تشهد الساحة السياسية الليبية تطورات خطيرة ستكون لها أصداء مدوية في مستقبل قريب خاصة بعدما خاض غمارها عبدالباسط اقطيط رجل الأعمال الليبي المدعوم داخليا وخارجيا بكل الآليات المتوفرة بما فيها اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة التي ترى في شخصية اقطيط كافة المؤهلات التي يجعله رجلا مفضلا للإمساك بزمام القوة في ليبيا.
وفي هذا السياق أفاد مسؤول استخباراتي ليبي موثوق به أن إقطيط الذي استقر مؤخرا في جزيرة الجربة التونسية هادفا بذلك تمهيد الأرضية الملائمة لدخوله إلى ليبيا عبر هذه المنطقة. واقطيط هذا يتمتع بصلات قوية مع اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة وينوي بدء تحركاته ونشاطاته في ليبيا بدعم وحماية من الحكومة الأمريكية ودول اوروبية.
وكان في أواسط شهر سبتمبر الماضي أن أعلن اقطيط عن قصده لدخول ليبيا فدعا أتباعه وداعميه ليحشدوا لمظاهرة كبيرة يوم الاثنين 25 سبتمبر في ساحة الشهداء بطرابلس هادفين تحرير المدينة من قبضة المجموعات المسلحة الأخرى ولكن خطته التي كانت مناهضة لرئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج وقائد "الجيش الوطني الليبي" خليفة حفتر، لم تكلل بنجاح.
وقال المسؤول المشار اليه معللا فشل الدعوة الاقطيطية إن المجموعات الإسلامية الليبية المتطرفة وبتنسيق من رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، اتفقت مع اقطيط لدعمه ومساندته في الوصول إلى قمة القوة ولكن المظاهرة التي خطط لها الرجل باءت بالفشل بسبب عدم إقبال جماهيري عليها.
يرى محللون أن اقطيط هو الرجل المفضل الذي يحاول الأمريكان إيصاله إلى سدة الحكم في ليبيا وزوجته سارة برونفمان بنت الملياردير السناتور الكندي الأمريكي وأحد أهم أركان الصهيونية في العالم والرئيس السابق للمؤتمر اليهودي العالمي في نيويورك.
وهناك تقارير تفيد بأن اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة كلف الإمارات مهمة حشد الدعم العربي لاقطيط وهناك أنباء عن رغبة القاهرة في دعم الإمارات لأداء المهمة بشروط لم تعلن لحد الآن.
وعليه يبدو أن الغرب أدرك حقيقة أن حكومة السراج ليس بإمكانها أن تحقق نواياه في ليبيا فأخذ يبحث عن عميل جديد سيدخله في الساحة السياسية الليبية. وبما أن هناك علاقات وثيقة تربط اقطيط باليهود الأمريكيين فهذه ستضمن له الدعم الإسرائيلي وسوف تمارس إسرائيل الضغط على ايطاليا وفرنسا للحصول على دعم حكوماتهما للمشروع الجديد الذي يتمثل في تعيين رجل الغرب المفضل رئيسا لحكومة ليبيا الآتية.