آلية تَحوُّل الأدوية المزورة... إلى سموم قاتلة..!!
في سنة 2012 اي قبل سبعة سنوات من الآن كتبت مقالا للتوعية،عن الأدوية المزورة وخطورتها و عن خطورة ضعف الرقابة على الأدوية ولقي ذلك المقال انتشار واسع على المواقع الالكترونية الوطنية، ولكن بدل ملاحقة المزورين وتقوية الرقابة، على الأدوية و عليهم..تمت ملاحقة كاتب المقال، الذي هو أنا، وتشديد الرقابة علي.. وذلك بسبب أن وزارة الصحة في تلك الفترة يسيطر عليها تحالف، خليط من ديناصورات الفساد و مصاصوا دماء المرضى.. و الآن و بعد وجود رغبة في الإصلاح أعيد كتابة المقال بتصرف بسيط و أجيب على الأسئلة المهمة التالية...
1- ماهو سبب فقدان الدواء لمفعوله..؟؟
2- كيف يتحول الدواء إلى سم قاتل.؟؟
3- كيف يؤثر الدواء المزور على جسم الإنسان و الأعضاء الحيوية مثل الكبد والكلية..؟؟
إن الأدوية منتهية الصلاحية،تسبب أمراض خطيرة مثل القصور الكلوي ..و تدمير خلايا الكبد.. و مختلف سرطانات الجسم، وغير ذلك من الأمراض الخطيرة و التي بدورها، تؤدي حتما إلى الموت الفوري او البطيء حسب، نوع الدواء السام و نوعية التسمم..
وقد شهدت العشرية الأخيرة عندنا في موريتانيا، انتشار واسع و زيادة كبيرة في شركات توريد الأدوية، و عدد الموردين مما تسبب في إشباع السوق من الأدوية من جميع دول العالم بما فيها الصين و الهند وإندونيسيا و بنجلاديش..و..و..و هناك مؤشرات و شواهد كثيرة على تزوير ونهاية صلاحية الكثير من هذه الادوية.. و من أهم تلك المؤشرات، انتشار عدة أمراض يمكننا نحن الأطباء ربط انتشارها الكبير و المفاجئ، بفساد الأدوية الكيميائية.. و من تلك الامراض، على سبيل المثال لا الحصر، السرطانات بمختلف أنواعها، التهاب الكبد وقصور الكلية.. فهذه الأمراض الثلاثة الكبيرة، أنتشرت في الآونة الأخيرة بشكل وبائي مما أضطر النظام السابق إلى بناء و تجهيز مستشفيات متخصصة في هذه الأمراض..كمستشفى السرطان.. و مستشفى الكبد.. وكذلك اقتناء اجهزة التصفية لجميع المستشفيات.
و إليكم الجواب على الأسئلة...
1- ماهو سبب فقدان الدواء لمفعوله..؟؟
من أسباب فقدان الدواء لمفعوله:
أ- انتهاء تاريخ صلاحيته..
ب- ظروف النقل و التخزين، بحيث يجب المحافظة على الدواء في مكان بارد وجاف، بعيدا عن أشعة الشمس و حرارتها.. وعند أي خلل بهذه الظروف سيؤدي إلى فقدان الدواء فعاليته ولو كان تاريخه جيدا...
2- كيف يتحول الدواء إلى سم قاتل.؟؟
عن طريق تفاعلات كيماوية وعضوية، تجري بشكل عفوي و عشوائي...
لأن الدواء عبارة عن مادة كيميائية فعالة ونشطة وعند انتهاء تاريخ أي دواء..أو تخزينه..او نقله في ظروف غير ملائمة، سوف تحدث فيه تفاعلات كيميائية، يتحول ذلك الدواء على إثر تلك التفاعلات إلى مواد سامة وخطيرة على جسم الإنسان قد تؤدي لقتله فورا.. وقد تقتله تلك السموم تدريجيا...
3- كيف يؤثر الدواء المزور على جسم الإنسان و الأعضاء الحيوية مثل الكبد والكلية..؟؟
أ- تفاقم المرض.. عند نقص أو اختفاء المادة الفعالة بسبب انتهاء تاريخ الصلاحية، تتفاقم الحالة المرضية، لأن الدواء أصبح لا تأثيرا إجابيا له على الجسم..
ب- التأثير على الكبد.. بما أن من وظائف الكبد الأساسية تفكيك السموم لحماية الجسم.. و بما أن جميع السموم تمر من خلالها.. فإن الكبد معرضة للالتهابات و الأورام وتحطيم الخلايا الكبدية، بدرجة أولى بسبب تعرضها لسموم الأدوية الفاسدة...
ج- التأثير على الكلية.. من المعروف أن المواد الفعالة و ومشتقاتها التي قد تكون سامة في حالة الأدوية المزورة، تتم تصفيتها عن طريق الكلية مما يجعلها معرضة القصور الكلوي بسبب تلك السموم التي تمر من خلالها...
ملاحظة: إن سيطرة المفسدين من ديناصورات و مصاصي دماء المرضى على وزارة الصحة في الفترات الماضية، كما أكرر دائما، كان وراء هذا الانتشار الكبير الأدوية المزورة مما أدى إلى الأنتشار الوبائي للسرطانات وأمراض الكبد و الكلى..و إن بناء مستشفى للسرطان..و مستشفى للكبد.. والتصفية.. بدون إجرى أي دراسة وبائية، لمعرفة سبب أنتشار هذه الأمراض، هو في حد ذاته أكبر غباء وأكبر سخافة ترتكبها تلك الجماعة الخبيثة.. فهم من غبائهم وقلت وطنيتهم، كمن يطارد الحجر و يترك الذي رماه..!!!
بقلم الدكتور محمد أممد