آخر من أهانهم الرئيس عزيز هم ضباط الجيش و جنوده الذين أنزلهم لجمع القمامة في الشوارع، بعد أن مرغفيها قبلهم وجوه الوزراء و المدراء و السياسيين، فتباروا لا يلوي أحد منهم على أحد، يقمّون الشوارع ويكنسونها، في استعراض لا يهمّ منه إلا أخذ صورة سيلفي و نشرها على وسائل التواصل الإجتماعي، حتىيعرف الرئيس أنهم هنا.!
لا يحلّ مشكلة القمامة التي تملأ شوارع نواكشوط أن ينزل الضباط و كبار المسؤولين في مشهد استعراضي وهم يحملون المساحي و المكانس، ليوهموا المواطن أنهم يهتمون بنظافة مدينته.. و هم من لم ينظفوا غيرجيوبه.
ماذا ستفيد هذه التمثيليات التي لم تعد تغرّ عاقلا..؟؟..و هل سيتفرغ ولد عبد العزيز و عصبته من الجنرالات والمسؤولين لكناسة الشوارع و تنظيفها.؟!
رغم قناعتي أن شعار “الرجل المناسب في المكان المناسب” لا يمكنه أن يكون أصدق في حال منه في حالتفرغ ولد عبد العزيز و مسؤوليه لكنس القمامة، غير أنني أرفض الأشياء السطحية، غير الجادة، فمشكلةالقمامة تحتاج لحل حقيقي، يتعدى إطلاق بالونات تغرير و وهم، إلى اعتماد استراتيجية ناجعة، تستأصل شافةالمشكلة.
أمر ولد عبد العزيز المجموعة الحضرية بفسخ عقدها مع الشركة الفرنسية “بيزارنو” التي كانت تقوم بعملهاعلى وجه مقبول، مقابل ملياري أوقية، في حين ارتفعت الكلفة اليوم إلى ما يربو على تسعة مليارات أوقية، يتمتوزيعها على شركات و همية و “استخباراتية” لا تقوم بجهد يذكر.
و ربما يكون الأنجع أن يتم تعيين وزير للقمامة حتى يلتهمها كما يلتهم جائع شطيرة بيتزا.. و وزير للتصحركيما يلتهم الأحقاف و الكثبان الرملية.. و وزير للفساد حتى يتغدى بيحي ولد حدمين و يتعشى بالرئيس محمدولد عبد العزيز..
الحقيقة، أن استجداء النظافة من نظام لا علاقة له بالنظافة أصلاً ضربٌ في حديد بارد.. ففاقد الشيء لا يعطيه،و لا أرى أن ولد عبد العزيز يفتقد لشيء افتقاده للنظافة، حسيةً و معنويةً.
إذا كان الجيش جادا في تنظيف البلاد، فلينظفها أولا من ولد عبد العزيز و عصابته الفاشلة في غير سرقة المالالحرام.. لينظفوها من هذا النظام الذي أفسد البلاد و أهان العباد، و سيرون كيف سيصبح محيا العاصمة أنضرمن تفاحة.!
حنفي ولد دهاه
تقدمي