دفعت حدود الأنوثة إلى أقصى الحدود، وتخطت كل القيود المفروضة على النفس، متحدية معايير الموضة آنذاك، والحياة الجنسية بكل معاييرها. هكذا سطعت نجومية الفنانة والممثلة والمغنية الأمريكية الألمانية مارلين ديتريش خلال فترة الثلاثينيات من القرن الماضي، والتي شكلت ملابسها دائماً جزءاً من أسطورة هوليوود.
وكانت ديتريش قد رُشحت للحصول على جائزة أوسكار، ووضعها المعهد الأمريكي السينمائي في المرتبة التاسعة بين أفضل مائة نجمة.
وبعد مرور خمسة وعشرين عاماً على وفاتها، يتم الاحتفال بحياتها وصورها في معرض جديد في معرض "بورتريه الوطني" في واشنطن. ويسلط المعرض باسم "مارلين ديتريش: دريسد فور ذي إيماج" الضوء على ميزات ديتريش والتي عرفت بقوتها وتمردها على المجتمع من خلال أشرطة الفيديو، والمقالات، والصور، ومقاطع من الأفلام التي اتخذت أدواراً فيها.
ويُذكر، أن ديتريش قامت بعروضها الأولية في مسارح العاصمة الألمانية برلين، من بينها "بيت التمثيل الكبير برلين" للمخرج ماكس راينهاردت. وبعد ذلك قامت ببعض الأدوار الثانوية في بعض الأفلام.
وبعدها غادرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمواصلة سيرتها الفنية. وعُرض أول فيلم لها في الولايات المتحدة في العام 1930 باسم "Morocco"، الذي ترشح لجائزة الأوسكار. وفي أحد المشاهد، ترتدي بدلة توكيسدو وقبعة، وتحمل سيجارة بيدها، وهي تغني.
ويقول كايت ليماي مصمم بدلة التوكسيدة لديتريش "في الثلاثينيات هذا الأمر كان بأهمية كبيرة." ورغم أن بقية النساء كن يرتدين ملابس الرجال في ذلك الوقت، ولكن ديتريش تمكنت من الوصول إلى جمهور مؤثر بشكل كبير.
وفي العام 1929، قامت ديتريش بأول دور رئيسي لها في فيلم :المرأة التي تحن للشخص الآخر" وفي العام ذاته، اتخذت دوراً رئيسياً في فيلم "الملاك الأزرق" الذي عُرض للمرة الأولى في العام 1930 في برلين. وتعددت أدوارها بين دور المغنية العاهرة في "مراكش"، ودور الجاسوسة، وشبيهة ماتا هاري في "× 27"، فضلاً عن دورها في "اكسبرس شانغهاي."
وكانت ديتريش تسافر عبر المحيط الأطلسي على باخرة متجهة إلى باريس، وهي ترتدي سروالاً أبيض اللون. وفي إحدى المرات، توجه إليها رئيس شرطة باريس محذراً إياها أنها إذا ارتدت سراويل في باريس، فسيُلقى القبض عليها. ولكن سلوك ديتريش لم يتراجع عن حدته، إذ اتخذت قرارها بارتداء بدلة، ومعطفاً للرجال، ونظارات شمسية خلال زياراتها المتكررة لباريس.
وكانت ديتريش تقدر الفردية والتسامح، وهما ميزتان تلاشتا بسرعة خلال مرحلة تولي أدولف هتلر للسلطة في الثلاثينيات، حيث أصبحت معارضة بارزة للنازية في بلدها الأم. وكانت أكثر من صورة ديناميكية، إذ وضعت شخصتها العامة إلى حد كبير في خدمة نشاطها السياسي المناهض للفاشية، وخصوصاً في أوروبا.
وعندما طلبت منها حكومة هتلر أن تمثل في الأفلام الدعائية في العام 1937، رفضت ديتريش، التي كانت تعيش في الولايات المتحدة منذ العام 1930، الخضوع لهذا الطلب. وبعد عامين، تخلت عن الجنسية الألمانية لتصبح أمريكية.
ويُذكر، أن ديتريش وُلدت في العام 1901، وتُوفيت في العام 1992.
تعرّف في معرض الصور أعلاه إلى ديتريش بصورها الأكثر جرأة: