كتب المبدع سيدى على ولد بلعمش على حسابه فى الفيسبوك معلقا على تصريح بيرام الأخير الذى هاجم فيه الدولة وشريحة البيظان واصفا النظام القائم بأنه شبيه بنظام لابارتايد الذى كان يحكم جنوب افريقيا حتى أواخر القرن الماضى .
وهذا نص ما كتبه ولد بلعمش :
لحراطين جزء أصيل من الشعب الموريتاني يسري عليه ما يسري على الجميع، يعانون من الفقر الذي يعانيه جل المجتمع، يعانون من عدم تساوي الفرص الذي تعاني منه كل شرائح المجتمع ، و يعانون من انعكاسات منظومة التقاليد المتخلفة التي تعاني منها جميع شرائح المجتمع ..
لكن لحراطين، ليسوا بهائم في حظائر البيظان كما يصورهم بيرام و كما يتمنى، ليظل يقتات على ملف أكاذيب استعبادهم. فأي إساءة إلى لحراطين أكبر من الصورة التي ينقل عنهم بيرام؟
لحراطين أرقى منك يا بيرام .. لحراطين أكبر منك شهادات.. لحراطين أكثر منك أصالة.. لحراطين أوفى منك لقضيتهم .. لحراطين أوفى منك لبلدهم .. لحراطين أجدر منك بالاحترام.. لحراطين أعز منك نفوسا و أقدر على الدفاع عن أنفسهم.. لحراطين أساتذة جامعيون و ضباط و قادة رأي و رجال أعمال . و لم يحظ أي سياسي في تاريخ البلد منذ نشأته حتى اليوم، بما حظي به مسعود ولد بلخير من إجماع وطني انصهرت فيه جميع الشرائح ، أيام ترشحه من الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية ، حين كانت أجهزة عزيز تمرغك في البهارات و تلقنك ما يجب أن تقوله لتصنع منك ندا له. و لن تكون ندا له مهما بلغت.
أفقر شريحة في موريتانيا اليوم هي شريحة البيظان .. أكثر شريحة تمارس ضدها العنصرية المفتوحة في موريتانيا اليوم هي شريحة البيظان، لكنهم لا يحملون لحراطين و لا لكور (و هي تسميات ليس من عادتي استعمالها) مسؤولية فقرهم و لا يحملونهم مسؤولية عنصرية مرتزقة ملفات التسول لدى منظمات حقوق الإنسان التي لا تستطيع الحديث عن غوانتنامو و أبو غريب و بلمارش..
و صحيح أن بيرام (مثل افلام) يطفح لسانه بالتعابير العنصرية في حق البيظان ، لكنه مخطئ من يعتقد أن بيرام عنصري : أولا لأن العنصرية ردة فعل لا يوجد في موريتانيا ما يمكن أن يبررها. ثانيا لأن بيرام من طينة صانعه (ولد عبد العزيز) ، لا يهمه على وجه الأرض أبيض و لا أسود و لا دكتاتوري و لا مطحون؛ لا يهم بيرام غير المال و لا يهمه قبح أو نبل أو شرعية طريقة الحصول عليه..
العبودية التي يشتكينا بيرام اليوم (بسبب جهله) لسادة مؤسسيها و مشرعيها ممن ما زالوا حتى اليوم يطلقون على الأسود تعبير "الآخر"، كانت تجتاح العالم أجمع و كانت موريتانيا أقلهم نصيبا منها و أرحمهم ممارسة فيها . و إذا كان رجال الدين في موريتانيا شرعوا العبودية أو سكتوا عنها ، فلم يسكتوا كغيرهم من منظري العالم ، عن الحد من البشاعات التي مورست بها في كل بقاع الأرض حتى من قبل الزنوج على أبناء جلدتهم . و لم يكن المعبد (بكسر الباء) يا برام، أبشع من المعبد (بالفتح) حين كان يبيع ابنه بوطأة قدمه من الملح.
و لا نريد الإساءة إلى دول الجوار ، لكنه ليس من حق بيرام أن يتكلم عن العبودية إذا كان لا يعرف أنها تمارس اليوم في هذه الدول بشكل أوسع و أبشع و أظهر للعيان ، عكس موريتانيا التي لا توجد فيها اليوم إلا مظاهر خجولة ، لا تخص أي شريحة و بسبب الفقر، لا بسبب التملك و لا الطغيان.
أنت يا بيرام من يحتقر لحراطين .. أنت من يزدريهم.. أنت من يتلاعب بعقولهم.. أنت من يعاملهم كناقصي عقول و إرادة .. أنت من يعيش على مأساتهم .. أنت من يتمنى أن يتم محق لحراطين و استعبادهم و تهميشهم لتزداد حظوظك في العيش على مأساتهم..
أنت آخر من يتمنى أن يحصل لحراطين على حقوقهم .. أنت أكبر من ستمس مصالحه إذا حلت مشكلة العبودية .. أنت أسوأ من يتكلم عن الحق .. أنت أسوأ من يؤتمن على الحقوق.