شكل مشهد الزعيم و النائب البرلماني بيرام الداه اعبيد ،مصفّدا بالأغلال أثناء اقتياده في زيارة استشفائية لأحد المرافق الطبية، شكل هذا الظهور صدمة نفسية و استهتارا بمشاعر السواد الأعظم من الشعب الموريتاني لما كشف عنه من إرادة مفضوحة للإهانة و التمثيل ـ عن سبق إصرار و ترصد ـ بهذه الهامة الوطنية و النضالية الفارعة و ما ترمز إليه من سعي دؤوب لانتزاع الحقوق المسلوبة و تجـسيد القيم الإنسانية النبيلة. و فوق هذا و ذاك، أكّـدت هذه التمثيلية الهزلية الرخيصة عدم اكتراث النظام و أباطرته بكل ما يمتُّ لدولة القانون بصلة و ضربها عرض الحائط حتى بقواعد اللباقة و الأعراف و التقاليد. فلأول مرة، و على الرغم من زياراته المتعددة للمستشفيات في فترات سجنه الكثيرة السابقة، لم تلجأ السلطات قط إلى مثل هذا الأسلوب الخشن و المستفز إلا في هذه الظرفية التي يطبعها تمتع المعني بالحصانة البرلمانية، فضلا عن كونه يخضع لحبس تحكمي جائر، تتمثل فيه كافة أصناف الخرق و الاستهزاء غير المسبوقين بالنظم و القوانين المعمول بها. فبتصرفه هذا، مضاف إليه حملُ بعير من المؤشرات السلبية و الدامغة الأخرى، اثبت النظام الحاكم عداءه المستحكم لكل ما يرمز لقضية العدالة و المساواة في وطننا الغالي و لكل ما يمت لها بصلة من قريب أو من بعيد بتحامله ألا مبرر على أبرز أيقونة لقضية لحراطين العادلة.
بعث النظام، من خلال هذا التصرف الأحمق و المسيء لسمعة البلد، بعدة رسائل؛ منها ما هو مباشر و منها ما هو ضمني و منها ما هو مبطّن...
و للإجابة على كافة هذه الرسائل، يدعو الميثاق من اجل الحقوق السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية للحراطين ضمن موريتانيا الموحدة، العادلة و المتصالحة مع نفسها، إلى هبة وطنية جامعة لكافة القوى الحية و المؤمنة بمستقبل أفضل لبلدنا، عن طريق:
ـ توحيد الصفوف و نبذ الخلافات وصولا إلى فرض احترام القانون و صون أعراض الناس؛
ـ مباشرة التواصل و التنسيق و رأب الصدع بين كافة الأطراف المكونة للحراك المناهض لاستمرار دولة الاستعمار الداخلي؛
ـ وضع تصور سياسي جامع لدولة المستقبل التي تناسب مرحلة التطور التاريخي لبلدنا بحيث نـنتشلها من المخاطر الجمة المحدقة بها.
عـن
الميثاق من اجل الحقوق السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية للحراطين ضمن موريتانيا الموحدة، العادلة و المتصالحة مع نفسها.
الرئـــــــــــــــــــــــــيس:
محمد فال ولد هنضي