أمضى مهندس المعلوماتية الموريتاني محمدو ولد صلاحي 15 عاماً في معتقل غوانتانمو، وواجه تهم المحققين بالمشاركة في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 فيما تعرّض لتعذيب شديد. لكنّه فاجأ الجميع بإعلانه الصفح عن كلّ من ظلمه عقب إطلاق سراحه، بعدما عجزت السلطات الأميركية عن تأكيد تورّطه في عمليات إرهابية.
كتب ولد صلاحي مذكراته “يوميات غوانتانمو” ليخوض محاميه حرباً قضائية ضدّ الحكومة الأميركية استمرّت خمس سنوات قبل أن يُسمح له بإصدار المذكرات التي تصدّرت قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة الأميركية وشغلت الرأي العالمي.
ولد صلاحي الذي يفضّل عدم تذكّر ما تعرّض له من تعذيب، خصّ “العربي الجديد” بأوّل مقابلة صحافية له بعد إطلاق سراحه.
– اليوم، تقضي وقتك في التجوّل في العاصمة نواكشوط وتفقّد الشوارع التي شاهدتها للمرة الأخيرة في عام 2001، والتقاط الصور، والتفاعل مع متابعيك الأميركيين والعرب… هل تشعر في لحظات بعدم قدرتك على التصديق بأنّك حرّ بعد 15 عاماً؟
كنت دائماً متمسكاً ببراءتي وكنت أعرف أنّه لا بدّ من أن يأتي يوم تظهر فيه الحقيقة وأحصل على حريتي. جولاتي في العاصمة هي من أجل التذكّر والمقارنة بين حالها في عام 2001 وحالها اليوم. لقد أمضيت وقتاً كثيراً في التعرّف على المدينة، ففي الأسابيع الأولى كنت مضغوطاً ومشوشاً بسبب كثرة الأحداث التي وقعت في غيابي، وبسبب فرحة أهلي برجوعي. كانت مشاعري متضاربة. كانت فرحا وسعادة بالحدث، وكانت خوفا وكذلك حزنا على من رحلوا ولم أودّعهم.
– تجربتك في المعتقل كانت فريدة بظروفها وبما أظهرته من صبر وقوة. كيف يمكن لعزيمة الإنسان أن تنتصر على الظلم والتعذيب؟
عندما يكون الإنسان مؤمناً ببراءته ولديه اليقين التام بأنّ الحق سوف ينتصر في النهاية، فإنّ ذلك يقوّيه في وجه أحلك الظروف. بالتالي تقوى عزيمته وتنتصر على الظلم والتعذيب.
– بعد وصولك إلى موريتانيا، قلت: “أسامح كل من ظلمني و شعاري هو لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم”. هل يحتاج المرء إلى صفات استثنائية ليخرج من هذه التجربة متصالحاً مع نفسه ومع جلاديه على السواء؟
أظنّ أنّه ما دام الإنسان صادقاً في إيمانه بأنّ روح التسامح هي التي ينبغي أن تسود بين الناس، يعني ذلك أنّه ليس من المستساغ أن يسعى إلى أذية الناس حتى لو كانوا ممن ظلموه. ولا بدّ من أن نعطي أمثلة للناس بأنّ التسامح شيء مهم وإشاعته بين الناس أمر مطلوب.
– أنت السجين الوحيد بين سجناء غوانتانمو الذي سلمته بلاده إلى الإدارة الأميركية. هل حقّق الأميركيون معك في موريتانيا؟
صحيح، حكومة بلادي سلّمتني إلى الأميركيين، لكنّني أقول كما قال الشاعر: “بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنّوا عليّ كرام”. فالقيادة السياسية تتغير لكنّ الشعب لا يتغير. لا يمكن إلا أن أسامح، خصوصاً أنّ الموريتانيين دعموني كثيرا ووقفوا معي دائماً بدعواتهم وقلوبهم وجهودهم الطيبة التي تكللت بإطلاق سراحي.
– كيف أتى اعتقالك؟
اعتقلت في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2001 الذي كان يصادف ذكرى عيد الاستقلال الموريتاني، ونُقلت إلى سجن الاستخبارات حيث رحت أستمع إلى كلمات حفل عيد الاستقلال. السجن كان قريباً جداً من مقرّ الرئاسة. وفي التحقيق، اتهمتني الاستخبارات بأنّ لي علاقة مباشرة باعتداءات 11 سبتمبر، وبدأت سلسلة الاستجوابات حول العلاقة بتنظيم القاعدة وبحرب أفغانستان. مرضت بسبب كثرة الضغط عليّ، فطلب منّي طبيب السجن أن أتوقّف عن الصوم إذ كنّا في شهر رمضان ورفضت أن أفطر. أصرّ عليّ أن آكل حتى لا أفقد الوعي. وبعد أيام من التحقيق، أخبرني مدير الاستخبارات آنذاك بأنّهم سوف ينقلونني إلى الأردن. استغربت ذلك، وأجبته أنّ “لا علاقة لي بالأردن ولم أزره من قبل. وإذا أردتهم أن تسليمي لأيّ جهة والتخلص منّي، فسلّموني إلى أميركا”. قلتها تهكماً على قرارهم، فأخبرني حينها بأنّ أميركا هي التي طلبت تسليمي إلى الأردن. رُحّلت مباشرة إلى الأردن حيث أمضيت سبعة أشهر.
– كيف عشت تلك المرحلة؟ وهل تخللها تعذيب؟
كانت مرحلة صعبة وقاسية، وقد تعذبت إذ تعرّضت للضرب ثلاث مرات بالإضافة إلى الإهانات والتهديدات. كذلك أكّد المعتقلون الآخرون أنّهم تعرّضوا للضرب الشديد. وفي نهاية التحقيقات، كانت الخلاصة أنّ الأردنيين أكدوا للاستخبارات الأميركية أنّه ليس لديّ ما أفيدهم به، لأنّني لم أقم بأيّ شيء ولا تربطني أيّ علاقة بالقاعدة ولن يفيدهم اعتقالي. لكنّ الأميركيين كانوا مصرّين على مواصلة التحقيق معي ومع غيري من السجناء المظلومين بهدف ملء سجن غوانتانمو الذي كانوا يعدّونه. وأنا لا ألومهم على ذلك. للأسف، نحن في العالم العربي نلوم أميركا وننتقدها بينما الملام هو نحن وحكوماتنا التي تفرّط في أبنائها وتسلّمهم لمن يطلبهم. أنا بلادي سلّمتني لأميركا لتفعل بي ما تشاء.. فكيف ألوم الأميركيين؟
– وكانت رحلتك من الأردن إلى أفغانستان ثمّ غوانتانمو…
خرجت من الأردن في 20 يونيو/ حزيران من عام 2002. أخبروني أنّ التحقيق انتهى وأنّهم سوف يرسلونني إلى موريتانيا. وفي الطريق إلى المطار كنت مقيداً ومعصوب العينَين، فيما سدّوا أذنَي ووضعوا غطاءً على رأسي. كانت كلّ حواسي معطلة إلا الشمّ. وحين وصلنا، ميّزت رائحة الضابط الأميركي ولمحت شعراً أشقر على يدَيه حين مالت عصابة العينَين. وبدأ يشقّ ثيابي بالمقصّ من أجل الفحص وتغيير الملابس. عرفت أنّني لن أتّوجه إلى موريتانيا، وأنّ الاستخبارات الأميركية بدأت تتولى المهمة.
في سجن باغرام (في أفغانستان)، أمضيت خمسة أسابيع في تحقيقات مستمرة، وكنت أصرّ على أنّني بريء. ولأنّني لم أكن أجيد سوى اللغة الألمانية، فقد تولّى التحقيق معي عميل سي آي إيه (وكالة الاستخبارات المركزية) من أصل ياباني يجيد الألمانية. قال لي جملة ما زلت أذكرها: “هنا لا يوجد بريء من المتوقع أن يُطلَق سراحه. إمّا أن تكون متورطاً بالمساعدة والتحريض على هجمات 11 سبتمبر وإمّا أن تكون بريئاً. اقنع نفسك من الآن بأنّك مصاب بالسرطان، فأميركا منذ الآن هي سرطان لا يفارق الجسد وتهمة الإرهاب ملتصقة بك إلى ما لا نهاية”. وفي الرابع من أغسطس/ آب من عام 2001 غادرنا أفغانستان ووصلنا إلى غوانتانمو بعد 30 ساعة من الطيران.
– ماذا حدث في غوانتانمو؟
في المرحلة الأولى، لم يكن تعذيبا بالمعنى الحقيقي. وضعونا في غرف ضيّقة أشبه بصناديق، جدرانها من الحديد لا ترى منها شيئاً، لكنْ ثمّة ثقوب صغيرة فيها للتهوية. أمّا بوابتها فصغيرة، يدخلون منها عليّ. هذا يعني سجناً انفرادياً كئيباً من دون شمس ولا هواء متجدّد. لم نكن نتواصل كمعتقلين بين بعضنا بعضاً على الإطلاق. وبعد شهر من التحقيقات، نقلونا إلى زنزانات مسيّجة بلا جدران، يسميها المعتقلون “شبابيك الدجاج”. فيها، رحنا نتعرّض للشمس والرياح وتُنتهك خصوصياتنا بسبب هذا الفضاء المفتوح. لكنّنا كنا نتواصل مع بعضنا بعضاً بالنظرات والكلام حين يبتعد الحرّاس.
وفي إحدى ليالي يونيو/ حزيران من عام 2003، اختُطفت من بين الشباب في المعتقل ووُضعت في السجن السري في زنزانة لا يُمَيَّز فيها النهار من الليل، ورحت أتعرّض لأشدّ أنواع التعذيب والتجويع والإهانات. بقيت هناك حتى عام 2005، وقد عرفت في وقت لاحق أنّ هذا السجن يضمّ السجناء الخطرين. كانوا 15 سجيناً من أهمّ المعتقلين وأكثرهم عرضة للتعذيب، من بينهم خالد شيخ محمد ورمزي بن الشيبة.
هكذا كانت زنزانته في المعتقل (محمدو ولد صلاحي)
– كتبت في مذكراتك: “تمرّ الأيام طويلة وكئيبة خلف القضبان، وأكاد لا أشعر أنّ الزمن ينقضي.. أوقاتي هي مزيج من ظلام وألم مستمر.. أمّا عن التعذيب الذي كنت أتعرّض له فحدث ولا حرج”…
بعد عام 2003، كان التعذيب شديدا بالضرب والتجويع والاعتداء الجنسي والمنع من النوم. كان برنامج تعذيب كامل جاء من وزارة الدفاع ووقعه (وزير الدفاع الأميركي الأسبق دونالد) رامسفيلد، يقضي بتدمير إنسانية المعتقلين من دون ترك آثار جسدية عليهم. فقد أطلعني أحد المحققين عليه وتضمّن منع النوم 70 يوماً من خلال الضرب وصبّ الماء وتشغيل الموسيقى المزعجة بصوت عال والأضواء القوية المركّزة على العينَين، بالإضافة إلى الاعتداء الجنسي وتعاقب فرق التحقيق. ما إن ينتهي فريق ويعود بك الحرس إلى الزنزانة، حتى يطلبك فريق آخر.
استمرت هذه الحال من عام 2003 إلى نهاية عام 2005 حين بدأ التعذيب يتناقص تدريجياً. بعد عام 2005، توقّف التعذيب عندما وقّعت لهم على الاعتراف الذي يريدون، في حين استمرّ سوء المعاملة بالتهديد والوعيد. ولم يتوقّف ذلك حتى عام 2010 حين أمرهم قاضي المحكمة العسكرية بوقف إيذائي، إذ قال: لا تستطيعون الكلام مع هذا الشخص وممنوع التحقيق معه حول أيّ شيء”.
– كنتَ خائفاً من الاعتراف الكاذب، لكنّه كان منقذك الوحيد من التعذيب. فبعد عزلة واستجواب مستمرّ وحرمان من النوم وتعذيب وحشي، قلتَ للمحقق اكتب أيّ شيء وسوف أوقّع عليه. ماذا حدث بعد ذلك؟
نعم، اعترفت بالمشاركة والتحريض من كثرة التعذيب، وكتبت ذلك الاعتراف بخط يدي ووقعته. فخفّ التعذيب، لكن ليس بطريقة مباشرة لأنّ البيروقراطية تحكم المؤسسات الأميركية. على الأقل، أوقفوا التعذيب النفسي وتركوني أنام ومنحوني الأكل والشرب.
– في مذكراتك، كتبت كذلك: “كنت أحرم من الطعام لفترات طويلة ثم تُقدَّم لي فجأة كميات كبيرة منه بعد طول تجويع ويطلب مني الحراس التهام الأكل كله في ثلاث دقائق، إلا أنّ أحد الحراس كان يأتي ليسحب الصحن بعد 30 ثانية”…
كانت أوقاتا صعبة. بدأت أفقد وزني ولم تعد الملابس تستقرّ على جسدي الضعيف. وكانوا يصرّون عليّ لشرب لتر من الماء في كل ساعة. وحين سألت أحد الحرّاس، أجابني: “حتى لا تنام. فهذه أفضل طريقة لتبقى مستيقظاً. الماء منبّه طبيعي يجبرك على الذهاب إلى المرحاض مرات ومرات”.
– وحول ماذا كانت تدور التحقيقات معك؟
استمر التحقيق معي منذ اعتقالي في عام 2001 وكان يأتي على مراحل. في البداية اتّهموني بتحريض ودعم مهاجر جزائريّ اعتقل في بداية الألفية الثانية عند الحدود الأميركية الكندية بتهمة التخطيط لتنفيذ “مخطط الألفية”. وضغطوا عليّ بشتى الطرق للاعتراف بذلك، فيما كانوا يصرّون على أنني شجعت المهاجر الجزائري وأرسلته لتنفيذ هذه التفجيرات. لكن، بعدما عادوا إلى تحقيقات السلطات الكندية بخصوص القضية، عرفوا أنّ لا علاقة لي به.
بعدها كان التحقيق حول تفجيرات 11 سبتمبر. اتهموني بالمشاركة في اختيار منفذيها والتحريض على الجهاد، مستندين إلى مكالمة هاتفية تلقيتها حين كنت أعيش في كندا من ابن عمي المحفوظ ولد الوالد (مفتي القاعدة) أجراها من هاتف أسامة بن لادن. ظنّوا أنّ المكالمة كانت من بن لادن شخصياً. وبدأت الضغوطات، فاعترفت تحت تأثير تعذيب رهيب. على الرغم من ذلك استمرت التحقيقات بطريقة خفيفة، وأصبح المحققون يأتون فقط من أجل أداء واجبهم. لم يعد التحقيق مهماً بالنسبة إليهم، بل إنّ علاقة طيّبة ربطتني ببعضهم، فراحوا يقدّمون لي الشاي لأنّهم يعرفون أنّني أحبّه. وحين كنت أسألهم متى أخرج، يكذبون عليّ وأصدّقهم حتى أعيش على الأمل.
– أيّ فترات كانت أكثر صعوبة في المعتقل؟
على الرغم من أنّني اعتقلت في نهاية عام 2001 ونُقلت إلى غوانتانمو في أغسطس/ آب من عام 2002، إلا أنّني لم أعان من العذاب الذي عانيت منه إلا بعد يونيو/ حزيران 2003. وهذا يؤكد أنّه بعد غزو العراق ازدادت صعوبة أوضاع معتقلي غوانتانمو. أمّا بعد فوز (الرئيس الأميركي السابق باراك) أوباما ومغادرة (الرئيس الأسبق جورج دبليو) بوش، فقد تغيّرت المعاملة بعض الشيء، لكنّها ما لبثت أن عادت كما كانت لأنّ البيروقراطية الأميركية أقوى من أيّ رئيس. أوباما كان يحاول إغلاق غوانتانمو، لكنّ المؤسسات الحكومية والبيروقراطية المتحكمة كانت أقوى منه.
– هل كان يُسمَح لكم بسماع الأخبار في حينها؟
لم يُسمح لنا بمشاهدة التلفاز إلا بعد عام 2010 وقناتَين فقط هما التلفزيون السعودي والتلفزيون اليمني، لأنّ أكثر المعتقلين كانوا من هَذين البلدَين. بعد ذلك، كسرت شيفرة الجهاز وصرت أتابع قنوات أخرى. لكنّهم حين علموا بذلك، أعادوا الوضع إلى ما كان عليه.
– هل هذا يعني أنّكم لم تعلموا بغزو العراق وبإعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين إلا بعد 2010؟
كلا، نحن علمنا بذلك. سمعت من الحرّاس ومن بعض المعتقلين عنه، ومن خلال أسئلة المحققين كنّا نفهم ما حدث وإنّما ليس بالتفاصيل. كثيرة هي التفاصيل التي لم أستوعبها بعد.
بعض من تدخّل الرقابة الأميركية في نصّ مذكّراته (محمدو ولد صلاحي)
– حذفت الرقابة الأميركية مقاطع كثيرة من كتابك “مذكرات غوانتانمو” الذي تصدّر قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة الأميركية، لا سيّما وأنّه تضمّن وصفاً دقيقاً لأنواع التعذيب في المعتقل…
صحيح، وسوف أصدر نسخة كاملة قريباً جداً. لم تسمح لي السلطات بإخراج نسخة الكتاب الأصلية التي كتبتها على مدى سنوات، لكنّني استعدتها من الذاكرة وهي الآن تحت الطبع.
– ما هي فكرة كتابك الجديد “السعادة المحمولة”؟ هل كتبته في غوانتانمو أم بعد عودتك؟
كتبته في السجن، ولم يسمح لي كذلك بإخراجه معي. لذا أكتبه من جديد انطلاقاً ممّا تحفظه ذاكرتي. ثمّة اختلاف كبير بينه وبين “يوميات غوانتانمو” التي كانت عبارة عن تسجيل لوقائع ما عشته. المؤلف الجديد يتحدّث عن مفهوم السعادة وقيمة الأشياء في حياة الإنسان.
– ما هي أحلامك اليوم وما هي خططك للمستقبل على صعيد العمل وعلى صعيد العائلة؟
أحلم بأن يعمّ السلام موريتانيا والعالم العربي وبأن نتقبّل بعضنا بعضاً وبأن نكون مثل العالم الحرّ لنا قيمتنا وتقديرنا وحقوقنا الكاملة بغضّ النظر عن اللون والعرق والقبيلة. كذلك أحلم بأن يعمّ السلام والعدالة العالم كله.
أمّا بخصوص خططي للمستقبل، فأنا في صدد تأليف ثلاثة كتب، الأول بعنوان “اللغة الإنكليزية التعسة” وفيه أتحدّث عن كيفية تعلّمي هذه اللغة في السجن من دون معلم وكيف قرأت الأدب الإنكليزي. الثاني رواية بعنوان “أحمدو وصنكه” تحكي قصة خيالية عن حياة البدو والإبل، في حين أنّ الثالث الذي لم أختر له عنواناً بعد يحكي قصة شاب من أصول مغاربية عاش في ألمانيا ومعاناته من أزمة الهوية إذ هو ليس مقبولاً كإنسان عربي مغاربي وليس مقبولاً كألماني.
– إلى أين وصل مشروع الفيلم السينمائي حول يومياتك في غوانتانمو؟
السيناريو أصبح جاهزاً والشركة المنتجة تختار مخرجاً من بين عدد من المخرجين الكبار. وقد حصلت على دعوة لحضور التصوير الذي سوف يجري في ألمانيا وبريطانيا والمغرب، لكنّني لا أعرف إن كنت سوف ألبّي الدعوة لأنّني لم أحصل بعد على أوراقي الثبوتية. باختصار الحكومة الأميركية طلبت من حكومة موريتانيا عدم منحي تلك الأوراق.
نبذة
أبصر محمدو ولد صلاحي النور في 21 ديسمبر/ كانون الأول 1970 في روصو، جنوبي موريتانيا. درس في “المحظرة” (تعليم ديني)، وأكمل مراحل دراسته بتفوّق في مدارس حكومية. وفي عام 1988 حصل على منحة للدراسة في ألمانيا حيث حصل على شهادة ماجستير في هندسة المعلوماتية من جامعة دويسبورغ. عمل مهندساً لأعوام في شركات ألمانيّة قبل أن يهاجر إلى كندا لدراسة الهندسة الكهربائية. إلى جانب اللغة العربية، يتقن الألمانية والفرنسية والإنكليزية التي تعلمها من سجّانيه في غوانتانمو.
نواكشوط ــ خديجة الطيب