قال مسؤول في قصر الإليزيه، أمس الجمعة، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن الأوروبيين سيصرون على اشتراك خبراء دوليين في التحقيقات الخاصة بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وأضاف المسؤول أنه خلال محادثة استمرت خمس دقائق على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، نقل ماكرون رسائل «حازمة جدا» لولي عهد السعودية فيما يتعلق بمقتل خاشقجي، وضرورة إيجاد حل سياسي للوضع في اليمن.
هولندا توقف تصدير السلاح للرياض وأبوظبي والقاهرة… ونائب أمريكي: سنبحث ملفات الاغتيال وحرب اليمن وحصار قطر
ونشرت صحيفة «سعودي غازيت» على موقعها الإلكتروني فيديو للاجتماع يظهر فيه الزعيمان وهما يتحدثان بصوت خفيض، وقد قرب كل منهما رأسه من الآخر. وظهر في الفيديو ماكرون وهو ينظر مباشرة إلى عيني الأمير محمد بن سلمان، بينما كان الأمير يومئ ويبتسم أحيانا.
وفي الصوت المصاحب للفيديو كان من الممكن سماع الأمير محمد وهو يقول «لا تقلق»، في حين رد ماكرون قائلا «أنا قلق». وفي مقطع مصور لمدة دقيقة واحدة نشر على تويتر في وقت لاحق، قال ماكرون «أنت لا تستمع لي أبدا» ورد الأمير محمد بالقول «سأستمع بالطبع». وفي نهاية اللقاء أمكن سماع ماكرون يقول «أنا رجل يحترم كلمته».
وقال قصر الإليزيه إن الفيديو أظهر «نوعا من التناقض بين وجه محمد بن سلمان وهو يرسم ابتسامة مغلفة بالحرج، ووجه الرئيس الذي كان صارما إلى حد ما، وكان حريصا على نقل هذه الرسائل بأسلوب بالغ الحزم».
وقد تعرض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للتهميش خلال التقاط الصورة الجماعية الرسمية لزعماء العالم وكبار الشخصيات في قمة مجموعة العشرين في بوينس أيرس، أمس الجمعة، إذ كان موقعه في طرف المجموعة ووجد تجاهلا بعد التقاط الصورة.
وغادر ولي العهد، الذي يعتبر الحاكم الفعلي للسعودية، المنصة بسرعة دون أن يصافح أو يتحدث مع أي من الزعماء.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إنها ستكون حازمة عندما تتحدث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين في وقت لاحق (الجمعة) بشأن قتل الصحافي جمال خاشقجي والوضع في اليمن.
وقالت ماي لشبكة سكاي نيوز في مقابلة أمس الجمعة «سأتحدث مع ولي العهد السعودي، لكن العلاقة مع السعودية هي التي ستتيح لي الجلوس معه والحديث بحزم عن وجهات نظرنا في القضيتين».
وأضافت أنها ستبلغه بأن التحقيق في قتل خاشقجي يجب أن يكون كاملا ونزيها، وأن تتم محاسبة المسؤولين.
وفيما يتعلق باليمن قالت ماي إنها ستحث الأمير محمد على إيجاد حل سياسي.
وقالت «نعتقد أن الوقت حان، هناك فرصة لإيجاد حل للتوصل إلى حل سياسي، لأن هذه هي الطريقة التي نضمن بها مستقبلا ينعم بالأمن والسلام لشعب اليمن».
وقال النائب الديمقراطي الأمريكي آدم شيف، أمس الجمعة، إن هناك عددا من الأمور التي سيبحثها بصورة أعمق فيما يتعلق بالسعودية ودورها في عدد من الملفات الإقليمية. جاء ذلك في مقابلة لشيف، الرئيس المرتقب للجنة الاستخبارات في مجلس النواب، مع قناة «سي أن أن» المحلية.
ونقلت القناة عن شيف قوله «سنبحث بصورة أعمق في ملفات تحوم حول السعودية، بما فيها ما نعلمه عن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، والدور السعودي في الحرب اليمنية، والصراع مع قطر، وما حفز ذلك».
وأضاف «سنبحث أيضا في علاقة الرياض مع دول خليجية أخرى، إضافة إلى دور السعودية في عملية السلام، لتكون لدينا نظرة عامة على ما تقوم به السعودية لأن ذلك في النهاية سينعكس على الولايات المتحدة».
وعن تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية «CIA» حول ملف مقتل خاشقجي، قال شيف: «تم إطلاعي من قبل الـ CIA بصورة لم يتم إطلاع الكثير من أعضاء الكونغرس بها، باعتبار منصبي».
وأردف «لا يمكنني الخوض كثيرا بما اطلعت عليه، لكن يمكنني القول إن ما أثار غضب أعضاء الكونغرس، وأنا أشاركهم ذلك، هو تغيب رئيسة الـ CIA عن جلسة الاستماع».
وتابع قائلا: «أعتقد أن البيت الأبيض لا يرغب في ظهور جينا هاسبيل، رئيسة الوكالة أمام الكونغرس، لأن وظيفتها إطلاعنا على الحقيقة المباشرة، وعدم تجميل ذلك، وهذا أمر يبدو أن البيت الأبيض،لا يريده أن يحصل».
وفي السياق، قالت وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي الهولندية، سيغريد كاغ، إنه «لن تكون هناك صادرات أسلحة من هولندا إلى السعودية، ومصر، والإمارات العربية، ما لم يثبت أنها لن تستخدم في حرب اليمن».
جاء ذلك في معرض ردها، الجمعة، على أسئلة النواب في البرلمان الهولندي. وأضافت أن الحكومة الهولندية شددت شروطها على صادرات الأسلحة، وذلك لمنع استخدامها في حرب اليمن.
وأشارت إلى أن «النظام المقيد لتصدير الأسلحة المطبق على السعودية، تم توسيعه ليشمل مصر والإمارات».