تثار منذ فترة مسالة العلاقات الموريتانية المغربية على شكل إشاعات تفوح منها روائح جيف الضمائر ويتطاير منها شرر الخيانة الحارق .
وسواء كان مصدرها ألئك الذي بدلوا أريج الوطن وصحرائه الطاهرة ببوار كناريا المضمخ بالتسكع على موائد أعداء أمتهم ! أو كان مصدرها "مواطنون" يمتهنون رضاعة العار حتى ولو كانت من ثدي النار ! سواء من هؤلاء وألئك فليعلموا أن موريتانيا في ذروة العز وخيلاء الانتصارات الحضارية المتتالية !!, في لحظة تفرض على الأجانب في أرضها ما تريد لا ما يريدون هم سواء كانت إرادتهم للخير أم للشر ,في لحظة تستطيع أن تقول فيها بصوت عال : المواطن الموريتاني أولا ! العامل الموريتاني أولا! الأمن الموريتاني أولا وأخيرا !!, فقد ذهب الزمن الذي يشغل فيه الأجانب مواقع حساسة تخصنا ..
لحظة بإمكان الأمة الموريتانية فيها أن تحدد علاقاتها دون عراب ودون وصي يأخذ رأيه قبل إصدار البيانات.. , فالكل يعرف موقف هذه الأمة من الصراع في الصحراء الغربية والذي طالما تميز بالحياد غير المفروض , فنحن نعرف أولوياتنا بعناية لأننا أمة راشدة بل من أقوى الأمم في المنطقة تماسكا ووعيا بالتشابكات الجيو ستراتيجية ,فما فعلناه في تعزية الأخوة الصحراوايين نفعله مع كل دولة شقيقة نعترف بها وتعترف بها الشرعية الدولية , وفوق ذلك فإن الفقيد مواطن بظاني وهو جزء من جسدنا الممتد فوق هذه الفضاءات الشاسعة .
وسواء كان للمغرب يد في إثارة ذلك "الغمز" أم لم تكن لها فإن المغاربة –قبل- غيرهم مطالبون بالوعي التام بأن من يشعل النار لا يمكنه بالضرورة إطفاؤها ومن يزرع الشوك لا يجني قطعا "الطماطم".., ولمن يفهم في مقولة : ((درهمك يرحمك)) نقول إن حاجة المغاربة إلينا أكثر بكثير من حاجتنا لهم فنحن سوق لمنتجاتهم وهم لا يقدمون لنا إلا ما يشاع من "تساهل" مؤسساتهم الأكاديمية مع طلبتنا.. ونحن نعرف أنهم فشلوا في بعض المغامرات السابقة يوم كانت موريتانيا أكثر ضعفا من الآن وسوف يفشلون أكثر في لحظة تاريخية لم تعد فيها موريتانيا ترحم من يعبث بقضاياها وخصوصياتها لو لم يستوعبوا الدرس ...
أما صحافتنا الوطنية فإنني أربأ بها عن "استلام" معلومات تمس خصوصية الأمة وأمنها سواء وجدت تلك المعلومات من مصادرها "الخاصة" أو تلك "العامة" وسواء كانت تلك الصحافة "منابر" موريتانية معروفة أو هي " معابر " لممارسات الغطرسة الدبلوماسية على الوطن العزيز , فمن يتخندق في مثل هذه اللحظات التاريخية في صفوف أعداء الوطن لا يمكن أن يكون وطنيا فالوطن حساس من الخيانة والوطنية لا تزحزحها "الدراهم".
سيداتي ولد سيد الخير
[email protected]