تحرك شعبى وقضائ ضد زيارة بن سلمان لتونس

جمعة, 11/23/2018 - 18:12

عبّرت جمعيات وشخصيات تونسية عن رفضها للزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تونس، في حين قال فريق من المحامين التونسيين إنه قرر رفع دعوى قضائية لدى المحاكم التونسية بتكليف من مدونين وصحفيين، يطالبون بمنع الزيارة.

وكانت الناطقة باسم رئاسة الجمهورية سعيدة قراش أكدت في تصريح لإذاعة محلية زيارة محمد بن سلمان إلى تونس بطلب منه يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، مشيرة إلى أنها تأتي في إطار سلسلة من الزيارات التي يقوم بها ولي العهد السعودي لعشر دول، في سياق مشاركته المرتقبة في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين.

وذكّرت قراش في تصريح للإذاعة ذاتها بموقف تونس المستنكر للجريمة البشعة التي تعرض لها الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مؤكدة أن موقف بلادها يطالب بكشف الحقيقة ويرفض أي ضغط وابتزاز في هذه القضية.

وفي المقابل، ذكر مدونون نقلا عن مسؤول في السفارة السعودية بتونس أن زيارة ولي العهد المرتقبة تأتي بدعوة من الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي. 

مقتل خاشقجي أحد أسباب رفض التونسيين زيارة محمد بن سلمان (غيتي)

تحرك احتجاجي

ومن المنتظر أن يحتشد المئات أمام القصر الجمهوري بقرطاج بالتزامن مع حلول ولي العهد السعودي بتونس يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بحسب ما أكده الناشط السياسي والقيادي السابق في حزب "حراك تونس الإرادة" طارق الكحلاوي لمراسلة الجزيرة نت في تونس آمال الهلالي.

وأوضح الكحلاوي أن الوقفة الاحتجاجية التي اختير لها بشكل مبدئي أن تقام أمام مقر رئاسة الجمهورية، هي "مبادرة مواطنية" دعيت لها جميع الأطراف السياسية والحقوقية، للاحتجاج بصوت واحد ضد زيارة ولي العهد ومن ورائه السياسات المدمرة للحكومة السعودية داخل المملكة وخارجها.

وأضاف "من العار أن تستقبل تونس التي شهدت انتقالا ديمقراطيا وثورة ضد الاستبداد والدكتاتورية، مجرما تلطخت يداه بدماء السعوديين واليمنيين، ومتهما مطلوبا للتحقيقات بحسب ما كشفته عدة جهات أمنية تركية وأميركية".

وتؤكد جمعيات مدنية مشاركتها في الوقفات الاحتجاجية المنتظرة ضد زيارة بن سلمان لتونس، حيث قال رئيس "الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية" أحمد الكحلاوي للجزيرة نت إن أعضاء الهيئة ومنتسبيها سيكونون في الصفوف الأمامية مع أي تحرك احتجاجي تنديدا بزيارة ولي العهد السعودي.

وندد المتحدث في تصريح لمراسلة الجزيرة نت "بالسياسات المدمرة التي ينتهجها ولي العهد داخل السعودية وخارجها، لا سيما المتعلقة بالحرب على اليمن والتقارب المفضوح مع الكيان الصهيوني".

إدانة وتحذير

وفي سياق الرفض لهذه الزيارة، دان المتحدث الرسمي باسم الجبهة الشعبية المعارضة في تونس حمة الهمامي الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي، واعتبرها استفزازا للشعب التونسي ولثورته ومبادئه.

وقال الهمامي في تصريح لإذاعة محلية "لا أهلا ولا سهلا بجلاد الشعب اليمني ومدمر اليمن، والمشتبه فيه بقتل خاشقجي بطريقة بشعة، ومتزعم التطبيع مع الكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني".

واعتبر أن زيارة محمد بن سلمان إلى تونس ستدفع نحو سياسة المحاور الإقليمية، وسينجم عنها المزيد من الإضرار بسيادة تونس واستقلالية قرارها.

من جانبه، حذر القيادي في حزب "حراك تونس الإرادة" عماد الدايمي قايد السبسي في تدوينة من مغبة "ارتكابه غلطة عمره عبر السماح لبن سلمان بتدنيس تراب تونس".

كما عبر القيادي في حزب التيار الديمقراطي محمد العربي الجلاصي عن رفضه دخول محمد بن سلمان تونس بالقول "التطبيع مع نظام قبلي قروسطي سمّ نتجرعه غصبا باسم الانتماء العربي والإسلامي وتجنب العداوات التي لا قبل لنا بها".

 

انقسام وغضب

وقال مدير مكتب الجزيرة في تونس لطفي حجي إن الوضع في البلاد منقسم بين موقف رسمي سبق أن عبّر عنه وزير الخارجية التونسي خميس الجيهناوي وأكدته الناطقة باسم رئاسة الجمهورية سعيدة قراش، يؤكد أن مقتل خاشقجي جريمة نكراء ويجب التحقيق فيها، لكنها يجب ألا تؤثر على العلاقات السعودية أو أن توظف سياسيا.

في المقابل يتمثل الموقف الثاني في غضب شعبي كبير تجلى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وعبر بعض التحركات المناهضة التي ترفض زيارة محمد بن سلمان لتونس، والتي ترى أن تونس هي مهد الربيع العربي وبلد الحريات ويجب ألا تقبل بزيارة ولي العهد السعودي المتورط في قتل خاشقجي.

وأوضح حجي أن هناك دعوات للتحرك ورفضا للزيارة، ونقل عن نقيب الصحفيين التونسيين ناجي البغوري قوله في تدوينة على موقع فيسبوك: "دم خاشقجي لم يبرد بعد، القاتل بن سلمان لا أهلا ولا سهلا بك في بلد الانتقال الديمقراطي تونس".

واعتبرت نقابة الصحفيين في رسالة مفتوحة وجهتها إلى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أن الهدف من زيارة محمد بن سلمان إلى تونس تبييض سجله الدامي، على خلفية تورطه ونظام الحكم في بلاده في جرائم بشعة تمس حقوق الإنسان، لعلّ آخرها جريمة اغتيال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، حيث تشير تقارير دولية إلى تورط بن سلمان نفسه في هذه الجريمة النّكراء.

واعتبرت الرسالة أن ولي العهد السعودي يشكل خطرا على الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وأنه عدو حقيقي لحرية التعبير، وفق نص البلاغ.

استنكار ورفض

واستنكر عدد من الناشطين والصحفيين على مواقع التواصل الاجتماعي زيارة محمد بن سلمان لتونس، إذ اعتبر كثيرون أن استقباله يعتبر أمرا غريبا من رئاسة الجمهورية التونسية، خاصة وأنه يتزامن مع معلومات عن ضلوعه في قتل الصحفي بطريقة بشعة.

ويرى النشطاء أن استقباله في تونس سيساهم في تبييض صورته بعد أن أدارت دول كبرى ظهرها له، مرددين عبارات مثل "لا أهلا ولا سهلا بك"، و"لا حللت أهلا ولا نزلت سهلا".

ومساء أمس الخميس، بدأ محمد بن سلمان أول جولة خارجية له منذ مقتل خاشقجي. وفي الرياض، قال بيان للديوان الملكي السعودي إن الجولة تقررت بناء على توجيه من الملك سلمان بن عبد العزيز، وإنها تستهدف تعزيز علاقات المملكة إقليميا ودوليا.

المصدر : الجزيرة