توفي في سلطنة عُمان المناضل والباحث والدبلوماسي العراقي عبد الحسين الرفيعي رحمه الله.
انتقل من رئيس بلدية مدينة النجف الأشرف التي ولد بها 1940م الى سفير بوزارة الخارجية ليعمل سفيرا للعراق في موريتانيا من ابريل 1976 الى أكتوبر 1981م، ثم سفيرا في اليمن حتى عام 1991م، وعين عام 1993م مديرا عاما بديوان رئاسة الجمهورية...
الرفيعي رحمه الله حاصل على شهادة في القانون من الجامعة المستنصرية ودبلوم عال من جامعة صنعاء وحصل على درجة الماجستير في التاريخ الحديث من كلية ابن رشد بجامعة بغداد، له مؤلفات من بينها كتابه: دور النخبة القانونية في تأسيس الدولة العراقية.
إن موريتانيا تعني الكثير للفقيد، كما يعني عبد الحسين رحمه الله الكثير لموريتانيا وللموريتانيين، الذين ربط معهم صلات استمرت لعقود... وقد جمع مع السفارة في موريتانيا مهمة سفير غير مقيم في غينيا بيسار وغينيا كوناكري.
أذكر أنه خلال مشاركتي في لقاء بغداد للصحفيين العرب 1994م زارني في مقر إقامتي بفندق الرشيد وانتقلنا معا لشرب الشاي الأخضر مع الدكتور محمد عبد الله ولد أيه (أبو عزيز) رحمه الله في منزله بحي علي صالح، وفي ذلك اللقاء سألته عن أهم موقف يعتز به وأكثر موقف يندم عليه خلال عمله في موريتانيا فقال: هناك مواقف كثيرة أعتز بها لكن أكثر شيء أفخر به ذلك التقدير والاحترام والعلاقة الحميمية مع مكونات الشعب الموريتاني حيث كنت أدخل بيوت اخوة أعزاء في (سينكيم وسيزيم والكبه) ويغمرني شعور بوحدة الانتماء والمصير مع هذا الشعب، لم أكن دبلوماسيا لأنني ببساطة كنت بين أهلي، وأكثر شيء أندم عليه ليس فقط خلال مدة عملي في موريتانيا إنما طيلة حياتي يقول الرفيعي
هو انني عملت بجد ومثابرة من أجل أن توافق الحكومة العراقية على تمويل مشروع آفطوط الساحلي وكم كانت فرحتي كبيرة بالحصول على الموافقة وتكفل حكومة العراق بجميع متطلبات المشروع حتى مئات العمال الذين سيعملون في لم يتكفل العراق برواتبهم ونقلهم وسكنهم وإطعامهم ودوائهم فقط بل حتى المدخنين منهم تكفل العراق بتوفير سكاير لهم وبجميع المصاريف، لكن أصبت بخيبة أمل كبيرة حينما أبلغت أن تعليمات من الرئاسة الموريتانية (محمد خونا هيداله) تقضي بصرف النظر عن الموضوع والتوقف عن تنفيذ المشروع بعد أن أصبح كل شيء جاهزا، ولوقع الصدمة ولكون حكومتي تطلب مبررا علمت لاحقا وبكل بساطة أن فرنسا طلبت ذلك.
رحم الله المناضل الكبير عبد الحسين الرفيعي
انا لله وانا اليه راجعون.
نقلا عن صفحة الدكتور: أحمد محمود ولد افاه