انطلقت الليلة البارحة على كامل التراب الوطني حملة الانتساب المثيرة - ورغم أن كل ما يحيط بها من أمور غريبة وأخبار من أن الحزب هو منطقة الحكم في المستقبل ومقر الحاكم الآمر والناهي مالك زمام التعيينات والترشيحات - تظل غير مرحب بها بالنسبة لأهل الداخل .
إنهم يستقبلون البعثات ببرودة وكدر تحت شعار مرغم أخاك لابطل خاصة أصحاب المواشي الذين يبحثون في السوق عن القمح والعلف أي "ركل" فلا يجدونه حتى أنهم مستعدون لشراءه بأي ثمن وهذا من أغرب الأمور أن ينغرض القمح من السوق ،والدولة على علم منذ ستة أشهر بحالة الجفاف هذه وحاجة الناس الملحة للعلف وتترك هذه المواد تنفذ من السوق.
في حين أنها تنفقه ١٤ مليارا على بناء قصر للمؤتمرات بصفةاستعجالية وترسل بعثتها في هذا الظرف بالذات وكأنهم يريدون مثل أي غازٍ احتلال الساحة الوطنية وطرد غيرهم منها بل يمثل ذلك أحد أهدافهم مستعملين كل الضغوط لذلك ،وقد أدخلوا الوطن في عطلة إجبارية لمدة عشرة أيام عطَّلوا خلالها مصالح العباد والبلاد ووقفت عمل الإدارات والمؤسسات الحكومية.
لقد أشعلت هذه العملية النار في الموظفين والسياسيين من أجل حشد أكبر كم من بطاقات التعريف تكريسا أو اثباتا لوزنه المحلي على حساب إبن عمه أو جاره أوغريمه إنها معركة حياة أو موت سياسية وحجز موقع في مابعد ٢٠١٩ بالنسبة للذين يعتقدون من استمرارية عزيز في الصورة.
لكن عزيز مثل أي أحد لايأخذ التغيرات وتجارب أمثاله فيالخسبان يعتقد أنه من خلال خططه هذه سيبقى بنفس حجمه وقوته في السلطة لكن الأحداث ستباغته ليتفرج وهو خارج السلطة على أصفيائه في مظاهرات تأييد خلفه مهما كان ت طريقة مقدمه حتى لو كان على ظهر دبابة العدو،ويتوزعون نقده اللاذع والسخط على قبضته وتسييره الفاسد للدولة.
إن الأجدر بعزيز أن يخطط لخروج يضمن له إحترام كافة الفرقاء وإني علي يقين من أن المعارضة ستكون أكثر رأفة به من أغلب أغلبيته التي وجدت نفسها في نظام لاتملك فيه أي نصيب مادي ولا معنوي . إن عزيز يخطط بارتباك كبير وإن كان يريد إظهار الثقة والتماسك أثناء خطواته كمن يحسبها وقد رتبها بعناية لكن الحقيقة أنه لايملك ذلك القدر من السيطرة على المستقبل بل ستغدره الأحداث القادمة.