نظمت حركة تحرير وانعتاق الحراطين "الحر" مساء أمس بدار الشباب القديمة حفل تخليد الذكرى 39 لتأسيسها، وقد حضرت الحفل قيادات الحركة و بعض قيادتها التاريخية ورؤساء وقادة بعض التشكيلات السياسية والحقوقية الوطنية، إضافة إلى جموع غفيرة من أطر ومناضلي ومناصري الحركة.
الحفل كان مناسبة ألقى خلالها رئيس الحركة السيد الساموري ولد بي كلمة أمام الحضور تطرق فيها لمجمل القضايا الوطنية الراهنة والتحديات التي تمر بها البلاد، بما في ذلك مسألتي الرق والحراطين اللتان تشكلان تهديدا حقيقيا للوحدة الوطنية داعيا الجميع إلى تحمل مسؤولياته حيال كافة القضايا والتحديات التي يواجهها البلد حفاظا على استقراراه وصونا لمكتسباته لأجل رقيه الاقتصادي والاجتماعي.
وقد تخللت الحفل وصلات فولكلورية والقاءات شعرية واسكتشات تلامس جوانب من المعاناة اليومية للمواطن الموريتاني و الحرطاني على وجه الخصوص، كما تمت قراءاة البيان التالي:
بيان صحفي
تعيش بلادنا اليوم حقبة استثنائية، تطبعها تحديات سياسية، اقتصادية و اجتماعية، حيث الاخفاق البين في حل الاشكالات الوطنية الكبرى والتخلف عن مسايرة التطورات الاقليمية والدولية ما يتطلب لتجاوزه مجهودا وطنيا مضاعفا و إرادة سياسية صادقة تأخذ ضمن أولوياتها، إعادة التأسيس بما تتضمنه من مراجعة لنمط التعايش ترسيخا لمفهوم المواطنة الحقة وصقلا للشخصية الموريتانية والحراطانية بالذات من أدران الهيمنة و الظلم والغبن المتأتية من الممارسات الاستعبادية السائدة بهدف تبوئ الحراطين ا المكانة اللائقة في الدولة والمجتمع.
و وعيا منها بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقها، حيال المساهمة في تشييد دولة وطنية قادرة على تلبية طموحات مكوناتها دون حيف أو تمييز، ما فتئت حركة الحر "تقوم منذ نشأتها بعمل وطني غير عنصري، ومناهض للاستعباد و التمييز و الشفوية.لإيمانها بضرورة تعزيز الوحدة الوطنية لدعم التقدم الاقتصادي والثقافي لبلدنا، وهي مقتنعة من آنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تحقيق هذه الأهداف الوطنية إلا بعد تحقيق مبدأ المساواة الفعلية لا النظرية بين العناصر المكونة للمجتمع الموريتاني".
غير أن هذا المشروع الوطني الجبار الهادف إلى تعزيز وحدة البلد و صون استقراره وازدهاره الاقتصادي والاجتماعي، سرعان ما اصطدم بهيمنة التحالف التقليدي القبلي الجهوي الاستعبادي ذو التوجه الرجعي الظلامي من مكونة البيظان، الرافض لتقبل الحراطين كشريك فعال لبناء مجتمع متناغم تتكافؤ فيه الفرص و ينعم فيه الجميع بالحرية و المساواة و بسبل العيش الكريم، كما اصطدم بواقع السلطة الرسمية التي جسدت وتجسد كافة التوجهات التمييزية العنصرية الشفونية لدولة البيظان التقليدية، في تعارض مشين مع القيم الانسانية و مع النظم والقوانين والأعراف، بل و مع التعاليم السمحة لديننا الاسلامي الحنيف.
لقد آن الأوان لدق ناقوس الخطر بهدف التنبيه على حجم الهوة و الفروق الشاسعة بين المكونات الوطنية، وبالذات ما يتعلق منها بمكونة الحراطين وما آلت إليه أوضاعهم بعد ما أضحت مضايقتهم اليومية في تحصيل لقمة عيشهم عملا اعتياديا، ولعل ما يعانيه الحمالة والباعة المتجولون وغيرهم كثير خير شاهد على ما نقول، ناهيك عن ما آل إليه مصير أبناء الحراطين جراء الاهمال الذي باتت تعانيه المدرسة العمومية و التي فقدت للأسف هيبتها ومكانتها العلمية بفعل تنامي التعليم الخصوصي والمدارس الأجنبية التي أضحت وجهة أبناء الميسورين والمتنفذين. إضافة إلى ارتفاع نسب التسرب المدرسي جراء الفاقة وصولا إلى الاقصاء الممنهج للذين يحالفهم الحظ في اجراء المسابقات المصممة أصلا على مقاس أبناء البيظان حصرا، كما عكس تقليص تواجد أطر الحراطين في التشكيلته الحكومته الحالية، نوايا و رؤية رئيس الدولة الحقيقة لكل ما يمت بصلة للجراطين ما أصبح جليا في التعيينات العنصرية الانتقائية الأسبوعية لمجلس الوزراء.
لقد بات من نافذة القول التأكيد على حرص الحراطين الدائم ـ و حرص القوى الوطنية وذوي الضمائر الحية المؤمنة بقيم الحرية والعدل والمساواة، على وضع حد للممارسات المخالفة ، بل المنتهكة بشكل صارخ للحقوق الأساسية للإنسان الموريتاني، وفي مقدمتها الحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للحراطين ولغيرهم من المغبونين و المحرومين والبؤساء من أبناء شعبنا ضحايا سياسات الاستعباد والاستبداد و القهر الغاشمة.
إن حركة تحرير وانعتاق الحراطين " الحر" وهي تحيي ذكرى تأسيسها التاسعة والثلاثين، لتؤكد على مايلي:
مواصلة النضال السلمي والحضري لغاية استئصال مختلف أشكال الرق ومخلفاته و إشاعة روح المساواة الفعلية لا النظرية بين الجميع.
دعوة الحراطين إلى مزيد من اليقظة ونبذ الخلافات والتفرقة و الوقوف في وجه كل المحاولات الساعية إلى إضعاف عزائهم و التشويش على نضالهم السلمي.
دعوة الرأي العام إلى تحمل كاملة مسؤولياته لمحاربة التوجهات الرجعية عموما، بما في ذلك التمييزية العنصرية الشفونية اتجاه مسألتي العبودية والحراطين.
تحث وتؤكد على بذل الغالي والنفيس لتعليم الأجيال الصاعدة في ظل شطط التعليم الحر و الاهمال المتعمد للمدرسة العمومية التي أضجت مجرد محجر لأبناء الحراطين.
عاشت حركة الحر
عاش النضال من أجل الحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الحراطين
عاشت موريتانيا كاملة السيادة حرة عادلة ومزدهرة
أنواكشوط 5 مارس 2017
اللجنة المركزية