توفي ابنه المفضل، وتعقّد الحوار مع المعارضة، وتراجعت عائدات التعدين... وفي مواجهة الشدائد، بقي محمد ولد عبد العزيز صامتا.
عاصفة عاتية على المستوى السياسي والاقتصادي والشخصي تجحب عن ولد عبد العزيز رؤية واضحة لخططه المستقبلية.
وفي هذا النظام المشخصن إلى أبعد الحدود، لا يدل الصمت سوى على فوضى حقيقية.
كشف حادث السير الذي أودى بحياة أحمدو ولد عبد العزيز يوم 22 ديسمبر، أن الابن يحتل مكانة بارزة في استراتيجية هذا الأخير.
توفي خلال جولة لتوزيع مواد أساسية في إطار جمعيته: الرحمة. يمارس هذا النشاط الخيري في محاولة لمحو الأضرار الناجمة عن الفقر الذي لا يزال منتشرا في البلد.
وحسب شائعات لا يمكن التحقق منها فإن للجمعية ميزانية قدرها 8 مليارات أوقية وهي أعلى من ميزانية وكالة "التضامن"، الهيئة الرسمية لمكافحة الفقر وآثار الرق برئاسة الوزير السابق حمدي ولد محجوب.
وهكذا يغلق ملف احتمال واحد لخلافة الرئيس من خلال انتخاب ابنه دون انتهاك الدستور، الذي يمنعه من الولاية الثالثة في عام 2019.
فرنسا التي أثنت على فعالية حربه ضد الإرهاب على الرغم من بعض العثرات، لكن هل تقبل أن يعدل الدستور لصالحه.
موريتانيا ليست بوركينا فاسو، والشارع من غير الواضح ما إذا كان يعارض التعديل الدستوري.
لكن الرئيس وعد أنه لن يلمس القانون الأساسي.
فكيف يفعل مع المعارضة؟ حاول أولا من خلال وزيره الأول يحيى ولد حدمين فنُظم لقاء كبير في سبتمبر الماضي، ولكن غابت أحزاب المعارضة الرئيسية، ولا سيما في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة والتحالف من أجل التناوب السلمي.
ثم طلب رئيس وزرائه السابق، محمد ولد مولاي لغظف، استكشاف الخيار الثاني وإعادة الاتصال مع المعارضة من خلال المنتدى.
وقد نجح هذا الخيار في تحقيق انقسام داخل صف المعارضة فظهرت العديد من المواقف المتباينة من الحوار في صفوف الأحزاب المشكلة للمنتدى.
على الصعيد الاقتصادي تتجمع الغيوم المنذرة.
صحيح، أن رئيس الوزراء قدم أرقاما متفائلة عن الاقتصاد الموريتاني إلا أن ما يقرب من ثلث الميزانية يواجه خطر انهيار أسعار الحديد التي هي مصدره، كما تشهد البلاد مظاهرات ضد الغلاء.
الحكومة تمشى على البيض. لكنها في الوقت الراهن، ليست في خطر من الناحية المالية فقد استفادت من انخفاض أسعار النفط، والذي من شأنه أن يوفر نحو 120 مليار أوقية سنويا، كما أنه قد يمكن الشركة الوطنية للكهرباء من الاستغناء عن الدعم الحكومي المستمر منذ 20 عاما.
إلا أنها سوف تضطر إلى خفض القوى العاملة في العديد من الشركات العامة، على رأسها اسنيم، كما سيتراجع الدعم للمنتجات الزراعية.
إذن من الخطأ أن يتصور ولد عبد العزيز أن سنة 2019 بعيدة، ويمكن أن تحمل له انهيارا في المعارضة وارتفاعا في أسعار الحديد.
31 ديسمبر 2015، فر الشيخ ولد السالك، عضو في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، المحكوم بالإعدام بتهمة محاولة اغتيال الرئيس، من السجن متنكرا في زي امرأة منقبة.
هذا الفشل أذكى المخاوف من العودة إلى الوراء عندما لعبت القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بالأمن الموريتاني.
لكن السرعة التي تم بها إلقاء القبض عليه في غينيا 19 يناير، طمأن على الحرب على الإرهاب في موريتانيا لا يزال الأكثر فعالية في المنطقة.
فمنذ عام 2011، لم تستهدف أية عملية داخل موريتانيا.
ترجمة الصحراء