استحوذت قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي على اهتمام "القمة العالمية لحقوق الإنسان" التي بدأت أعمالها أمس الاثنين في باريس.
ويشارك في هذه القمة ممثلون عن حكومات وعن الأمم المتحدة وناشطون في مجال حقوق الإنسان من مختلف أنحاء العالم.
وفي كلمة أمام الحضور دعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه إلى حماية الذين يدافعون عن حقوق الإنسان في كل المجالات، وانتقدت استمرار لجوء بعض الدول للتعذيب وتبريرها ذلك ببعض الضرورات.
من جهتها، قالت مديرة مكتب منظمة هيومن رايتس ووتش في فرنسا بينديكت جينرود إن اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي ليس عملا معزولا إنما "يندرج ضمن حملة قمع واستهتار بحقوق الإنسان في السعودية".
وأضافت أن قضية خاشقجي تعيد إلى الواجهة مسألة الخروق الواسعة التي تقترفها السعودية، وأن الوجه الحقيقي للسعودية قد ظهر الآن بعدم اكتراثها بالحقوق الإنسانية.
كما دعا لوران آلدينهوف -من منظمة فرونت لاين ديفندر- الحكومات إلى الضغط على السعودية بشأن قضية خاشقجي، وإلى حملها كذلك على وقف الحرب في اليمن.
وشهد العام الماضي وحده -وفق العفو الدولية- اغتيال ما لا يقل عن 312 من المدافعين عن حقوق الإنسان، ويمثل هذا العدد ضعف من اغتيلوا من المدافعين في عام 2015، وقد ظل الجناة بمنأى كامل تقريبا عن المحاسبة والعقاب.
والمنظمات التي تتولى تنظيم "القمة العالمية للمدافعين عن حقوق الإنسان" هي منظمة العفو الدولية وجمعية حقوق المرأة في التنمية والفدرالية الدولية للمدافعين عن حقوق الإنسان ومنظمة "مدافعون على الخط الأمامي" ومنظمة الخدمة الدولية لحقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب وآلية حماية المدافعين في الاتحاد الأوروبي ومنظمة "مراسلون بلا حدود".
وكانت القمة العالمية الأولى للمدافعين عن حقوق الإنسان قد عقدت في قصر شايو بباريس قبل عشرين عاما، وفي العام نفسه اعتمدت الحكومات ما أصبح يعرف باسم "إعلان حماية المدافعين عن حقوق الإنسان" من أجل الإقرار بالدور الرئيسي الذي يلعبه المدافعون عن حقوق الإنسان في المجتمع، وفي ذلك الإعلان تعهدت الدول بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان أيا كانوا وأينما كانوا.
المصدر : الجزيرة