المقاطعة النشطة!؟

أربعاء, 11/30/2016 - 01:20
عثمان جدو

تابعنا في أكثر من موقع الأخبار التي تفيد أن رئيس أكثر أحزاب المعارضة نشاطا ومشاركة؛ قرر المقاطعة النشطة حيال الاستفتاء القادم؛

 

الرئيس ولد منصور الذي أجله وأحترمه كثيرا لحيويته السياسية ولإفصاحه عن مايدور في خلده بشكل مبين؛ كان يتحدث من انواذيبو أمام أطر حزبه ومرر رسائل من خلال هذا اللقاء إلى كل الفاعلين السياسيين و إلى كل من سيصله الخبر من المواطنين العاديين.

 

إن أبرز الرسائل التي وردت في هذا الحديث هي التي حملت تأكيد الرئيس أن الإسلاميين سيحكمون أو يكون لهم ضلع في الحكم في قريب الأوقات.. يقاطعون الحوار ويعتزمون مقاطعة الاستفتاء ويحشدون لذلك ويمنُّون النفس بل يتعهدون بالحصول على شراكة حقيقية في الحكم أو التفرد بتسييره!!، إذا من هذا المنطق -بغض النظر عن الحقيقة والمجاز- هم مشاركون مشاركون في أي انتخابات ستجرى، وهذا هو الذي يجب أن تدركه الأحزاب السياسية الأخرى المسكينة؛ التي غالبا ما تقع في نفس الأخطاء بفعل الغباء السياسي وترهل التنسيق وتشتت القواعد الانتخابية والذي ظهر تأثيره جليا على كثير من هذه الأحزاب السياسية التي كانت وازنة ولم تعد تزن جناح باعوضة!؟

 

لا يحتاج أي مواطن إلى أن يُضرب له مثال على الأحزاب التي تفككت بفعل التخلف السياسي بمنطق المشاركين النشطين والبراغماتيين الطامحين.. فكم من حزب كبير لم يبق من كيانه سوى اسمه الذي لا تعبّأ به صناديق الاقتراع ولا يضمن استمرار الدعم من المواطن البسيط المغرر به من طرف أغلب الساسة لانتهاجهم منهج النفعية البحتة وفي أحسن حالات الاتزان السياسي يكون ديدنهم البراجماتية التربحية بمنطق كم تحصلنا عليه من مقعد نيابي وآخر استشاري، ورحماك يارحيم على البرامج والتنظير وكل أدوات اختراق نفوس المواطنين وسبل استجاشة عواطفهم الانتخابية، فكم من مواطن يظل منتظما في طابور ليصوت على فلان الذي خدعه بشعاراته البرّاقة وبرامجه الجيدة اقتراضيا والتي لن تجد سبيلا إلى التنفيذ لصعوبة ذلك أصلا؛ ولكونها فقط استخدمت للتأثير على الطيبين المخدوعين في كل تهريج سياسي كان مسلكه انتخابا أو تعبئة، لكن الزمن يتغير وكما تسير البيضة ببطء -كما يقولون-  يُدرك الفهم بطيئه من المواطنين ولو بعد حين.

 

لا خلاف في أن الشعارات القبلية التي أطلقها كثيرون على هامش زيارة الرئيس لبعض الولايات ممقوتة وممجوجة ومستنكرة أشد الاستنكار وإن كان هؤلاء مواطنون لهم الحق في التعبير عن آرائهم؛ لكن ذلك لا يبرر لنا السكوت على تطبيلهم الزائد ولا على تكرار تحريكهم للدعاوي القبلية التي تتضوع نتانة جيفتها القذرة كل لحظة وحين؛ وصدق الصادق المصدوق -عليه الصلاة والسلام- لمّا قال: دعوها فإنها منتنة.) 

 

لكننا بالمقابل ربحنا أكتشاف أصوات صادقة صداحة بالحق من أمثال *منت اكليب* متعها الله بمنبر أكثر ديمومة وإتاحة للفرص كي تعيد الكرة بالتعبير الصادق عن هموم المواطن المطحون..

 

أما بخصوص إعلان المنتدى والتكتل الذي يشير إلى مقاطعتهما للاستفتاء فهي مقاطعة مألوفة بفعل مقاطعة الانتخابات الماضية-على الأقل- لكن وبالنظر إلى ما أنتج ذلك للإثنين فإن الحصيلة سيئة أدت بالمنتدى إلى الانقسام وأدت بالتكتل إلى التفكك، فبدل اشتهاره باحتواء الشخصيات السياسية الوازنة لكونه يضم تكتلا لقواها الحية أصبح اليوم بفعل مقاطعته المتكررة للانتخابات أكثر الأحزاب تفلتا للشخصيات السياسية الوازنة حيث هجره أغلب الأطر و أصبح مصدر تفكك القوى السياسية وليس العكس؛ ولا يحتاج هذا إلى تبيان لأن الشواهد قائمة والشخصيات المهاجرة ذائعة الصيت؛

 

من المؤكد جدا أن من بين القوم من سيشارك في الانتخابات حفاظا على النصيب وتنفيذا للتكتيك السياسي الخاص به ومنهم من سيظل يعيد نفس الأخطاء و يتفرج على نفس النتائج المخيبة طبعا والخالية من التأثير!؟