يوما بعد يوم ينجلي الغبار السياسي وتتضح الرؤية الواقعية وتعرف الأحجام.
لقد ألف الوزير الأول منذ فترة ليست ببعيدة التحرك داخل البلاد؛ كلما اقتضت الحاجة ولزم التواصل، اتصالا واطلاعا أو تدشينا وتفقدا أو تحسيسا ومشاورة.
لقد تأكد للجميع أن الرجل يحظى بالتفاف شعبي كبير، حرم منه سابقوه، فاختار التوظيف الإيجابي لذلك؛ سبيلا إلى التلاقي الوطني حول كل ما من شأنه الاسهام في دفع عجلة التنمية -بما هو متاح- وصون المكتسبات والحفاظ على السكينة العامة.
إن تأكيد الوزير الأول؛ حرص رئيس الجمهورية على مواصلة المسيرة التنموية للارتقاء بالتجمعات التي عانت الفقر والتهميش لعقود إلى تجمعات تعيش الأمل وتتطلع عن قريب إلى ثورة تنموية مدعومة بإصلاحات دستورية تدعم المكتسبات وتفتح آفاق الاستشراف الإيجابي إلى غد أفضل، ومن خلال توفير شبكة طرق تشكل لبنة أساسية ودعامة الانطلاق نحو تحقيق المشاريع التنموية المشتركة؛ لم يأت اعتباطا ولا هو بمحض الصدف.
إن من أهم النقاط التي ركز عليها الوزير الأول تلك المتعلقة بإشاعة ثقافة المساواة ونبذ التفرقة وزرع الفتن والانقسام بين مكونات الشعب الواحد، ذلك الطريق الخبيث المظلم الذي دأب دعاة الفتن والشقاق على استمراء الدعوة إليه؛ يقينا منهم أن تجارتهم الكاسدة؛ لا أثر لها ولا بقاء إلا بالوج منه، ومخطئ حد الغباء والهنبقة من ظن يوما أن التفرقة والشقاق تأتي بثمار يحصدها كائن من كان!.
ولنا في دول الأشقاء والجوار الأمثلة والعبر ولنا في التاريخ الدروس والدرر، لقد تعلمنا من الزمن أن الحروب بين الشعوب لا تأت بخير، وأن وقود الفتن دوما؛ ذلك المواطن الضعيف المغلوب على أمره، الذي يصور له داع الفتن أنه الرابح الأول في ثورات الأوهام هذه، وحقيقة الأمر والأكيد فيها؛ الحاصل هو أن هذه الفتن تشتعل بدم ذلك المواطن البسيط المطحون وتسعر بجسمه وروحه، والنتيجة لا توجد ليحصدها غيره، أما هو فقد صار في خبر كان.