يجب منح الوقت الكافي للوساطة الكويتية الرامية إلى إعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية بين قطر و الدول العربية التي قطعت علاقاتها بها.
في حالة إخفاق هذه الوساطة – لا قدر الله – يجب أن تتحرك الدول العربية مجتمعةً– تحت مظلة جامعة الدول العربية – من أجل الوصول إلى الحلول المناسبة التي تراعي مصلحة الأمة العربية و ضمان أمن المنطقة و استقرارها، من جهة، و سيادة قطر على أراضيها، من جهة ثانية.
بعبارة أخرى، لا بد من مراعاة المرونة من قِبَل جميع الأطراف للوصول إلى الهدف المنشود. ليس من مصلحة قطر أن تخرج عن الإجماع العربي،وليس من مصلحة الدول العربية-في الوقت نفسِه- أن تدفع قطر إلى اللجوء إلى حلفائها الأجانب لسد الفراغ المترتب على المقاطعة العربية.
إننا أمام أزمة عربية حقيقية تتطلب المزيد من الحكمة و التبصر و الحرص على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الوطن العربي الممزق.
ما تتناوله بعض وسائل الإعلام من أن بعض الأطراف غير العربية عرضت المساعدة على قطر لحمايتها من أشقائها العرب! و لتموين أسواقها بالمواد الاستهلاكية، أمر يفرض على الدول العربية أن تتخذ التدابير اللازمة لحماية قطر من التدخل الأجنبي والمحافظة على مصالح مواطنيها وإبقائها (وهو الوضع الطبيعي) بين أفراد أسرتها الخليجية و تحت خيمتها العربية. و لن يتأتى ذلك إلا بحلول توافقية عربية.
لِننصُر قطر، ظالمةً أو مظلومةً...إذا كانت "ظالمة"، فينبغي لنا أن ننصحها و نقنعها بالتراجع عن بعض السياسات التي نرى فيها إضرارا بالأمن العربي و الدولي. و إذا كانت قطر "مظلومة"، فلنعمل على نصرتها من خلال إزالة ما قد يقع من سوء فهم لبعض سياساتها.
والله ولي التوفيق.