يتابع فلكيون مذنباً "غريباً" باحثين عن دلائل تكنولوجيا تنتمي الى عوالم أخرى. وكان الكويكب ذو الشكل الشبيه بالسيجار، الذي سماه مكتشفوه "اومواموا"، مر بالأرض في نوفمبر الماضي وهو أول جرم "بين نجمي" يُرصد في المنظومة الشمسية من خارجها.
وسيواصل فريق من العلماء الباحثين عن حياة في كواكب أخرى بقيادة الملياردير الروسي يوري ميلنر، دراسة المذنب خلال الايام المقبلة قبل ان يخرج عن مدى تلسكوبات الأرض.
ويقول العلماء انهم يبحثون عن اشارات راديوية ذاهبين الى ان الزائر الغامض قد يكون سفينة فضائية من عوالم أخرى.
ويستخدم مشروع البحث عن حياة في الفضاء الخارجي تلسكوب غرين بانك بولاية ويست فرجينيا الاميركية حين يبدأ رصد المذنب في الساعة الثامنة مساء بتوقيت غرينيتش يوم الأربعاء.
وتحتاج أجهزة التلكسوب الحساسة الى اقل من دقيقة لالتقاط اشارات خافتة مثل الموجات الراديوية المنبعثة من هاتف ذكي ، بحسب مجلة اتلانتيك.
البحث عن اشارات قادمة من كواكب اخرى
وكان ميلنر اطلق مع الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكنغ مبادرة باسم "اختراق الاستماع" خُصص لها 100 مليون دولار للبحث عن اشارات قادمة من كواكب اخرى. وتسلم ميلنر قبل ايام رسالة بالبريد الالكتروني تبلغه بالجرم الغريب من احد العلماء العاملين في المشروع.
وقال البروفيسور آفي لويب رئيس قسم علم الفلك في جامعة هارفرد واحد مستشاري ميلنر انه كلما درس هذا الجرم "يبدو أكثر غرابة بحيث يجعلني اتساءل إن كان مسباراً اصطناعياً ارسلته حضارة غريبة".
ولاحظ البروفيسور لويب ان شكل المذنب المستطيل شكل غريب بالنسبة لصخرة فضائية ولكنه الشكل الأمثل لسفينة فضائية تحلق بين المنظومات النجمية.
السيجار.. الشكل الأرجح لسفينة فضائية
وكان باحثون يعملون في هذا المجال اعتبروا ان شكل السيجار أو الابرة هو الشكل الأرجح لسفينة فضائية تحلق بين النجوم لأن هذا يقلل الاحتكاك والضرر الناجم عن الغاز والغبار الموجودين بين النجوم.
واعلن الباحثون ان احتمال ان يكون أصل الجرم طبيعياً هو الأرجح ولكن ليس هناك اتفاق على ما قد يكون هذا الأصل وان مشروع "اختراق الاستماع" في موقع يتيح استكشاف امكانية ان يكون المذنب "اومواموا" مركبة مصنوعة.
ويبعد الجسم الغريب الآن عن الأرض ضعف المسافة بيننا وبين الشمس ولكن حتى من هذه المسافة يستطيع التلسكوب غرين بانك ان يلتقط أضعف الاشارات. ويريد ميلنر وفريقه دراسة الجسم قبل ان يخرج عن مدى التلسكوب.
وسيمر الجسم بكوكب المشتري في العام المقبل ويمضي بعيداً عن بلوتو بحلول عشرينات القرن.
وقال ميلنر لمجلة اتلانتيك ان العلماء سيعرفون المزيد عن هذا الجسم بصرف النظر عما إذا كان طبيعياً أو مصنوعاً.
وكان المذنب "اومواموا" المعروف ايضا باسم C/2017 UI حيَّر العلماء حين مر بالأرض أول مرة بسرعة خاطفة في نوفمبر/تشرين الثاني.
ورصده اول مرة تلكسوب في هاواي في 18 اكتوبر ورُصد 34 مرة اخرى في الاسبوع التالي.
ويبتعد المذنب عن الأرض والشمس في طريقه لمغادرة المنظومة الشمسية.
يبلغ طول المذنب نحو 400 متر ويزيد طوله نحو عشر مرات على عرضه ومن منها تشبيهه بالسيجار أو الابرة. وهذه النسبة أكبر من أبعاد أي كويكب أو مذنب رُصد في منظومتنا الشمسية حتى الآن.
لمطالعة الأصل إضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــا