هذا ما قاله خطاط "كسوة الكعبة"

سبت, 11/20/2021 - 11:48

"مختار عالم".. أحد خطاطي كسوة الكعبة، وشيخ خطاطي ‫مكة‬، والذي مُنح الجنسية السعودية مؤخراً، سرد لـ"العربية.نت" قصته في امتهان الخط العربي وانضمامه لخطاطي الكسوة بالقول: "بدايتي في الخط منذ الصف الثالث الابتدائي حين دخلت ضمن حلقات التحفيظ وحفظت القرآن كاملاً في 9 أشهر، أقيمت دورة في الصيف للخط العربي، فاقترح أحد الزملاء تعلم الخط العربي بحكم تميّزي في حفظ القرآن، وبالفعل كنت متفوقاً في اكتساب مهارات الخط".

وأضاف: "في السنة التي تلتها وتحديداً في الصف الرابع الابتدائي1397ه، تقدمت للدورات وكان عدد المعلمين قليل، 3 معلمين، فالمعلم الذي كنت أدرس عنده نظر على خطي وقال: سنحولك إلى معلم للخط وليس كطالب، فقلت له: أنا جئت لأتعلم ولا أريد أن أعلم، لكنه أصر عليّ، فوافقت، حينها درست ودرّست، وفي السنة التي بعدها لم تكن هناك أي حلقة في هذه المدرسة، وكانت مدرسة لتحسين الخطوط تحت إشراف مؤسسة بن لادن".

الخطاط مختار عالم، الذي أقام العديد من الدورات التدريبية في الخط العربي في السعودية وخارجها، تخرج على يده الكثير من الخطاطين، حيث يمثلون السعودية حاليا في الكثير من المحافل الدولية، ويقول: "انضممت لخطاطي الكسوة عام 1423هـ، وذلك بعد أن عرضت عليهم أعمالي، وتم اختباري في الجامعة، بعد ذلك تم قبولي وتعييني في خط كسوة الكعبة إلى اليوم".

وأكد خطاط كسوة الكعبة، بأن السعودية تحتوي على الكثير من الخطاطين المتميزين على مستوى عالمي، وهناك دور بارز في مناشط وزارة الثقافة متمثلة في وزيرها الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، لدعم فنون الخط العربي، حتى سُميت عامين بعام الخط العربي، وأقيمت دورات عدة ومناسبات ومسابقات وورش ومعارض، وقال: "بهذه البرامج الداعمة لفنون الخط العربي، ستكون السعودية بلا شك، الأولى على مستوى العالم في الخط العربي".

أخطاء الخط العربي
وتحدث عن الأخطاء في الخط العربي بقوله: "الخطأ حسب العمل، و حسب المكان، والدرجة، فإذا كان هناك معرض لكبار الخطاطين فإن الخطأ الصغير محسوب، ولو كان المعرض للخطاطين متوسطي الدرجة فالأخطاء تظهر ويكون انتقاد، فالخطاطون المتمكنون يحرصون على جودة العمل، وبالنسبة لكسوة الكعبة المشرفة فلها عناية كبيرة جداً، لأنها بعد الكتابة تعرض على متخصصين في اللغة العربية، ومتخصصين في الخط العربي، فلابد أن تكون الكتابات سهلة حتى يسهل العمل بالتطريز، فالعملية دقيقة جداً حتى تظهر بأجمل حلة".

الخط على كسوة الكعبة
واستطرد عالم بالحديث عن كسوة الكعبة: "العمل في خط كسوة الكعبة مختلف تماماً، فهناك قسم النسيج المنقوش ويكون الثوب، وهناك السادة يكون خلف الكتابات، وهذا يُنجز في وقت أقل من غيرها، كما يوجد قسم الطباعة الذي تتم عن طريقه كتابة الآيات وطباعتها على الأقمشة، ثم تطريزها، وهو الذي يأخذ وقتا طويلا، لأنها أعمال دقيقة جداً، فهذا القسم تقريباً يعمل على مدار السنة، ثم يأتي قسم تجميع الثوب، لأنه يكون قطع وتخاط بجوار بعضها البعض حتى يصبح لدينا جانب كامل".

وعن المكاسب التي أخذها من عمله بخط كسوة الكعبة قال: "اكتسبتُ خبرة كبيرة، لأننا نتعامل مع خطوط كبيرة الحجم وكتابتها تحتاج إلى حالات معينة أو طريقة معينة، وهذه تُكسب الخطاط خبرات ومهارة، والمكسب الثاني محبة الناس، فأينما ذهبتُ وعرف الناس أني كاتب كسوة الكعبة يكنّون لي الاحترام الكبير والتقدير".

وعن حصوله على الجنسية السعودية قال: "ما في شك أن الجنسية طموح كل إنسان يأتي إلى السعودية، فما بالك بإنسان عاش 50 عاماً، حياته ونشأته وأكله وشرابه وعلمه من فضل هذه البلاد، فكل شخص يطمح أن يكون سعيدا بالحصول على الجنسية السعودية، وأرفع شكري وتقديري لمقام خادم الحرمين على ثقته في منحي الجنسية، فأنا الآن أحد أبناء هذه البلاد المباركة، ولابد أن أقوم بما يرفع اسم هذا البلد في جميع أنحاء العالم، ولا بد أن نعمل على ذلك بمزيد من الجهد".

 

نقلا عن العربية نت