الحاكم العربي الذي يهابه الغرب

ثلاثاء, 09/05/2017 - 15:25
البشير ولد بيا ولد سليمان

وقد وجدوا فيه  الاسلام المعاملات  لا الاسلام النصوص (القراءة الخاطئة )  والخطب , فوقروه و احترموه و خضعوا له.

وقف عليه العسكري الأوروبي ( الرومي ) نائما تحت شجرة خارج المدينة من دون حراس فاكتفي بالمشهد و دار الي الخلف  و هو يردد "عدلت فأمنت فنمت " واسرع راجعا لأهل أوروبا ومعه رسالة  و أن لا قبل لهم بالخليفة عمر لأنه رجل قوي لا يهزم و لا يخاف , وكل دول المنطقة تحت سيطرته  , دول مجلس التعاون ,  مصر,  سوريا , العراق , اليمن ،  تركيا. كل الدول حديث الساعة اليوم  كانت تحت سيطرة الخليفة عمر بن الخطاب و لم يعرف أهلها لا حصارا و لا دمارا و لا مشردين و لا لاجئين بل عاش الناس في رفاه و تقارب و تعايش و استقرار.

 

مخاطبا أحد ولاته : " متي استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " يا عمرو بن العاص(حاكم مصر ) لما تقرأ كتابي هذا فاحضر الي انت و ابنك  و ليحضر الرجل القبطي و ابنه ليقتص له , نموذج من الإسلام المعاملات  لا الاسلام الخطب  "عدالة الخليفة عمر"   

 

يقرر أهل القدس تسليم مفاتيحها دون قتال لرجل عندهم مواصفاته , فيدخل الخليفة عمر وقد جاء دوره وهو يقود الجمل و الخادم علي ظهره , فيتسلم القدس , وماذا عمل ؟ هل هدم الكنائس و الصومعات ؟ هل أباد المسيحيين و اليهود؟  

كان بإمكانه فعل ذلك لأنه يمتلك القوة و السيطرة  وهزم الروم  و الفرس و سيطر علي المنطقة و لكن و رغم كل ذلك  و رغم اتساع دولته ( دول مجلس التعاون و مصر و سوريا و العراق و اليمن و تركيا  و شمال افريقيا  و جزء من فرنسا و اسبانيا ) , رغم كل ذلك فقد ظل الخليفة عمر بن الخطاب  متمسكا بتعاليم المصطفى صلي الله عليه و سلم  وقواعد القتال ( عدم المساس بالكنائس و دور العبادة و الشيخ المسن و الجريح  و الأسير والأطفال و النساء و عدم قطع الأشجار المثمرة  و حرق الحرث.. ..)

 

فلولا الخليفة عمررضي الله عنه  لما وجد مسيحيون الان و لا كنائس في فلسطين و لبنان و مصر (و ليس هذا منا من العالم الإسلامي , لكنه واقع و تاريخ وجب من وقت لآخر التذكير به ) , حتي لا ينخدع الأقباط او غيرهم و يتقولون علي الإسلام  و المسلمين الأقاويل و أنه دين قتل و دمار وتشريد و إقصاء للآخر.

 

في عهد عمر دخل المسلمون الأهرامات و بابل و تدمر و البتراء  و غيرها من البلاد  و لم  ينشغلوا بالآثار و التماثيل التي وجدوا  أمامهم و لم ينزعجوا من وجودها  و لذلك ظلت  موجودة ليجعل منها هؤلاء قضية، قوم آخرون لم يتضح بعد من اين قدموا ولا  من وراءهم  ولا مضمون الرسالة التي يريدون إيصالها  للعالم  " هل هي الحمية و الغيرة علي الدين "  ان كانت كذلك فهل هم أكثر غيرة علي الدين من الخليفة عمر الذي أبقي علي الكنائس و أهلها من مسيحيين و يهود و أبقي علي الأهرامات وما بداخلها  و أبقي علي غيرها من الآثار و التماثيل ليس حبا لها انما كتاريخ انساني  و عبرلمن يعتبر .

 

" لكم دينكم و لي ديني " و تدفعون ضريبة رمزية ( جزية )  مقابل عيشكم مكرمين معززين في ظل دولة الإسلام دولة القانون دولة الدفاع عن الكل و عن الأقليات و احترام الديانات, هكذا كان الخليفة عمر و من حذا حذوه من رجال الإسلام المعاملات  لا  الإسلام النصوص( ذات التأويل و القراآت الخاطئة ) , اسلام الخطب غير الممارسة علي ارض الواقع .

 

نموذج آخر لأحد ولاة الخليفة عمر،  طلب الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أهل حمص لائحة بأسماء الفقراء و المساكين ليصرف لهم  حقهم من بيت مال المسلمين , ففوجئ بوجود اسم سعيد بن عامر وهو ( حاكم حمص ) بين أسماء الفقراء , فسألهم عن سبب فقر حاكمهم فقالوا : لأنه ينفق جميع راتبه على الفقراء و المساكين و يقول (ماذا أفعل وقد أصبحت مسئولا عنهم أمام الله تعالى) , فسألهم الخليفة هل تعيبون عليه شيئا ؟ فأجابوه : نعيب عليه ثلاثا,لا يخرج إلينا إلا وقت الضحى و لا نراه ليلا أبداً و يحتجب علينا يوما في الأسبوع , فاستدعى الخليفة عمر حاكمه وسأله عن ذلك فأجابه : لا أخرج إلا وقت الضحى , لأني لا أخرج إلا بعد أن أفرغ من حاجة أهلي و خدمتهم فأنا لا خادم لي و امرأتي مريضة , وأما احتجابي ليلا فقد جعلت النهار لقضاء حوائجهم و الليل جعلته لعبادة ربي , وأما احتجابي يوما في الأسبوع فلأني أغسل فيه ثوبي و أنتظره ليجف اذ لا أملك ثوبا غيره , فبكى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه.

 

ما أحوج الأمة للخليفة عمر و ولاته  رضي الله عنهم ... العدالة و الأمن توأمان ... الامن ليس في السلاح و كاميرات المراقبة و أجهزة التصنت ... الأمن في " العدالة  و ترسيخها بين الناس " ...  من رسائل  الحاكم العربي الذي خافه الغرب و وقروه  " الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه " .