وقد وجدوا فيه الاسلام المعاملات لا الاسلام النصوص (القراءة الخاطئة ) والخطب , فوقروه و احترموه و خضعوا له.
وقف عليه العسكري الأوروبي ( الرومي ) نائما تحت شجرة خارج المدينة من دون حراس فاكتفي بالمشهد و دار الي الخلف و هو يردد "عدلت فأمنت فنمت " واسرع راجعا لأهل أوروبا ومعه رسالة و أن لا قبل لهم بالخليفة عمر لأنه رجل قوي لا يهزم و لا يخاف , وكل دول المنطقة تحت سيطرته , دول مجلس التعاون , مصر, سوريا , العراق , اليمن ، تركيا. كل الدول حديث الساعة اليوم كانت تحت سيطرة الخليفة عمر بن الخطاب و لم يعرف أهلها لا حصارا و لا دمارا و لا مشردين و لا لاجئين بل عاش الناس في رفاه و تقارب و تعايش و استقرار.
مخاطبا أحد ولاته : " متي استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " يا عمرو بن العاص(حاكم مصر ) لما تقرأ كتابي هذا فاحضر الي انت و ابنك و ليحضر الرجل القبطي و ابنه ليقتص له , نموذج من الإسلام المعاملات لا الاسلام الخطب "عدالة الخليفة عمر"
يقرر أهل القدس تسليم مفاتيحها دون قتال لرجل عندهم مواصفاته , فيدخل الخليفة عمر وقد جاء دوره وهو يقود الجمل و الخادم علي ظهره , فيتسلم القدس , وماذا عمل ؟ هل هدم الكنائس و الصومعات ؟ هل أباد المسيحيين و اليهود؟
كان بإمكانه فعل ذلك لأنه يمتلك القوة و السيطرة وهزم الروم و الفرس و سيطر علي المنطقة و لكن و رغم كل ذلك و رغم اتساع دولته ( دول مجلس التعاون و مصر و سوريا و العراق و اليمن و تركيا و شمال افريقيا و جزء من فرنسا و اسبانيا ) , رغم كل ذلك فقد ظل الخليفة عمر بن الخطاب متمسكا بتعاليم المصطفى صلي الله عليه و سلم وقواعد القتال ( عدم المساس بالكنائس و دور العبادة و الشيخ المسن و الجريح و الأسير والأطفال و النساء و عدم قطع الأشجار المثمرة و حرق الحرث.. ..)
فلولا الخليفة عمررضي الله عنه لما وجد مسيحيون الان و لا كنائس في فلسطين و لبنان و مصر (و ليس هذا منا من العالم الإسلامي , لكنه واقع و تاريخ وجب من وقت لآخر التذكير به ) , حتي لا ينخدع الأقباط او غيرهم و يتقولون علي الإسلام و المسلمين الأقاويل و أنه دين قتل و دمار وتشريد و إقصاء للآخر.
في عهد عمر دخل المسلمون الأهرامات و بابل و تدمر و البتراء و غيرها من البلاد و لم ينشغلوا بالآثار و التماثيل التي وجدوا أمامهم و لم ينزعجوا من وجودها و لذلك ظلت موجودة ليجعل منها هؤلاء قضية، قوم آخرون لم يتضح بعد من اين قدموا ولا من وراءهم ولا مضمون الرسالة التي يريدون إيصالها للعالم " هل هي الحمية و الغيرة علي الدين " ان كانت كذلك فهل هم أكثر غيرة علي الدين من الخليفة عمر الذي أبقي علي الكنائس و أهلها من مسيحيين و يهود و أبقي علي الأهرامات وما بداخلها و أبقي علي غيرها من الآثار و التماثيل ليس حبا لها انما كتاريخ انساني و عبرلمن يعتبر .
" لكم دينكم و لي ديني " و تدفعون ضريبة رمزية ( جزية ) مقابل عيشكم مكرمين معززين في ظل دولة الإسلام دولة القانون دولة الدفاع عن الكل و عن الأقليات و احترام الديانات, هكذا كان الخليفة عمر و من حذا حذوه من رجال الإسلام المعاملات لا الإسلام النصوص( ذات التأويل و القراآت الخاطئة ) , اسلام الخطب غير الممارسة علي ارض الواقع .
نموذج آخر لأحد ولاة الخليفة عمر، طلب الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أهل حمص لائحة بأسماء الفقراء و المساكين ليصرف لهم حقهم من بيت مال المسلمين , ففوجئ بوجود اسم سعيد بن عامر وهو ( حاكم حمص ) بين أسماء الفقراء , فسألهم عن سبب فقر حاكمهم فقالوا : لأنه ينفق جميع راتبه على الفقراء و المساكين و يقول (ماذا أفعل وقد أصبحت مسئولا عنهم أمام الله تعالى) , فسألهم الخليفة هل تعيبون عليه شيئا ؟ فأجابوه : نعيب عليه ثلاثا,لا يخرج إلينا إلا وقت الضحى و لا نراه ليلا أبداً و يحتجب علينا يوما في الأسبوع , فاستدعى الخليفة عمر حاكمه وسأله عن ذلك فأجابه : لا أخرج إلا وقت الضحى , لأني لا أخرج إلا بعد أن أفرغ من حاجة أهلي و خدمتهم فأنا لا خادم لي و امرأتي مريضة , وأما احتجابي ليلا فقد جعلت النهار لقضاء حوائجهم و الليل جعلته لعبادة ربي , وأما احتجابي يوما في الأسبوع فلأني أغسل فيه ثوبي و أنتظره ليجف اذ لا أملك ثوبا غيره , فبكى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه.
ما أحوج الأمة للخليفة عمر و ولاته رضي الله عنهم ... العدالة و الأمن توأمان ... الامن ليس في السلاح و كاميرات المراقبة و أجهزة التصنت ... الأمن في " العدالة و ترسيخها بين الناس " ... من رسائل الحاكم العربي الذي خافه الغرب و وقروه " الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه " .