التعبير عن الآراء والمواقف قد يصنف على أساس أنه من الحريات الفردية التي لا ينبغي أن يضن بها على أحد؛ خاصة إذا تناولها في حدودها الطبيعية؛ التي لا تنال من حرية الآخر و لا تظلمه بوصف ولا تجني عليه بتوصيف.
لقد قرأت مقالين أحدهما يمتدح "الوزير الأول" والآخر يرفض ذلك، تحرك منه الساكن لما رأى من المادح مدحا وثناء وذكرا وإشادة وتعديد أشياء يرى أنها حق واقع في المذكور ولا يعاب ذاكره.
الذي يعاب على صاحب المقال المعنون ب " أي نجاح حققه ولد حدمين؟؟" أنه تقال واستنقص مقال المادح محل النقد عنده ولم يتجاوز هو ذلك، فكان كل من الإثنين آت بقصاصة لا تسمى مقالا إلا في حالات التشجيع والمبالغة والتفاؤل..
ورغم أن صاحب المقال الناقد والرافض للمدح ركز في بداية كلامه على ورود الأخطاء الإملائية فإنه هو نفسه لم ينجو منها بل أتى بقبيحها؛ مثل: *مقدموا* التي كتبها بهذه الطريقة بألف زائد؛ في خلط بين الإسم والفعل وهذا طبعا رأس الأخطاء الإملائية وذروة سنامها؛ إذ الكلمة جمع مذكر سالم حذفت نونه لزوما؛ لكن صاحبنا وكاتبنا منحه ألفا زائدة ظنا منه أو اعتقادا جزما أنه فعل وأن الواو واو جماعة!!؛ لا أطيل في هذا المقام فهذا المثال وحده يكفي للاستشهاد.
أنكر الرجل ما حدث من إنجازات؛ ذكرها المادح قبله فدفعه ذلك إلى تقديم صورة مأساوية عن الواقع فجحد كل ما هو منجز؛ فلم ير ما تم إنجازه في قطاع الصحة التي تحدث عنها جاحدا ناكرا والحال نفسه مع التعليم والحريات العامة والأمن والسكينة وغير ذلك، أعتقد أن تتبع كل جزئية للرد والتفصيل يحصل معه الملل لا محالة، ويفضي إلى اللهو المعاد الفاقد -تماما- لنكهة الإلهاء المريحة.
إن مما لا ينكره إلا جاحد؛ هو أن البنى التحتية في بلادنا شهدت طفرة كبيرة في فترة تسيير *الوزير الممدوح* المذموم من طرف صاحب المقال المذكور!!؟؛ لقطاع التجهيز و النقل و شهدت ذروة التشييد عندما قاد الحكومة إلى الآن، وشوارع انواكشوط وانواذيبو وحديث منشآتها الخدمية كلها شاهدة على ذلك.
قد يقول قائل أن هذا تم بفعل مقدرات الدولة ولا منة فيه على المواطنين ويمكن أن يحصل مثله وأكثر؛ وهذا صحيح لكنه لا يبرر الإنكار والجحود الذي ينتهجه من أراد ذلك؛ وكأن الناس فقدوا البصر أو أعياهم الانتظار حتى فقدوا الذاكرة!؛
ثم إن الشواهد من مستشفيات ومدارس وطرق ومنشآت أخرى ترد بقوة على قول هذا المنكر الرافض لما هو قائم بذاته وللاستئناس نذكر بعض الأمثلة ذكرا واستشهادا لا حصرا؛ ومن ذلك: -مستشفى انواذيبو -ومستشفى كيفة، ومدرسة الشامي النموذجية والمدارس الجمهورية المشيدة في التجمعات المستحدثة ك"بورات" مثلا، هذا بالإضافة إلى عشرات المشاريع المنجزة في القطاعات المختلفة؛
كل ذلك بالإضافة إلى التقدم الحاصل في القطاعات الخدمية، بنية وإجراء، وطبعا ننتظر المزيد وثقتنا كبيرة في حصوله مادام الطريق سالك والقوس بيد باريه.