أيها المواطنون الشرفاء، أيها الوطنيون الاوفياء، اناديكم جميعا ملتمسا فيكم الصدق و الإخلاص لوطننا وشعبنا وبلدنا موريتانيا الأبية. أيها الاخوة والأخوات ارجوكم وادعوكم كلكم باسماءكم وصفاتكم وعناوينكم الشخصية والرسمية وصفاتكم الخاصة والعامة، انادي فيكم حرصكم علي مصالح شعبكم المادية والمعنوية. كما انادي ضمائركم الحية ومشاعركم الجياشة بحب وشغف بان ترو الجمهورية الإسلامية الموريتانية مرفوعة شامخة تعلو فوق الظنون وتسمو عالية بكم، كما كانت بأجدادكم بقيمها العربية والإسلامية ومآثرها التاريخية.
أيها الشعب العظيم، إني استنهض في علمائك ومفكريك وخبرائك ومثقفيك ومتعلميك ومهنييك وأدبائك وفنانيك وعاطليك شيبا وشبابا، وقفة تاريخية مرصوصة بإيمانكم بالواحد الاحد وبسنة رسوله المعظم نبينا وشفيعنا محمد صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم. من اجل ستر وتامين وإكرام وتبجيل وتثمين ضيوفكم القادمين إليكم من أمتيكم العربية والإسلامية وكذالك كافة المدعوين بهذه المناسبة العظيمة الجامعة المانعة بحول الله من تفكك الأمة ومن فقرها وسوء تدبير شؤونها وتبديد مقدراتها.
أيها الاوفياء لوطننا المعطاء وشعبنا الابى. اسمحوا لي تجاسري وتطاولي. وهذا الطموح وهذا التطلع بالأمور الكبيرة الوسيمة والشريفة، التي انتم ادرى واجدر بها وبكل المفاهيم والآفاق التي تفتحها، وبتلك التي لا تتماشى مع المنحى الإيجابي لها. فانتم الشعب الموريتاني المعني بهذه المناسبة، وبكل مناسبة. ففيكم علماؤنا الاجلاء وحكماؤنا العقلانيون وأئمتنا المعتدلين وخبراؤنا المدنيين والأمنيين والعسكريين وسياسيينا المحنكين الممارسين والمتمرسين.
وانا لست إلا فردا بسيط ألمكانة ضعيف القدرة، قليل التجربة. فكيف بى إذا ان اطلب او انادي اشراف المجتمع وأوصياءه والأمناء عليه، وعلي وطنهم ودولتهم؟ لكنها الغيرة لله، ولدين الله، وللوطن الموريتاني والمواطن الموريتاني والدولة الموريتانية المعروفة ببلاد شنقيط.
وفي هذا المنحى اري ان علي المواطن ايا كان ان يساهم دائما رغم ما يتلقاه من عاديات الزمن ومعوقاته المادية المعنوية في بناء بلده وحمايته والذود بما أوتي من قوة عن دولته وسيادة وطنه داخليا وخارجيا.
وهنا اؤكد انم الإسهامات والمبادرات الوطنية في هذا الصدد كثيرة ومتعددة وماثلة في حياتنا اليومية، فبحث المواطن عن مواقعها واهتماماته بتقديمها في اوقاتها ومناسباتها هو المطلوب.
ومن الإسهامات الوطنية والمبادرات السليمة نذكر وننوه علي سبيل المثال لا الحصر بمبادرات وإسهامات كلا من الرئيسين بيجل ولد هميد ومسعود ولد بلخير، علي ما قاما به من مساع حميدة. كما ان إسهام حزبا التحالف والوئام بإعطاء الريادة والقيادة لهذين الزعيمين الوطنيين، لدليل ساطع علي البعد الوطني والفكري للأطقم التي تشرف وتسير هاتين المؤسستين الحزبيتين
والواقع ان كافة المواطنين والمهتمين بالشأن العام سجلوا ويسجلون وسوف يسجلون إسهاماتهم الوطنية خدمة للشعب والوطن وسيادة الدولة الموريتانية علي ارضها و مياهها الإقليمية والدولية وجوها وفضاْءاتها وما يستتبع ذالك من مظاهر وجوهر السيادة داخليا وخارجيا.
وأخيرا وقبل الختام، اذكر بمثال معروف ومستطرد ايام كان المجتمع الموريتاني مجتمعا قبليا.
ففي يوم من أيام المواجهة بين القبيلة المعروفة بتجكانت حيث انقسمت علي نفسها في معسكرين ولما اشتد النزاع بينهما ولم تجد الوساطات وتدخلات العلماء والحكماء نفعا، تواعد الفريقان مكان يدعى أنداوليشه علي غرار ما كان يحدث بين القبائل العربية غير انه وفي اللحظات التي تفصل عن اندلاع النار بين الخصمين العنيدين كما تنعتهما القصة التاريخية وصل خبر مفاده ان مسلحين مجهولى الهوية اعتدوا علي احد الطرفين فساقوا إبلهم فقام قادة الطرف الآخر بالتشاور في اتخاذ القرار المناسب حيال الوضع الجديد فوجدوا ان العدوان يستهدف القبيلة وليس جزءا منها فكانت المقولة لأحد القادة البارزين المدعو خطرا ولد اعمر من فخذ أولاد احمد لكواليل |قدمُ البرِّانيين| وفورا ارسلوا من فرسانهم من اعاد الإبل لأهلها ولما رأى الطرف المعتدي عليه نبل وشجاعة الموقف قرروا العدول عن المواقف المتشنجة السابقة. ومن هنا جاء الفرج فوضعت الحرب اوزارها وتغلب منطق القادة والحكماء والعلماء فانتصر السلم علي الحرب وتعزز التكامل بدل الفرقة.
من كل ما سبق ارى، بل واجزم ان نجاح هذا المؤتمر الموقر مؤتمر يجمع القمم من الملوك والرؤساء والأمراء و ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع مدني وشخصيات سامية وكافة المدعوين هو نجاح لكل موريتاني علي حدة ولكافة الموريتانيين مجتمعين ولموريتانيا التاريخ والحاضر والمستقبل.
ولست بمن يغريه من جاء غاريا ِ ولا من يعادى الدهر من لم يعاده.
كما اذكر الجميع هنا، بأن من لا يعمل لا يخطئ، وأن اليد المرتعشة لا تقوى على البناء.
والله ولي التوفيق.