أزمة تخفي أزمات

سبت, 02/22/2020 - 23:39

حقيقة الأزمة في الساحل أنها متأتية من تضافر عدد من النزاعات، أبرزها:

أولا: الأزمة المالية، وهي أقدم الأزمات في المنطقة حيث تعود لعام 1964 وعَرفت العديد من الحلول الشكلية غالبا أعقبها جميعا نشوب أزمات جديدة. ولم تعد الأزمة محصورة في منطقة الشمال المالي، بل انتقلت إلى الوسط حيث أدى العنف ضد المدنيين وبين بعضهم البعض إلى إضعاف بنية الدولة.

ثانيا: أزمة منطقة الساحل الصحراوي المرتبطة بشكل مباشر بالأزمة المالية. ويتعلق الأمر بطول الشريط الساحلي وخاصة في بلدان مجموعة الخمس في الساحل. في الواقع تمتد هذه الأزمة على طول الساحل الأطلسي حتى ضفتي البحر الأحمر بما في ذلك الأجزاء الجنوبية من المغرب الكبير وشمال منطقة السافانا.

ثالثا: مشكلة انتشار الجريمة المنظمة القائمة على التهريب المتعدد الأشكال (المخدرات، التبغ، الهجرة، استغلال الذهب...) التي تتحكم فيها أطراف محلية ودولية وتغذي الأزمتين السابقتين."

حلول ممكنة

يتطلب حل النزاعات القائمة استجابة تأخذ في الحسبان تعدد الأزمات المحلية داخل أزمة منطقة الساحل.

فالحديث عن الساحل الصحراوي ككيان واحد خطأٌ في التشخيص يؤدي إلى فقدان الحلول نجاعتَها في مواجهة دوامة العنف. التحدي الحقيقي هو كيف يمكن، عبر تدخل سياسي وعسكري وطني ودولي، التوصل لحل سياسي دائم في أحد البلدان المعنية بالأزمات؟

يكتسي الجانب الاقتصادي أهمية بالغة في تعزيز السلم. والسؤال المطروح هو كيف يمكن وضع حلول اقتصادية مصاحبة للأزمات، وبعد إيجاد حلول لتلك الأزمات؟

يجب التنبيه إلى أن النزاعات الطويلة الأمد، العنيفة والأقل عنفا، تنتشر في عدة مناطق أخرى من العالم دون أن يستطيع المجتمع الدولي إيجاد حلول لها. أو بعبارة أخرى فإن مشروعية أي قضية ورفع مطالب سياسة لا يكفي لحل أزمة ما.

ينبغي أن تراجع النخب الحاكمة في منطقة الساحل الصحراوي مدى فعالية علاقات بلدانها "سياسيا واقتصاديا وعسكريا" مع باقي دول العالم.

ويجب تشكيل تحالف موسع، محلي في مرحلة أولى، من أجل ضمان تسيير شفاف للبلدان التي تدار بشكل فردي، ثم لاحقا –وبالتنسيق بين هذه الدول في ما بينها، والتنسيق بينها وبين شركائها الدوليين– تشكيل تحالفات ذات مصداقية لتدخّل جماعي ضد الإرهاب.

وحينها سيكون لهذه المبادرة فرص حقيقية للنجاح مع إمكانية استغلال الدعم الخارجي بشكل مثالي.

المصدر: مقال لرئيس مركز الدراسات الاستراتيجية لأمن منطقة الساحل الصحراوي، الدبلوماسي الموريتاني أحمدو ولد عبد الله.

ترجمة: #الرؤية.