سألنى الكثيرون عن حقيقة ما يقال عن ظهور حالات حمى نزيفية فى العاصمة
بعد الكثير من التدقيق والتحرى أود إبداء الملاحظات التالية خدمة للحقيقة وسيرا فى حقل ألغام بين الترهيب والتطمين
ـ منذ أيام تداول البعض وثيقة منسوبة لوزارة الصحة السنغالية تؤكد أن 3 حالات من حمى "لكريمى دو كونغو" قادمة من موريتانيا تم تشخيصها مخبريا وعزلها ثم علاجها فى بعض مستشفيات دكارلتتجاوز مرحلة الخطر ودعت الوثيقة الى اليقظة واخذ الاحتياطات اللازمة عند الاشتباه فى أية حالات من هذا النوع
الوثيقة طبعا لايمكن لى نفيها أوإثباتها حسبي أن أقول إنها وصلتنى من عشرات الأشخاص مستنسخة غير ملونة ولاتحمل رأسية وزارة الصحة السنغالية ولا شعار جمهورية السنغال لكن طريقة صياغتها طبية محترمة وتليق يقينا بوزارة صحة تحترم نفسها ومواطنيها
إذن لا يمكننى خارج معطيات تلك الوثيقة تأكيد وجود حالات من الحمى النزيفية فى موريتانيا وأستغرب كيف عبرت الحدود على افتراض صحة الوثيقة السنغالية فإذا عجزت السلطات الموريتانية عن اكتشافها فلماذا تعجز أيضا السلطات السنغالية عن منعها من الوصول لدكار وعزلها فى مستشفى جهوي لحين انتهاء الفحوص التشخيصية
إن أحمق سلطات صحية فى العالم لايمكن أن تترك حمى وبائية تعبر حدودها كما أنه لايمكنها السماح لها بالوصول لعاصمتها ولأهم مستشفياتها على الإطلاق فهذه حمى وبائية وليست التهاب اللوزتين
هنا فى نواكشوط قدمت مريضة الى مركز القلب لاجراء فحوص دورية لمتابعة وضعيتها الصحية المرتبطة اصلا بالقلب والشرايين لكنها قدمت ومعها نزيف معدي داخلي حاد أثار انتباه الأطباء الذين سارعوا بعزلها وارسال عينة دم الى المختبر الجديد للتحرى عن الحميات ومسبباتها والموجود فى المركز الوطني لبحوث الصحة
المخبر أكد أن لاعلاقة للحالة بأية حمى نزيفية من أي نوع
وقد لاحظ الأطباء أنه لا أعراض لأية حمى نزيفية لدى السيدة التى توفيت لاحقا رحمها الله
ومعروف ان النزيف الداخلي قد يصيب المعدة والدماغ مثلا دون أن يكون لذلك بالضرورة علاقة بالحمى بل حتى أن بعض النزف الداخلية لاترافقها حميات من أي نوع
طبعا نشرت بعض المواقع خبر هذه السيادة بعناوين مثيرة للفزع لكنها عادت لتصحيح الخبر بعد التأكد من المعلومات التى وزعها المركز الوطني لأمراض القلب ووزارة الصحة والتى نفت جملة وتفصيلا حصول اية حالة حمى نزيفية فى العاصمة طبعا هناك من سيقول إن الوزارة والحكومة تتكتمان على اي معلومات بهذا الشأن عن نفسى لست معنيا بذلك ماشهدت إلا بماعلمت
وعلى مسؤوليتى أود طمأنة المواطنين بأنه باستثناء ما تضمنته الوثيقة السنغالية التى لم يتسن لى التأكد من صدقية نسبتها لوزارة الصحة السنغالية وحالة المريضة التى توفيت بمركز القلب إثر نزيف داخلي اشتبهت بعض المواقع فى أنه حمى نزيفية فإن البلاد حتى الآن لم تظهر فيها أية حالة حمى غامضة أونزيفية أووبائية وثقوا أنها إذا ظهرت لاقدر الله فسأقولها لكم مع شرح للإجراءات التى عليكم اتباعها للوقاية من الحميات النزيفية التى تبدو الظروف المناخية مساعدة على ظهورها وهناك عجز بنيوي عن مواجهتها على مستوى وزارة الصحة
ملاحظة / لا أستبعد أن أية حالة حمى نزيفية ظهرت فى السنغال سيقال إنها قادمة من موريتانيا وأن ضحاياها مواطنون موريتانيون حتى لوظهرت فى دكار وعلى مواطنين سنغاليين فذلك ما يقتضيه التغول الطبي السنغالي على موريتانيا والمنافسة الطبية بين البلدين على أشدها وهي غير شريفة طبعا مع أن السنغال تتفوق على موريتانيا من حيث جودة الأدوية وكفاءة المختبرات
نقلا عن صفحة الكاتب