ألقى المثقف الموريتاني الكبير الدكتور بدي ولد أبنو مساء أمس الأربعاء محاضرة حول كتابه الجديد "التكفير والتفكير"، وهي المحاضرة التي تطرقت، وبآلية تشريحية وتحليلية غير تقليدية، إلى تحليل ظاهرة "التكفير العنيف" وسبل وسبب شيوعه كممارسة وتفوقه "إعلاميا" على غيره من الكوارث التي تسبب أضرارا بالغة للبشرية مثل حوادث السير، وحصاد الأمراض المختلفة والحروب.
وقال ولد أبنو إن "تسليع العنف التفكيري" من طرف وسائل الإعلام ساهم في انتشاره واحتلاله حيزا كبير في وسائل الإعلام خدمة لأغراض من بينها "تجارة الإعلانات" التي تهتم بالأخبار المثيرة.
وأشار ولد أبنو إلى البيئة والآلية العقلية التي تنتج ظاهرة التكفير باعتباره ممارسة إلغائية لكل خطاب مغاير لذات الممارسة.
وشهدت الندوة تدخلات لعدد من المثقفين والأدباء، تطرقت هي الأخرى لهذه الظاهرة، وأشادت بمستوى الطرح غير النمطي الذي قدمه المحاضر كخطاب وفكر يتجاوزان ثنائية التفكير التقليدي والتفكير التغريبي لدى كثري من المثقفين العرب والمسلمين.
وجرت المحاضرة، التي نظمتها "كتلة الإصلاح الأدبي"، بمقر بيت الشعر في نواكشوط، وسط حضور عشرات الشعراء.