اقتربت ساعة يوم القيامة، التي تمثل التهديد الراهن بفناء العالم من النهاية في منتصف الليل، ابتداء من اليوم الخميس بقرار من العلماء.
وكان لفيف من العلماء بادر الى استحداث الساعة والعد التنازلي ليوم نهاية العالم متأثرين بخبرتهم من العمل في مشروع مانهاتن لانتاج اول قنبلة ذرية أُلقيت على هيروشيما. وأراد العلماء إيجاد طريقة بسيطة يلفتون بها انظار العالم الى الخطر الذي يهدد الكرة الأرضية والبشرية بحرب نووية.
وكانت عقارب الساعة مضبوطة على ثلاث دقائق قبل أن تدق ساعة الدينونة في منتصف الليل. ولكن نشرة علماء الذرة قررت تقديم عقاربها دقيقة واحدة من منتصف الليل ابتداء من الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر بتوقيت غرينيتش يوم الخميس، 26 يناير، وهذا أقرب وقت الى يوم القيامة منذ عام 1953 عندما قررت الولايات المتحدة تحديث ترسانتها النووية باضافة القنبلة اليهدروجينية.
الآن لا تحسب ساعة يوم القيامة احتمال فناء العالم بحرب نووية فحسب، بل تقدر حجم مخاطر ناشئة أخرى ايضاً مثل التغيّر المناخي والتطورات التي تتحقق في التكنولوجيا الحياتية والذكاء الاصطناعي.
ولمحت نشرة علماء الذرة في نهاية العام الماضي الى ان العالم سيقترب في العام الجديد من قيام الساعة.
واضدر العلماء بياناً جاء فيه "ان التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا بمستويات تعيدنا الى اجواء الحرب الباردة وخطر التغيّر المناخي ومخاوف الانتشار النووي، بما في ذلك التجربة النووية الأخيرة التي اجرتها كوريا الشمالية، هي العوامل الرئيسية التي تؤثر في القرار بشـأن أي تعديل يُجرى على ساعة يوم القيامة".
ونشر العلماء قبل ايام مقالاً على موقع النشرة يحذر من "أن الارهاب الذي يستخدم موادَّ نووية أو مشعة يبقى من أكبر الأخطار التي تهدد البشرية والاستقرار في العالم".
كما حذر العلماء من تراشق بالأسلحة النووي نتيجة خطأ أو بطريق الصدفة بين الولايات المتحدة وروسيا، لافتين الى ان لدى الدولتين 800 رأس نووي في حالة تأهب جاهزة للاطلاق.
وتغيّرت عقارب ساعة يوم القيامة آخر مرة في عام 2015 عندما قدمها العلماء دقيقتين، بحيث تقرأ ثلاث دقائق قبل منتصف الليل. وكان ذلك رسالة بأن الأرض أقرب الى قيام الساعة من أي وقت مضى منذ الأيام الاولى لاختبار القنبلة الهيدروجينية وعام 1984 عندما بلغت العلاقات الاميركية السوفيتية ذروة من التوتر لم تُعرف منذ عقود.
وظلت عقارب الساعة بلا تغيير في عام 2016 بعدما كان يجري تقديمها أو تأخيرها في سنوات مختلفة من العقود الماضية، حسب درجة الأخطار التي تهدد العالم وتغيّرها. وأصدر مجلس ادارة نشرة علماء الذرة بياناً بعد قرارهم ابقاء الساعة دون تغيير في 2016 اعلن فيه ان ثلاث دقائق من منتصف الليل تبقى قريبة جداً جداً.
وأضاف البيان أن القرار بعدم تغيير الساعة "ليس نبأ ساراً، بل تعبير عن الاستياء لفشل زعماء العالم في تركيز جهودهم واهتمام العالم على الحد من الخطر الشديد الذي تمثله الأسلحة النووية والتغير المناخي".
ضُبطت ساعة يوم القيامة في البداية على سبع دقائق قبل منتصف الليل، وبلغ العالم أعلى درجات الأمان في عام 1991 حين تراجعت عقارب الساعة الى 17 دقيقة قبل منتصف الليل مع نهاية الحرب الباردة رسمياً والتخفيض الكبير في عدد الأسلحة النووية الاميركية والروسية بموجب معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية.
إيلا، الديلي تلغراف