحفظ ديار المسلمين ومجموع الإنسانية منه.
- مطالبة جميع المجتمعات (الإنسانية عامة والإسلامية على وجه الخصوص) بالامتثال للإجراءات الاحترازية التي يوصي المختصون الدول بتطبيقها.
- دعوة العالم الإسلامي إلى مزيد من التكتل والاتحاد، خصوصا وقد تعلم من تجربة كورونا انكفاء كل تكتل إقليمي على الاعتناء بمكوناته دون غيرها من الدول .
- دعوة جميع منظمات المجتمع المدني بمختلف تشكيلاته وأقطابهإلى العمل مع الحكومات لإنهاء الجائحة.
- التأكيد على أهمية تعزيز اللحمة بين البلدان المسلمة في مواجهة جائحة كورونا الفتاكة، وذلك بقيام الدول الإسلامية الغنية النفطية وغير النفطية بمبادرات دعم ملموس للدول الإفريقية المسلمة الفقيرة بهدف مساعدتها في مواجهة الوباء على أن يشمل ذلك محو الديون المترتبة للأولى عليها.
- توجيه الدعوة للمنظمات الإقليمية التالية: المؤتمر الإسلامي- جامعة الدول العربية- الاتحاد الإفريقي، وكذا المؤسسات المالية الإقليمية والدولية الأخرى للتدخل بفعالية لمساعدة الدول الفقيرةعلى تجاوز الأضرار التي نتجت عن الجائحة لديها في مختلف المجالات.
- مطالبة المنظمات الإقليمية السابقة بمساعدة جهود السنغال في حربها ضد كورونا وذلك بصفتها الدولة الراعية للأمانة الدائمة لمنظمات المجتمع المدني بالعالم الإسلامي التي راهنت ومنذ البداية على تأسيسها وما يمكن لها أن تحققه.
- دعوة شركات القطاع الخاص إلى مساعدة العمال بصرف رواتبهم لتمكينهم من الصمودلدعم الإجراءات الاحترازية، مع الطلب منالحكومات تقديم الدعم اللازم للقطاع الخاص في هذا الإطار بما في ذلك تخفيض الضرائب عليه، والتساهل معه في تحصيل ديونه للمصارف خلال ذلك.
- توجيه نداء لجميع المنظمات الدولية والإقليمية للتدخل بشكل مكثف لمساعدة المجتمع الفلسطيني ـ الذي يرزح تحت الاحتلال الإسرائيليـ في التصدي لإكراه الجائحة وتخفيف أضرارها عليه.
وأخيرا نهيب بجميع المنظمات والهيئات والمؤسسات السياسية والاقتصادية والثقافية والصحية والإعلامية والمدنية بأن الوقت وقت تآزروفعل للخيرات طلبا للمعافاة من هذه الجائحة وللثواب في الآخرة امتثالا لقوله تعالى (من يعمل مثقال ذرة خيره).

نواكشوط، بتاريخ 27 إبريل 2020
الأمين العام
محمد بابا موهدا