لم تكن موريتانيا أو السنغال على جدول الدول المحتملة لإنتاج وتصدير الغاز الطبيعي حتى وقت قريب، وذلك حين أعلنت شركة kosmos الأميركية عن اكتشاف غاز في حقل guembeul الواقع في المنطقة البحرية بين الدولتين.
وسبق أن حققت الشركة اكتشافين صغيرين في نيسان وتشرين الثاني عام 2015، إلا أن هذا الاكتشاف الأخير رفع تقديرات احتياطي الغاز الطبيعي حالياً إلى نحو 4.5 تريليونات متر مكعب. هذا الاكتشاف ذو أهمية خاصة للسنغال، حيث حفرت أكثر من 140 بئراً في المنطقة البحرية منذ خمسينيات القرن الماضي، من دون تحقيق أي اكتشافات تذكر مقارنة بهذا الاكتشاف الجديد.
أما في موريتانيا، فكانت الحالة الوحيدة حين توصلت شركة woodside الاسترالية إلى مرحلة إنتاج النفط من حقل chinguetti في مطلع القرن الحالي، لكنها باعت حصتها من هذا الحقل بعد أن أجبرت على دفع مبلغ (100) مليون دولار أميركي «منحة مشروع» للسلطات الموريتانية الجديدة في عام 2006، إضافة إلى اتهامات تقدمت بها الشرطة الفدرالية الأسترالية بالفساد في عمليات الشركة في موريتانيا، وأدى كل ذلك إلى توقيف المشروع.
أعلنت شركة bp البريطانية في كانون الأول عام 2016 عن توقيع اتفاقيات مع شركة kosmos energys الأميركية، تحصل شركة bp بموجبها على 62 بالمئة مع أسهم الشركة الأميركية في مناطق استكشاف الحقول الغازية في موريتانيا و33.5 بالمئة من حصة الشركة القابضة العاملة في السنغال. وسيقوم شركة bp بتشغيل الحقول الموريتانية.
تقدر الشركة الاستثمارات التي سوف تنفقها في تطوير الحقول الغازية البحرية في شمالي غربي إفريقيا بنحو مليار دولار أميركي.
تبلغ مساحة المنطقة البحرية التي جرى الاتفاق على استكمال عمليات التنقيب والتطوير فيها 33 كيلو متراً مربعاً وتقدر شركة bp الاحتياطات في هذه المنطقة يمكن أن تبلغ 14 تريليون متر مكعب، إضافة إلى مليار برميل من النفط في المياه العميقة. ستكون هذه الاحتياطيات، في حال تحقق وجودها. كافية لتغذية بريطانيا بالغاز الطبيعي مدة 20 عاماً.
سوف تدفع شركة bp مبلغ 162 مليون دولار أميركي إلى شركة kosmos الأميركية عند إنجاز الاتفاقيات بينهما، والذي يتوقع أن يتم في الربع الأول من العام الحالي.
وقد عبر رئيس شركة bp بوب دادلي عن قناعته أن يؤدي الاتفاق بين الشركتين، وكذلك دعماً للحكومتين الموريتانية والسنغالية إلى إقامة مركز جديد في إفريقيا لإنتاج الغاز الطبيعي المسال LNG سوف ينقل الغاز المنتج من الحقول الغازية البحرية إلى منشأة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال القريبة من الشاطئ، التي يمكن توسيع استطاعتها مستقبلاً في حال أنتجت الحقول كميات كافية من الغاز.
سيؤدي نجاح هذا المشروع إلى تأمين حاجة بريطانيا من الغاز الطبيعي لمدة العديد من السنوات القادمة. سيكون سعر الغاز الذي سينقل بحراً بحاملات الغاز الطبيعي المسال أقل من سعر الغاز القطري، بسبب قرب الموقع من السوق المستهلكة.
سوف يستغرق الدخول الفعلي للغاز الموريتاني السنغالي «ويسمى مشروع غاز rortue» إلى السوق البريطانية فترة من الزمن، ربما لا تقل عن خمس سنوات. ويتوقع أن تكون له آثاره الإيجابية في اقتصاد موريتانيا والسنغال.
ومن المعروف أن البلدين يعانيان أوضاعاً مالية واقتصادية صعبة حالياً تؤثر في الوضع الاجتماعي، بسبب فقر الموارد وضعف التنمية. إذا توافرت إدارة واعية لموارد المشروع في البلدين، بعيداً عن الفساد، فسوف يحققان طفرة اقتصادية اجتماعية مهمة.
أما تأثيرات هذا الغاز الجديد على السوق العالمية، فربما على الأرجح أن يتأثر الغاز القطري سلبياً بسبب خروج بريطانيا كمستهلك لهذا الغاز، وربما ينافسه في أسواق غربي أوروبا إذا تحققت كميات إنتاج أكبر. أما الغاز الروسي الذي يزود دولاً أوروبية بحاجتها، فلن يتأثر على الأرجح بهذا الغاز الجديد.
الوطن الكويتية