مع تزايد نسب الإصابة بأنواع السرطان عالمياً، يواصل العلماء إجراء الدراسات للبحث عن طرق للوقاية من الإصابة، عبر الاستعانة بالمأكولات الطبيعية، وبعضها أشياء يتناولها غالبية البشر بشكل معتاد.
يشتهر الموز باحتوائه على نسبة عالية من عدد من المعادن القادرة على تحسين الصحة الجسدية والنفسية، كما يعد وجبة مثالية لمساعدة الأطفال خلال مرحلة النمو، لكن ما علاقته بمرض السرطان؟
أثبتت كثير من الدراسات العلمية تعدد الفوائد الصحية لفاكهة الموز، ومن بينها تعزيز صحة القلب، وتحسين الهضم بفضل محتواه الغني بالألياف ومضادات الأكسدة، لكن دراسات جديدة لجامعة نيوكاسل وجدت أن الموز الأخضر تحديداً يدعم الوقاية من أنواع السرطان بالنسبة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة.
أجريت الدراسة على أكثر من 1000 شخص يعانون من "متلازمة لينش"، وحسب موقع Cancer.net، فإن الأشخاص المصابين بتلك المتلازمة لديهم مخاطر أعلى للإصابة بأنواع معينة من السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم الوراثي، وسرطانات المبيض والأمعاء والمعدة والرحم والبنكرياس، والتي تظهر عندما تبدأ الخلايا الطبيعية في التغير، والخروج عن نطاق السيطرة، وتشير التقديرات إلى أن شخصاً من بين كل 300 شخص حول العالم قد يكون حاملاً للتغير الجيني المرتبط بتلك المتلازمة.
وبيّنت نتائج الدراسة، أن الموز الأخضر قادر على حماية الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، وأن المداومة على تناوله لمدة عامين في المتوسط، قللت من الإصابة بالسرطان بالفعل. كان التأثير واضحاً بشكل خاص في سرطانات الجهاز الهضمي العلوي، بما في ذلك سرطان المريء والمعدة والبنكرياس والاثني عشر.
يحتوي الموز الأخضر على مادة النشا المقاوم، وهي المادة الموجودة أيضاً في الشوفان وبعض أنواع الحبوب، ومن شأن هذه المادة أن تقلّص من مجموعة السرطانات بما لا يقل عن 60 في المائة.
وأعرب المسؤول عن الدراسة، البروفيسور جون ماذرز، من جامعة نيوكاسل، عن سعادته بالنتائج التي تؤكد أن النشا المقاوم قادر على تقليص، أو تخفيف الإصابة بمجموعة من السرطانات، وأوضح أن الكمية الموصى بها من النشا المقاوم للوقاية من السرطان تعادل موزة واحدة يومياً، وينصح بتناولها قبل أن تصبح شديدة النضج، إذ يقاوم النشا الموجود في الموز التحلل، وعندما يصل إلى الأمعاء يمكنه تغيير نوع البكتيريا التي يعيش فيها.
ويضيف ماذرز: "نعتقد أن النشا المقاوم قد يقلل من تطور السرطان عن طريق تغيير التمثيل الغذائي البكتيري للأحماض الصفراوية، وتقليل أنواع من الأحماض الصفراوية التي يمكن أن تلحق الضرر بالحمض النووي، وبالتالي تسبب الإصابة بالسرطان". ورغم أن النتائج تعد جيدة، فإنها حسب ماذرز "تحتاج إلى مزيد من البحث".
بدوره، أعرب البروفيسور تيم بيشوب، من كلية الطب في ليدز، عن سعادته بالنتائج، واعتبرها "نتائج مثيرة، لكن يلزم إجراء مزيد من الأبحاث لتأكيدها".