رغم الإعاقة..يعيش بطموح الأقوياء

سبت, 01/15/2022 - 19:54

في الثلاثين من عمره يخطو خطوات ثابتة لإثبات نفسه في مجتمع لا يعرف إلا الأقوياء متحديا كل الصعاب...
يعاني الالي التكتل من إعاقة ولدت معه منذ نعومة أظفاره أعيت الأطباء، شلل في أطرافه الأربعة ونقص نمو يحمد الله عليه، ولد سنة 1992 في ضواحي مقاطعة كرمسين في ولاية اترارزه، ورغم إعاقته المعقدة إلا أنه ظل يشق طريقه بنفسه ليتعايش برضى وصبر مع الإعاقة " يبدأ نشاطه اليومي بقراءة ورده من القرآن  الكريم ثم يبدأ بعمله ناشرا في صفحته على الفيسبوك محدثا متابعيه البالغ عددهم نحو ستين ألفا...يتلقى رسائل إخبارية من أصدقائه العاملين في الإعلام والناشطين في السياسة طالبين نشرها .
وفي المساء يتجول بين منازل حيه متقلبا على جنبيه ، يداعب رمال قريته الصغيرة جنوب البلاد، أول أرض مست جلده ترابها ومجمع أحبابه وأهله، عشقته سماؤها و عشقه هواها وأشجارها ووهادها،  وفضل العيش فيها عن نواكشوط التي تبعد منه نحو 140كيلومترا
 
سبق للالي أن عرضت عليه هيئة فرنسية العلاج في اسويسرا ولكنها لا تضمن رجوعه في حال فشل الأطباء في علاجة وهو ما جعل أفراد عائلته ينقسمون بين رافض للعرض ومتردد وفي النهاية قررت العائلة الاحتفاظ بولدها.
مبادرات اتخذها أفراد سكان قريته من أجل مساعتدته في إيجاد آلة له يتحرك بها ولكنها باءت بالفشل في النهاية.
نشاط مكثف على الفيسبوك
سعيا من للاندماج في المجتمع ورفضا للتقوقع فتح صفحة على الفيس بوك ليطل بها على العالم الخارجي مدونا عن مشاكل الوطن ومساهما في نشر الوعي داخل العالم الافتراضي مغيرا عقليات المجتمع الذي ينظر إلى المعاق على أنه شخص لا يمكن أن يعمل ولا أن ينشط في الهيئات المدنية.
انضم إلى الفيسبوك عام 2013 للتعبئة لحزبه في الانتخابات، وينشط عليه مدونا بلسانه مطلا على متابعيه البالغ عددهم أكثر من ستين متابعا.
وساهم بشكل كبير في التوعية ضد الفيروس الفتاك طيلة الفترات التي شهدت فيها البلاد ارتفاع الإصابات في كورونا ينشر كل يوم عدد الإصابات والوفيات ويحض على ضرورة التقيد بالإجراءات الاحترازية ويواكب كل التطورات.
 
تنمر على مواقع التواصل:
ويواجه الالي اليوم بعد أن عانى في بداية حياته من أفكار سلبية يقول إنه تغلب عليها، تنمرا على مواقع التواصل الاجتماعي  فكثير من متابعيه يهاجمه في التعليقات وفي رسائل على الخاص بعبارات حسب ما يقول مثل( ينبغي أن تقتل، ينبغي أن ينزع منك الهاتف )  لا يجد اللالي تفسيرا لها ولكنه يؤكد عدم تأثيرها عليه نفسيا، فهو لايولي اهتماما لها ولن تثنيه عن عمله ونشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي.
 يوجه الالي أصحاب الإحتياجات الخاصة و ينصحهم بالصبر وأن لا يتراجعوا أبدا عن طموحاتهم وأن يعملوا بجد في أي شيء ما أمكنهم ذلك ويطلب من ذويهم التأييد والمساندة في السراء والضراء.
طموحات:
يهوى كرة القدم ويشجع فريق ريال مدريد ونادي السد القطري ومن المنتخبات منتخبه الوطني و البرازيل
ولا يخفي اللالى التكتل طموحاته حيث يسعى لأن يكون شخصية بارزة في جهته وينال منصبا انتخابيا كنائب او عمدة متوجها بذلك حبه  للسياسة التي يمارسها في إطار حزبه أكبر الأحزاب المعارضة، وهو حزب تكتل القوى الديمقراطية، والذي زاره رئيسه أحمد ولد داداه مع وفد من الحزب في بيت أهله يقول الالي " إن هذه الزيارة شكلت له دفعة قوية وحافزا للاستمرار، وإنه لا ينسى كلمة الرئيس داداه له إلى الأمام إلى الأمام نحن معك."