على هامش الجدل حول الاستفتاء المزمع تنظيمه شهر يوليو المقبل،بودي أن
أساهم بإثارة جملة من الأسئلة أرغب في مناقشتها بشكل هادئ قدر المستطاع
مع من شاء،ومن بين هذه الأسئلة:
-1- من يستطيع أن يقدم حجة مقبولة تمنع السلطة السياسية المخولة شعبيا
بمقتضى آخر انتخابات رئاسية وبرلمانية أن تقدم للشعب مقترحاتها الإصلاحية
عن طريق الاستفتاء العام المباشر؟،وهل يشكل امتناع البعض عن تقديم رؤيته
الإصلاحية خلال فرصة الحوار الوطني الشامل الأخير<فيتو> مقيد لكل
المبادرات الإصلاحية الوطنية؟
2-حين نرفض الاحتكام لرأي الشعب،فماذا نقدم كبرنامج؟، هل نعول على
تدبيج وتمويل هجائيات<الواتساب> المرسلة من وراء البحار؟، و الموجهة في
الحقيقة لأغلبية الشعب التي بمقتضى تفويضها يمارس الرئيس سلطته وتسير
الحكومة شؤون البلد؟،وهل يستطيع ممولو ومروجو هذه الهجائيات أن يقدموا
أنفسهم للشعب الموريتاني ليحكم على رؤاهم وتجربتهم؟ أم أنهم يعتقدون أن
الشعب الموريتاني يمكن أن ينجرف إلى أتون الفوضى المهلكة بعد أن وقاه
الله شر الانخداع ببريقها سنة 2011،ورفض تحطيم منجزاته من أجل
المجهول؟،أقول المجهول لأن الرافضة لدينا لم يقدموا يوما برنامجا
محددا،ولم يحددوا الشخص المقدم من طرفهم كبديل مستقبلي لقيادة البلد
الحالية،وظلوا في دائرة حشد الجماعات المختلفة فكريا وسياسيا،والتي تبرر
كل واحدة منها في دائرتها الخاصة اللقاء بالجماعات الأخرى بالضرورة
التكتيكية للتنسيق المرحلي وفق منطق<عدو العدو صديق>،لذلك لم تستطع هذه
الجماعات تجاوز منطق وأسلوب الهجاء المنبني على الرغبة في إزالة قيادة
البلد بطريقة استثنائية ترفض باستماتة الاحتكام إلى صناديق الاقتراع
وتدعو الشعب إلى مجاراتها في نهج تحطيم كل شيء وتكذيب ما تراه العين من
إنجازات وما يرتسم أمامها من آفاق.
3- انطلاقا مما سبق، وبغض النظر عن مضامين الاستفتاء، أعتقد أن أهم
سؤال سيجيب عنه هذا الاستفتاء : أيهما الأفضل،الحوار واستشارة الشعب في
حالة الخلاف أم تدشين فصل جديد من مشروع تفجير نسخة موريتانية- لا قدر
الله- من الفوضى المهلكة التي مزقت الشعوب وحطمت الدول من حولنا؟،لذلك لا
مجال للحياد في هذا الاستحقاق الوطني الحاسم.